نيويورك - أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الاثنين أنه سيعود إلى المنطقة لإجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق سلام خلال الأسابيع المقبلة، رغم رفض الاطراف المتحاربة في اليمن لمقترحاته أو تحفظها عليها. وقال أمام مجلس الأمن إن "الكرة في ملعب الأطراف اليمنية"، مضيفا "ما الذي ينتظره الطرفان للتوقيع على اتفاق سياسي؟ ألم يفهموا أنه لا يوجد فائزون في الحروب؟". وكان ولد الشيخ قدم خارطة طريق للمتمردين الحوثيين وحلفائهم وإلى الحكومة اليمنية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 شهرا. وتدعو خارطة الطريق إلى تعيين نائب جديد للرئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على مرحلة انتقالية تقود الى انتخابات، كما تنص على انسحاب المتمردين من صنعاء وغيرها من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة لطرف ثالث. ويتعين أن يسلم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعد ذلك السلطة لنائب الرئيس الذي سيعين رئيسا جديدا للوزراء لتشكيل حكومة تضم الشمال والجنوب بشكل متساو. وكان هادي قد قال إن الخطة "تحمل اسم خارطة الطريق وهي في الأساس بعيدة كل البعد عن ذلك لأنها في المجمل لا تحمل إلا بذور حرب إن تم استلامها أو قبولها والتعاطي معها على اعتبار انها تكافئ الانقلابيين وتعاقب الشعب اليمني". وتابع "ما يسمى خارطة طريق ليس إلا بوابة نحو المزيد من المعاناة والحرب وليس خارطة سلام". واعتبر المتمردون اليمنيون الأحد أن خطة السلام الجديدة التي اقترحتها الامم المتحدة تشكل "أرضية للنقاش" لكنها تشتمل على "اختلالات جوهرية" تتطلب بحثا مع مبعوث الأمم المتحدة. وتفاقمت الفوضى في اليمن الذي يعد أحد أفقر الدول في العالم العربي، عندما قد الحوثيون انقلابا على الشرعية. وقال ولد الشيخ إنه سيعود الى المنطقة فورا بعد تقديم تقريره إلى مجلس الأمن وإن خارطة الطريق التي اقترحها "يجب أن تسمح بالتوصل إلى تسوية شاملة في الأسابيع المقبلة في حال شاركت فيها الأطراف بنية حسنة". على وشك المجاعة وقاد الدبلوماسي الموريتاني ولد الشيخ المفاوضات في اليمن منذ ابريل/نيسان 2015، وتوسط في سلسلة من هدنات وقف اطلاق النار التي كانت غالبا ما تنتهك، واخفقت في الوصول الى اتفاق سلام. وقتل نحو 6900 شخص في الحرب أكثر من نصفهم من المدنيين، فيما تشرد ثلاثة ملايين بينما يحتاج ملايين آخرون الى المساعدات الغذائية. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الانسانية ستيفن اوبراين أمام المجلس إن الأزمة الانسانية في اليمن تتدهور، وإن 80 بالمئة من السكان يحتاجون إلى الغذاء. وتابع "اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة". ويعاني أكثر من مليونين من سوء التغذية من بينهم 370 ألف طفل يواجهون سوء التغذية الشديد. كما تنتشر الكوليرا في البلاد، وتأكدت 61 حالة اصابة ويشتبه بأكثر من 1700 حالة اخرى، بحسب اوبراين. ودعا المسؤول الأممي السعودية إلى استئناف الرحلات الجوية التجارية إلى صنعاء للسماح للطلاب بمتابعة دراستهم في الخارج وللمرضى اليمنيين بالحصول على العلاج. وقال من الرياض إن الأمر "في نطاق قدرتهم السماح بهذا". وناشد اوبراين الجهات المانحة إلى المساعدة في إعادة بناء ميناء الحديدة الذي يعتبر "شريان حياة البلاد" التي تعتمد بشكل شبه تام على الواردات.
مشاركة :