كيشيناو (أ ف ب) - تقدم المرشح الموالي لروسيا ايغور دودون نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد في مولدافيا وسيواجه في دورة ثانية المرشحة المؤيدة لاوروبا مايا ساندو بحسب ما اعلنت اللجنة الانتخابية الاثنين. وبعد فرز كل الاصوات تقريبا في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، نال دودون 48,23% من الاصوات مقابل 38,42 بالمئة لمنافسته. وقد تمكن واحد فقط من المرشحين السبعة الآخرين من تجاوز عتبة الخمسة بالمئة، هو ديمتري تشوباشنكو من حزب "وطننا" الموالي لروسيا. وبدا اولا ان دودون سيفوز من الدورة الاولى، لكن مع تقدم فرز الاصوات الاحد في العاصمة كيشيناو ارتفعت نسبة مؤيدي ساندو. وقالت اللجنة الانتخابية ان النتائج النهائية لن تعرف قبل الاربعاء. وستجرى الدورة الثانية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي اول انتخابات رئاسية تجرى بالاقتراع العام منذ 1997، سجلت مشاركة غير كثيفة للمولدافيين ولم تتجاوز نسبة الذين صوتوا ال49,3 بالمئة حسب آخر ارقام نشرتها اللجنة الانتخابية. ونشر نحو 3200 مراقب مولدافي و562 اجنبيا في مراكز الاقتراع التي بلغ عددها 2000 في البلاد. وقالت رئيسة اللجنة الانتخابية الينا روسو انه لم تسجل اي انتهاكات للقواعد الانتخابية. وقال ايغور دودون في مؤتمر صحافي ليل الاحد الاثنين "اريد ان اشكر الناخبين على مشاركتهم النشيطة في هذه الانتخابات"، مؤكدا ان "النتيجة الرئيسية التي توصل اليها هي ان الناخبين لم يعودوا يصدقون هذه السلطة". واضاف ان "انتصارنا حتمي". وبعد اغلاق مراكز الاقتراع اكدت مايا ساندو انها واثقة من تنظيم دورة ثانية. وقالت "اريد ان اشكر انصاري وجميع من صوتوا. الامكانات المتواضعة صنعت حملة كبيرة وقمنا بشيء مهم. موعدنا في الدورة الثانية". - ازمة سياسية - تعصف بهذه الجمهورية السوفياتية السابقة البالغ عدد سكانها 3،5 ملايين نسمة، ازمة سياسية عميقة ناجمة عن اكتشاف عملية تزوير مصرفي كبيرة العام الماضي. ويعد دودون (41 عاما) الذي كان وزيرا للاقتصاد في حكومة يقودها شيوعيون، ب "اعادة شراكة استراتيجية مع روسيا" والسعي الى "الغاء الجانب الاقتصادي من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي" الذي وقعته في 2014 السلطات الموالية لاوروبا. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس قال دودون "لست ضد الاتحاد الاوروبي"، معتبرا ان "من مصلحة مولدافيا" تطبيق الاصلاحات التي تطالب بها بروكسل ولاسيما ما يتعلق منها بالقضاء. في المقابل، تعد مايا ساندو (44 عاما) مرشحة معارضة وسط اليمين ب "مولدافيا اوروبية". وقالت لفرانس برس "ننادي بالتكامل الاوروبي لاننا نرى في الاتحاد الاوروبي ديموقراطية حقيقية وازدهارا لجميع الذين يعملون فيه". وصرح ايغور دودون خلال ادلائه بصوته "انا واثق بان مولدافيا تطوي اليوم صفحة من تاريخها". من جهتها، دعت ساندو التي اسست هذا العام حزبها "عمل وتضامن" الى "ارساء النظام في مولدافيا". وتعد مولدافيا احد افقر البلدان الاوروبية، اذ يعيش 41% من سكانها بخمسة دولارات يوميا، كما يقول البنك الدولي. وفي 2015، ادى اكتشاف اختفاء مليار دولار من صناديق ثلاثة مصارف في البلاد، اي ما يوازي 15% من اجمالي الناتج المحلي، الى تسيير تظاهرات ضخمة شارك فيها المؤيدون لاوروبا والموالون لروسيا، المنبثقون من القوى اليمينية واليسارية. ومنذ ذلك الحين، تعاقبت ثلاث حكومات لم تتمكن من احتواء غضب المواطنين الذين ينددون بفساد السياسيين.
مشاركة :