حوار - ابراهيم بدوي: كشف سعادة السيد أحمد دميروك سفير الجمهورية التركية لدى الدولة عن أن الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا سوف يعقد في اسطنبول قبل نهاية العام الجاري، لبحث تعزيز التعاون في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك. وقال في حوار مع الراية بمناسبة احتفال السفارة بالعيد الوطني للجمهورية التركية: من المقرر أن يقوم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بزيارة الدوحة غدا الثلاثاء، ويتبعها زيارات متبادلة على المستوى الوزاري في إطار التحضيرات لأعمال اللجنة التي استضافت الدوحة اجتماعها الأول بحضور قيادتي البلدين في ديسمبر 2015، وأثمرت عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في المجالات السياسية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى قطاعات الطاقة والتعليم والصحة والرياضة والنقل والمواصلات. وأشاد بجهود الوساطة القطرية للتوصل إلى حلول سلمية للصراعات، مشددا على أن قطر وتركيا تدعمان المطالب المشروعة للشعب السوري وتكافحان داعش منذ البداية. وأشار إلى اتخاذ قطر خطوات ملموسة لدعم تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو الماضي، باستكمال البنك التجاري شراء أسهم بنك الترنيتف التركي بعد 3 أيام فقط من الانقلاب فيما يعد رسالة ثقة في اقتصاد تركيا، فضلا عن قرار الهيئة العامة القطرية للسياحة بفتح مكتب لها في اسطنبول. وقال إنه من المقرر افتتاح المستشفى التركي في الدوحة قريبا، مشيرا إلى وجود 45 شركة تركية تعمل في قطر أغلبها في قطاع المقاولات، وبلغ حجم التبادل التجاري 1.3 مليار دولار العام الماضي، وهناك مفاوضات منتظمة مع جهاز قطر لتعزيز الاستثمارات في مجالات الزراعة والعقارات والطاقة.. وإلى تفاصيل الحوار: > شهدت العلاقات القطرية التركية تطورات محورية، خاصة بعد الانقلاب الفاشل.. ما أهم هذه التطورات؟ - شهدنا هذا التضامن الكبير من قطر، وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أول زعيم يتصل هاتفيا بالرئيس رجب طيب أردوغان، وأعربت قطر عن تأييدها لحكومتنا وشعبنا، كما أظهرت قطر دعمها بخطوات ملموسة، على سبيل المثال، بعد وقت قصير من محاولة الانقلاب الفاشلة، اشترى البنك التجاري القطري (CBQ) نسبة الـ 25٪ المتبقية من أسهم بنك الترنيتف بمبلغ 222.5 مليون دولار، ليحظى بالإدارة الكاملة له، كما قررت الهيئة العامة للسياحة في قطر فتح مكتب في اسطنبول، وكانت هذه القرارات مهمة جدا في تلك الأوقات حين كان الناس يترددون في الاستثمار أو زيارة لتركيا.. ولن ننسى أبدا هذا الدعم. زيارات متبادلة > وماذا عن أجندة الزيارات المتبادلة في المستقبل القريب؟ - قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مؤخرا بزيارة اسطنبول والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان، وسوف يقوم وزير خارجيتنا مولود تشاوش أوغلو بزيارة قطر غدا، وسيقوم بعض الوزراء من كلا الجانبين بزيارات متبادلة. جهود الوساطة > وكيف ترى تركيا قطر كشريك وجهودها في الوساطة للتوصل إلى حلول سلمية للنزاعات؟ - نرى قطر كإحدى الدول الأكثر نشاطا فيما يتعلق بجهود الوساطة لحل النزاعات الإقليمية والبينية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعد الوساطة من أهم ركائز السياسة الخارجية القطرية، وأثبتت قطر قدراتها في لبنان والسودان واليمن والخلافات الفلسطينية، وتلعب قطر دورا حيويا وهاما، ولها أسلوبها في التواصل مع جميع الفئات، ونحن نقدر دور الوساطة القطرية في التوصل إلى حلول سلمية للصراعات الخطيرة. تعزيز الاستثمارات > هل هناك أي مفاوضات جارية لتعزيز الاستثمارات والتجارة المتبادلة؟ - المفاوضات بين جهاز قطر للاستثمار والشركات التابعة له تجري على أساس منتظم من قبل السلطات التركية المختصة في مجالات الزراعة والعقارات والطاقة وغيرها. > وما هي إمكانات التعاون في قطاع الطاقة وخاصة الغاز المسال؟ - تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة خطوط أنابيب النفط التركية (بوتاس) وقطر للبترول بشأن بيع الغاز الطبيعي المسال خلال الاجتماع الأول للجنة العليا الاستراتيجية بين قطر وتركيا في عام 2015، ويمكن أن يقود ذلك الطريق لزيادة التعاون في مجال الطاقة. قطر وتركيا.. ثمار أفضل علاقة بين بلدين الدوحة - الراية : يخلد التاريخ المعاصر العلاقات القطرية التركية، باعتبارها أفضل علاقة ممكنة بين بلدين في العالم. ويبرز ذلك في عدد اللقاءات الرسمية بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي بلغت 10 لقاءات في أقل من عامين. وتؤكد الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى على تفاهم وتقارب كبير يصل إلى حد التطابق في الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن رغبة صادقة وخطوات ملموسة من قيادتي البلدين نحو تعزيز التعاون في كافة المجالات لتجعل من التكامل والانسجام عنوانا للعلاقات القطرية التركية.. وفضلا عن إعطاء نموذج فريد للتقارب والتفاهم بين بلدين على أسس راسخة من القيم والمبادئ المشتركة التي تجعلهما كالجسد الواحد، اتخذت الدوحة وأنقرة خطوات فاعلة لجني ثمار هذا التعاون بما يخدم مصالح شعبيهما ويمكن تلخيصها دون حصر في النقاط التالية: > إلغاء تأشيرة السفر بين البلدين. > زيادة حجم التبادل التجاري من 38 مليون دولار عام 2000 إلى 1.3 مليار دولار عام 2015. > زيادة الاستثمارات التركية في السوق القطري إلى حوالي 30 مليار دولار. > زيادة الاستثمارات القطرية في تركيا إلى حوالي مليار دولار. > مذكرة تفاهم بين قطر للبترول وبوتاس التركية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر. > بروتوكول تعاون بين قوات الأمن الداخلي (لخويا) وقوة الدرك الوطني بالجمهورية التركية. > افتتاح مدرسة ومركز ثقافي تركي في الدوحة لأول مرة في تاريخ العلاقات. > بدء تدريس الأدب التركي بجامعة قطر العام المقبل. > نجاح لافت للعام الثقافي التركي في قطر عام 2015. 45 شركة تركية في قطر أغلبها مقاولات أكد السفير التركي أن هناك نحو 45 شركة تعمل في قطر، ومعظمها شركات مقاولات، والمقاولون الأتراك جزء من المشاريع المشتركة ويساهمون في بناء الخط الذهبي والخط الأحمر من مترو الدوحة. وقال: وقعت شركة مقاولات تركية صفقة قيمتها 7.6 مليار ريال (2.1 مليار دولار) مع حكومة قطر لإنشاء طريق سريع جديد بين الدوحة والخور، وبالإضافة إلى ذلك، منحت أشغال عقد تصميم وبناء طريق البستان قطاع الشمال لمشروع تركي -أسباني مشترك. افتتاح المستشفى التركي في الدوحة قريباً أكد السفير التركي أن تركيا والشركات التركية لديها اهتمام كبير بدعم رؤية قطر نحو تنويع اقتصادها. وكشف عن افتتاح المستشفى التركي في الدوحة قريبا، في إطار شراكة بين شركة قطرية وشركة تركية. وقال: هناك محادثات بين الشركات الطبية الأخرى والمؤسسات القطرية للتعاون في مجال الطب الرياضي والصحة. البنك التجاري القطري اشترى أسهم "الترنيتف" حول واقع الاستثمارات القطرية في تركيا حاليا وهل تعرضت لأي ضرر أثناء أو عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة قال السفير التركي: لم يصب الاستثمار القطري في تركيا أي ضرر جراء محاولة الانقلاب الفاشلة، فبعد ثلاثة أيام من محاولة الانقلاب وتحديدا في 18 يوليو 2016، اشترى البنك التجاري القطري (CBQ) نسبة الـ 25% المتبقية من أسهم بنك الترنيتف وعلاوة على ذلك، منذ أيام فقط وتحديدا في 20 أكتوبر، قام بنك قطر الوطني الذي اشترى بنك فاينانس خامس أكبر بنك في تركيا بمبلغ 2.7 مليار يورو، بالانتهاء من إطلاق العلامة التجارية الجديدة للبنك إلى بنك قطر الوطني -فاينانس بنك QNB-Finansbank. وحول حجم التجارة المتبادلة حاليا والتوقعات المستقبلية لنموه قال: تزايدت التجارة بين بلدينا في العامين الماضيين ويبلغ حجم التبادل التجاري حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي في عام 2015، وفي النصف الأول من 2016 بلغ حجم التجارة بين البلدين 461 مليون دولار مقابل 736 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2015، ويرجع ذلك إلى انخفاض أسعار النفط والغاز. توافق لدعم الشعب السوري ومواجهة الإرهاب نوه السفير التركي بتوافق الرؤى بين الدوحة وأنقرة حول الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب. وقال: وقفت قطر وتركيا مع المطالب المشروعة للشعب السوري منذ بداية الصراع، وقدم البلدان دعمهما للمعارضة، سواء كانت سياسية أو غير ذلك، ونحن نقدر جهود دولة قطر في الحفاظ على تماسك ووحدة المعارضة، والديناميكيات والحراك الإقليمي القائم حاليا، والتهديدات الإرهابية، وغيرها من التحديات الإقليمية الكبيرة، التي تتطلب تعاونا أوثق. وأضاف: قطر وتركيا أعضاء في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، كما أننا نكافح داعش منذ البداية، ونسعى لإيجاد حل لسوريا من شأنه أن يخدم مصالح شعبيها، والعمل بشكل وثيق لتحقيق الاستقرار في سوريا في كنف الديمقراطية، لذلك، يجب أن يتوحد المجتمع الدولي ويوقف المذبحة الجارية الآن، ووضع حد لهذا الصراع الرهيب فورا.
مشاركة :