مهمة تشكيل الحكومة ستكون شاقة وطويلة وفي بلد يقوم على التحاصص الطائفي في مقاعد البرلمان والحقائب الوزارية والمناصب العليا في الدولة. العرب [نُشرفي2016/10/31، العدد: 10441، ص(2)] عون يريد الرئاسة بأي ثمن بيروت - يأمل اللبنانيون في أن يسهم حل أزمة الرئاسة الشاغرة في انفراج الأوضاع الاجتماعية والمعيشية بعد أن أحدث هذا الشغور شللا في جل المؤسسات الرسمية وتراجعا في النمو الاقتصادي في بلد صغير ذي إمكانيات هشة ويرزح تحت وطأة وجود أكثر من مليون لاجئ سوري، إضافة إلى عدة أزمات أخرى متعددة يأتي على رأسها الفشل في التخلص من النفايات التي تملأ شوارع المدن والقرى. لكن يبدو هذا الانفراج مازال بعيدا بحسب الخبراء والمتابعين السياسيين، وتقول الباحثة في “مجموعة الأزمات الدولية” سحر الأطرش، إن “انتخاب ميشال عون ليس عصا سحرية. سينهي الشغور الرئاسي بالتأكيد، لكنه لا ينهي الأزمة السياسية وترهل المؤسسات والانقسام الكبير حول ملفات داخلية وأخرى خارجية على رأسها الحرب في سوريا”. وفي بلد يقوم على التحاصص الطائفي في مقاعد البرلمان والحقائب الوزارية والمناصب العليا في الدولة وصولا إلى الوظائف العادية، يتوقع أن تكون مهمة تشكيل الحكومة شاقة وطويلة. وتقول أستاذة العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت كارول شراباتي “من الماضي الذي نعرفه والشخصيات التي تحالفت مع بعضها البعض والجو السياسي السائد، لا شيء يضمن الذهاب أبعد من تعبئة موقع شاغر”. وتضيف شراباتي “نحن أمام تحالف مصالح ولكل طرف حساباته. فعون يريد الرئاسة بأي ثمن، والحريري يريد إعادة بناء حلقته السياسية المنهارة، أما حزب الله فلا خيار آخر لديه وعليه أن يظهر أنه ثابت على موقفه السياسي في دعم عون”. وترى أن السؤال الحقيقي اليوم “هل تسمح الأجندة الشخصية لكل طرف ببناء استراتيجية مشتركة على المدى الطويل طالما أن تحالفها ليس مبنيا على قاعدة مشتركة؟”. ويقدم عون نفسه منذ العام 1988، على أنه “الرئيس الأقوى”، مستندا في ذلك إلى قاعدته الشعبية المسيحية العريضة. وقبل الحكومة الحالية برئاسة تمام سلام، ترأس سعد الحريري حكومة بين 2009 و2011 لم تنجح في إيجاد حلول لأزمات البلد العديدة، لا سيما بسبب الخلافات الحادة بين فريقي الحريري المعادي للنظام السوري وحزب الله حليف النظام. وعاش الحريري معظم السنوات الماضية خارج لبنان، ما عرضه لتراجع شعبيته على حساب تنامي التيارات الإسلامية المتطرفة. وترى الأطرش، أنه لا يمكن الحديث عن “تحالف سياسي”، بل عن “تلاق آني من الصعب أن يستمر، لأن مصالح الأطراف أساسا متضاربة حول كيفية تقاسم السلطة”. :: اقرأ أيضاً الميليشيات الشيعية تربك خطة إنقاذ الموصل من الدمار واشنطن تتجاوب مع المقاربة المصرية في ليبيا هل يسهل حزب الله مهمة ميشال عون رئيسا للبنان معركة حلب تنتقل إلى الأحياء الغربية تحت سيطرة النظام
مشاركة :