تحت رعاية عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، افتتح المؤتمر السنوي السابع حول الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل انساني أفضل، والذي يقام بالتعاون بين مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية (أوتشا) والصناديق الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسة الخيرية الملكية. وأكد ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر، على اهتمام مملكة البحرين بتقديم الدعم بمختلف أشكاله والوقوف إلى جانب المتضررين والمنكوبين جراء الكوارث الطبيعية والازمات الداخلية والحروب، مؤكداً حرص البحرين على دعم الجهود الانسانية في العالم ومساعدة منظمات ومؤسسات العمل الانساني على القيام بأعمالهم الإنسانية، وذلك انطلاقاً من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والروابط الإنسانية التي تجمع مملكة البحرين مع مختلف شعوب العالم. وخلال الحفل ألقى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كلمة الافتتاح، نقل خلالها تحيات ملك مملكة البحرين الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتمنيات جلالته لهذا المؤتمر بالتوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه الإنسانية النبيلة من أجل عالم أجمل يسوده السلام والمحبة والخير، تتوفر فيه الحياة الكريمة للجميع. كما أعرب سموه عن بالغ فخره واعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الإنساني السنوي الهام، الذي له الأثر الكبير في خدمة الإنسانية، معبراً عن تقديره وشكره العميق لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وللمؤسسة الخيرية الملكية وللصناديق الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي على جهودهم الكريمة في تنظيم المؤتمر السنوي السابع للشراكة الفعالة وتبادل المعلـومات من أجـل عمـل إنسـاني أفضـل، والشكر موصول أيضاً لجميع المؤسسات والجمعيات والجهات المشاركة والداعمة لهذا المؤتمر الهام والذي يعقد في مملكة البحرين في وقت يشهد فيه العالم ظروفاً انسانية صعبة لكثير من الشعوب، مما يتطلب منا جميعاً أن نكون يداً واحدة لتوفير الحياة الكريمة لهذه الشعوب وتحسين أوضاعهم المعيشية والحياتية لتخفيف وطأة هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، كما وجه سموه الشكر والتقدير إلى كافة المنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالعمل الإنساني على ما تقوم به من جهود مثمرة في هذا المجال. وثمن سموه الجهود التي يقوم بها مكتب الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة وخص بالذكر في هذا المقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) على كافة الجهود التي يقوم بها من أجل تنسيق وتوحيد الجهود الإنسانية، مما كان لهم الدور في إيجاد قنوات وآليات تنفيذية وفتح الطرق المناسبة لإيصال المعونات والمساعدات المختلفة لشعوب تنتظر طيف أمل يخفف من معاناتها، في ظل ظروف صعبة و طرق وعرة مليئة بالتحديات للشعوب وللعاملين في المجال الإنساني، وقد كان للمكتب دور في الاستجابة الانسانية الفورية للمجتمع الدولي في مجال المساعدات الإنسانية والإغاثية الطارئة من خلال جهود مشتركة مع مؤسسات ومنظمات دولية وغير دولية لمواجهة الكوارث الإنسانية. وأشار سموه إلى أن المستوى العالي من مقدمي أوراق العمل والحضور المميز من أكثر من دولة يؤكد على المسؤوليات الكبيرة للقطاع الرسمي والأهلي ومؤسسات المجتمع المدني في الارتقاء بأدوارٍ رئيسية فاعلة للمساهمة في تخفيف المعاناة التي تعيشها شعوب العالم نتيجة الكوارث الطبيعية والأزمات الداخلية والحروب، متأملاً أن يستفيد الجميع مما سيطرح في هذا التجمع العالمي الكبير من تبادل لوجهات النظر والخبرات وتسليط الضوء على أهمية الشراكات وتبادل المعلومات من أجل إيجاد حلول إقليمية للقضايا الإنسانية وتوفير مساحة للتفاعل الفكري والعملي والتعاون والشراكات أمام الجهات الفاعلة الإنسانية في المنطقة وتبادل المعلومات حول عمل الجهات الفاعلة الإنسانية المختلفة، والاطلاع على الحوار العالمي المستمر في هذا الشأن تماشياً مع المؤتمرات السابقة في دولة الكويت الشقيقة والقمة العالمية للعمل الإنساني الذي عقد في تركيا مؤخراً، ومتمنياً أن يكون لهذا المؤتمر مخرجات مرجوة تثمر عن نتائج ملموسة تخدم الإنسانية وترتقي بمستويات العمل الخيري والإغاثي للتخفيف من معاناة الأطفال والنساء وجميع الأشخاص المنكوبين. وقام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بتسليم جائزة سموه للأعمال الإنسانية إلى مستشار بالديوان الأميري بدولة الكويت ورئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عبدالله المعتوق، وذلك تقديراً لجهوده الإنسانية الكبيرة وما قدمه من عطاءات في مجال العمل الخيري والإنساني، إذ يتم منح جائزة سموه للشخصيات والهيئات التي قدمت خدمات إنسانية وخيرية لإغاثة المحتاجين ومساعدة المنكوبين دون النظر إلى عرق أو دين أو جنس أو طائفة، وبعيداً عن السياسة والحزبية وإنما أعمال إنسانية بحتة. كما تسلم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة شهادة تقدير من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، تقديراً لدور سموه في العمل الخيري وخدمة المحتاجين والمنكوبين في مختلف دول العالم. وقد ألقى الكلمات الافتتاحية كل من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف راشد الزياني، رئيس مجلس الأمناء للصناديق الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل ثاني، مساعد الأمين العام للشئون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي السفير هشام يوسف، رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية عبدالله معتوق المعتوق، المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية للشئون الإنسانية والإغاثية الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني، و المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمستشار بالديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة. بعدها تم عرض فيلم عن الوضع الإنساني على المستوى العالمي، كما قدمت اللاجئة السورية والطالبة بمجمع مملكة البحرين العلمي بمخيم الزعتري ملاك الشولي تجربتها في اللجوء وتفوقها في مدارس البحرين، ودور هذه المدارس في بث الأمل في حياتها عبر إعطائها حقها في التعليم الذي حرمت منه بسبب الحرب. وقدمت الجلسة الأولى من المؤتمر والتي كانت بعنوان (ما بعد القمة العالمية للعمل الإنساني، على مستوى العالم والسياسة العامة) رؤية وإطارا سياسيا للإصلاحات التي وضع تقرير "جدول أعمال من أجل البشرية" تصوراً لها، وتحدث فيها كل من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، و مفوض للشؤون السياسية بالاتحاد الأفريقي السفيرة عائشة لارابا عبدالله، ورئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك ، وأدارتها الإعلامية منى أبوسليمان. أما الجلسة الثانية فهيئت الأحداث والمشاهد نحو المواضيع التي يركز عليها المؤتمر هذا العام، وهي الشباب والنساء و التعليم في حالات الطوارئ، وقدمها كل عطوفة نائب رئيس محكمة التمييز الأردنية وعضو اللجنة الوطنية الأردنية للقانون الدولي الإنساني القاضي محمد الطراونة، و المستشار الثقافي بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالإمارات العربية المتحدة حبيب غلوم، ورئيسة الأمانة العام لصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ ليزا دوتن، وأدارها عطوفة الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أيمن رياض المفلح. بعدها أقيم المنتدى المفتوح الذي تناول دور المنظمات المرتكزة على الأديان في الاستجابة الإنسانية، وقدم فيه المتحدثون لمحة عامة عن الدور الذي تلعبه المنظمات المرتكزة على الأديان في التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية ومناقشة السبل التي يمكن من خلالها توثيق وإبراز مساهمات هذا القطاع ضمن الجهود الإنسانية العالمية على نحو أفضل. كما تناولت الجلسة بعض التحديات التي تواجهها هذه المنظمات ، وتحدث فيها كل من نائب الأمين العام بالنداء الإسلامية للإغاثة والتنمية السفير عطا المنان بخيت ، و رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية حسين أوروك ، و مدير مجموعة خدمات الشركات الشفافية الدولية هارون عطا الله ، بإدارة مدير مركز النزاع والدراسات الإنسانية في معهد الدوحة وبروفيسور في جامعة يورك سلطان بركات. واختتم اليوم الأول بجلسات الطاولة المستديرة "المسائية" بشأن أبرز حالات الطوارئ الإنسانية المتفاقمة حالياً ، وهدفت إلى تسليط الضوء على الوضع الإنساني في ثلاث حالات طوارئ بارزة، هي سورية والعراق واليمن، حيث حرص ممثلو المنظمات الإنسانية العاملة في هذه الدولة على مشاركة المعلومات الخاصة بالمستجدات حول الاحتياجات، والاستجابة، والفجوات، وإمكانات الدخول والوصول والتحديات الأمنية في تلك المناطق، وتحدث في محور سورية اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثية، والنداء الإنساني بالمملكة المتحدة، وقطر الخيرية، وأدارها بدر الصميط من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت. أما طاولة العراق فتحدث فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسة برزاني الخيرية ومنظمة الهجرة الدولية مكتب العراق ، وأدارها خالد ذياب من الهلال الأحمر القطري. أما طاولة اليمن فتحدث بها كل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومنتدى المنظمات غير الحكومية الدولية في اليمن وجمعية العون المباشر، وأدارها خالد خليفة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
مشاركة :