مولدافيا: المواطنون يدلون بأصواتهم لانتخاب الرئيس لأول مرة منذ 20 عامًا

  • 10/31/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يدلي المولدافيون اليوم (الأحد) بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية بالاقتراع العام منذ 1997، وتبدو نتائجها متقاربة، ويتنافس فيها مؤيدو التقارب مع روسيا والمدافعون عن تكامل مع الاتحاد الأوروبي. وفتحت مراكز التصويت في الساعة 7:00 (5:00 تغ) في مولدافيا التي يبلغ عدد سكانها 3.5 ملايين نسمة، وتعصف بها أزمة سياسية عميقة ناجمة من اكتشاف عملية تزوير مصرفي كبيرة في العام الماضي. في العاصمة كيشيناو وعلى طول الطرق الكبيرة في البلاد، تذكر الملصقات الانتخابية للمرشحين التسعة بأن رئيس الدولة سينتخب للمرة الأولى منذ 1997 بالاقتراع العام بعد قرار اتخذته المحكمة الدستورية في مارس. وتتنافس في الانتخابات، القوى المؤيدة لأوروبا في السلطة، والمعارضة الموالية لروسيا، والتي يعتبر زعيمها رئيس حزب الاشتراكيين إيغور دودون الأوفر حظا للفوز في الدورة الأولى. ويعد هذا الرجل (41 عاما) الذي كان وزيرا للاقتصاد في حكومة يقودها شيوعيون، بـ«إعادة شراكة استراتيجية مع روسيا» والسعي إلى «إلغاء الجانب الاقتصادي من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي» الذي وقعته في 2014 السلطات الموالية لأوروبا. أثار هذا المسعى غضب موسكو التي سارعت إلى فرض حظر على الفواكه واللحوم المولدافية، فعاقبت بذلك شعبا تشكل الزراعة أبرز مقومات حياته. وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية قال إيغور دودون: «أنا لست ضد الاتحاد الأوروبي»، معتبرًا أن «من مصلحة مولدافيا» تطبيق الإصلاحات التي تطالب بها بروكسل ولا سيما ما يتعلق منها بالقضاء. وأبرز منافسيه هي مايا ساندو (44 عاما). وتعد هذه المرشحة عن معارضة وسط اليمين، ووزيرة التعليم السابقة التي عملت مع البنك الدولي، بـ«مولدافيا أوروبية». وقالت ساندو: «ننادي بالتكامل الأوروبي لأننا نرى في الاتحاد الأوروبي ديمقراطية حقيقية وازدهارا لجميع الذين يعملون فيه»، مشيرة إلى أن على السلطات القيام بخطوات كثيرة لاستعادة ثقة المولدافيين. وتعد مولدافيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، الواقعة بين رومانيا وأوكرانيا، واحدة من أفقر البلدان الأوروبية، إذ يعيش 41 في المائة من سكانها بخمسة دولارات يوميا، كما يقول البنك الدولي. وفي 2015، أدى اكتشاف اختفاء مليار دولار من صناديق ثلاثة مصارف في البلاد، أي ما يوازي 15 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، إلى تسيير تظاهرات ضخمة شارك فيها المؤيدون لأوروبا والموالون لروسيا، المنبثقون من القوى اليمينية واليسارية. ومنذ ذلك الحين، تعاقبت ثلاث حكومات لم تتمكن من امتصاص غضب المولدافيين الذين يعتبرون طبقتهم السياسية غارقة في الفساد. وأقر رئيس مهمة الاتحاد الأوروبي في مولدافيا بيركا تابيولا في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية بأن «مصداقية الاتحاد الأوروبي والدعم لسلوك طريق أوروبي» قد تراجعا بين السكان. وقد فسر ذلك بخيبة الأمل التي ولدتها «حكومات متعاقبة قالت إنها مؤيدة لأوروبا»، لكنها لم تطبق الإصلاحات الموعودة، لكنه أوضح أن «الحديث عن موالين لروسيا وموالين لأوروبا» يكشف عن «استقطاب مصطنع». وأكدت اللجنة الانتخابية المركزية المولدافية أن 3200 مراقب مولدافي و562 مراقبا أجنبيا ينتشرون في نحو 2000 مكتب تصويت، سيؤمّنون حسن سير الانتخابات ومراقبتها عن كثب. وستقفل مكاتب التصويت في الساعة 21:00 (19:00 ت غ)، لكن لن يجرى أي استطلاع للرأي لدى خروج الناخبين من مراكز التصويت، لانعدام الوسائل، وليس من المتوقع صدور النتائج الأولوية إلا خلال الليل.

مشاركة :