يا جماعة استفيدوا من شبابنا

  • 10/31/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كلما حضرت مؤتمرا، في أي موضوع، ورأيت الشبان السعوديين والبنات السعوديات، انتابتني حالة من الأسف على تفريطنا بكثير من مواهبهم وقدراتهم على الإنجاز والابتكار. أحيانا، من كثرة ما يتوارى هؤلاء عن المشهد التنموي العام، يخيل لي أنهم ليسوا سعوديين وإنما جاءوا من كوكب آخر غير الذي أعيش فيه. عمل دؤوب وحماس فائق وتنافس على أيهم يكون أفضل من الآخر في حضوره وأدائه وتأثيره في نجاح المناسبة. مؤخرا شاركت في مؤتمر الجمعية الدولية للعلاقات العامة، فرع الخليج الذي انعقد في دبي وهالني مجدداً، كما هالني من قبل في أكثر من حدث، قدرة هؤلاء الشبان والبنات على تنظيم فعاليات وورش وجلسات مؤتمر إقليمي يأخذ الصبغة الدولية، إلى درجة أن زميلا أمريكيا شارك في المؤتمر سألني أين كنا نخبئ كل هذه القدرات الشبابية الباهرة وأعطاني أسماء بعينها لم يكن يصدق احترافيتها على مستوى اللغة والتواصل والتنظيم والمتابعة. المشكلة أن هؤلاء الشبان والبنات بمجرد أن ينفض المؤتمر أو تنفض المناسبة أيا كانت يعودون إلى بيوتهم إن كانوا إلى الآن بلا وظائف، أو يعودون إلى وظائفهم الروتينية التي تصيبهم بالضجر والملل حيث لا مجال للإبداع ولا مجال لبذل هذه الطاقات القادرة لتحقيق قيمة مضافة إلى اقتصادنا وتنميتنا. إلى الآن نحن نتعامل مع الشباب، في مسار التنمية، على أنهم عدد وليس نوعا. ولذلك نخسر كثيراً حين لا نعمل على تمكينهم ضمن إستراتيجيات وخطط وأهداف محددة بدقة. ولذلك نرى تسرب عدد منهم إلى دول الخليج حيث يحصلون على عروض عمل مغرية وبيئات عمل تستجيب لطموحاتهم وطاقاتهم وتحدياتهم. بل إنني أسمع الآن من اختار البقاء في أمريكا أو أوروبا بعد انتهاء دراسته بعد أن حصل على وظيفة تناسب تخصصه وتمنحه أفقا واسعا للتطوير والإبداع. لذلك أرجو مخلصاً، مع كثير من الإلحاح، ألا نفرط بهذه الثروات البشرية السعودية الحقيقة وأن نعمل بكل الطرق للاستفادة منها في وطنها. وأعتقد أن أول خطوة في هذه الاستفادة هي أن نمكن المتفوقين منهم من قيادة قطاعات التنمية في الوزارات والهيئات الحكومية، حيث طال بِنَا أمد تسليم مواقع القيادة للمحسوبين على هذا الاسم أو ذاك بغض النظر عن مواهبهم وقدراتهم. عكاظ الرأي محمد العصيمي مقالات الصحف

مشاركة :