القيارة – الوكالات: أعلنت القوات العراقية امس الأحد السيطرة على بلدات عدة في منطقة الموصل، مع قرب دخول عملية تحرير أكبر مدن الشمال العراقي أسبوعها الثالث. ويواجه بضعة آلاف من مقاتلي داعش موجودين في كبرى مدن شمال العراق حاليا جبهات جديدة، خصوصا مع بدء تدخل مقاتلي الحشد الشعبي قبل ايام. وأعلنت قوات الحشد الشعبي الأحد أنها استعادت السيطرة على بلدات عدة، بينها الأمريني التي تبعد 45 كيلومترا من مركز قضاء تلعفر، الهدف الأساسي للهجوم. من جانبها أعلنت قوات البشمركة الكردية أنها استعادت السيطرة على ست بلدات من تنظيم داعش، مشيرة إلى أنها تمكنت من تأمين أكثر من 500 كيلومتر مربع منذ انطلاق عملية الموصل. وأشارت البشمركة في بيان إلى أنها تمكنت من «تحرير ست قرى في شمال شرق الموصل»، وقطع العديد من خطوط امداد تنظيم داعش باتجاه الموصل، من خلال السيطرة على الطرق الرئيسية في بعشيقة وبطنايا وفليفل وناوران. من جهة اخرى، أعلنت العمليات المشتركة هبوط أول طائرة من طراز سي 130 للنقل في قاعدة القيارة التي تمت استعادت السيطرة عليها في يوليو الماضي. والتقدم باتجاه تلعفر قد يهدد بمعارك في محيط موقع الحضر الاثري الذي تصنفه اليونيسكو على لائحة التراث العالمي. وقد دمره تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته على الموصل. وتشكل مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل محور تجاذبات سياسية، لأنّ الغالبية العظمى من سكان الموصل من السنة. ويعارض سياسيون من الاكراد والعرب السنة مشاركة الحشد الشعبي كما أكّدت تركيا التي تنشر قوات في بعشيقة معارضتها كذلك. كما تفضل الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي الداعم لعملية استعادة الموصل عدم مشاركة الحشد الشعبي في العمليات. والمحور الغربي حيث تقع بلدة تلعفر، هي الجهة الوحيدة التي لم تصل اليها القوات العراقية التي تتقدم بثبات من الشمال والشرق والجنوب باتجاه مدينة الموصل. وتواصل القتال لليوم الثاني في المحور الغربي، في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الشرطة الاتحادية استعادتها ناحية الشورة التي استمرت محاصرتها مدة اسبوع قبل اقتحامها. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت ان «قطعات الشرطة والرد السريع تشرع بعمليات تمشيط منطقة الشورة وتطهيرها من الالغام والافخاخ». ويقول التحالف الدولي الذي يدعم قوات الشرطة الاتحادية والبشمركة من خلال الضربات الجوية أو التدريب أو من خلال المستشارين منذ عامين، ان القوات العراقية ستتوقف مدة يومين في الهجوم الذي بدأ قبل اسبوعين. وتعمل قوات مكافحة الارهاب على تثبيت دفاعاتها في بلدة برطلة المسيحية، ويقومون بافراغ الشاحنات من صناديق الاسلحة من اجل اعادة ترتيب مخازن عتادهم. وفر اكثر من 17 ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ومن المتوقع ان يرتفع العدد مع اقتراب القوات العراقية من محيط المدينة. وتقول الامم المتحدة ان لديها تقارير مؤكدة تشير إلى ان تنظيم داعش ينفذ عمليات اعدام جماعي في المدينة واحتجز عشرات الاف من المدنيين كدروع بشرية. وكان المفوض الأعلى لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة زيد بن رعد الحسين قال قبل يومين ان مكتبه تلقى تقارير عن احتجاز مدنيين قرب مواقع تمركز الجهاديين في الموصل ربما لاستخدامهم دروعا بشرية امام تقدم القوات العراقية.وتابع في بيان «هناك خطر جسيم ان يستخدم مقاتلو داعش مثل هؤلاء الاشخاص الضعفاء دروعا بشرية، وكذلك قتلهم بدلا من رؤيتهم يتحررون».
مشاركة :