• يعاني الإعلام العربي من أزمة يبدو أنها مزمنة تتمثل في التفاعل والتأثير خاصة في الرأي العام الغربي . الأسباب متعددة منها أنه يدور حول نفسه بتقليديته وتكراره ، كذلك التركيز على الهوامش فهو يعمل كما يقال « من الحبة قبة « ، ويتناسى العمل الرئيسي حتى على مستوى الداخل العربي. مثال حي حدث قبل أيام اعتداء المليشيات الحوثية وصالح على حرمة المسجد الحرام بصاروخ «باليستي «اطلق من مسجد في صعدة وفق ما أكده المتحدث باسم قوات التحالف اللواء ركن أحمد عسيري . • بقراءة لرد فعل الإعلام العربي تجاه الحدث المشين الذي يكشف حقيقة المليشيات الحوثية وصالح ومن يقف خلفهم يلاحظ أن التناول الإعلامي يخضع جزء منه لمصالح وتوجهات إضافة الى محاولة إهمال الجريمة حتى يتم نسيانها وفقدان تأثيرها على كل المستويات ولكي لا تكون حاضرة مع الترويج للتبرير الحوثي غير الحقيقي وهو أن الهدف كان مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ، معروف أن المطار مدني واستهدافه جريمة . هل يمكن للإعلام العربي الخروج من أسلوبه والانطلاق بشكل أكثر فاعلية ؟ سؤال يتكرر ، الواضح أن الاستمرار في التكرار يتواصل اذا بقي الوضع على ما هو عليه لأن بعضاً منه لا يستفيد حتى من الإعلام الجديد بل إن هناك مواقع لا يتم تحديثها الا بعد وقت طويل فهي شبه مهملة ! • الظروف والتطورات المتعددة تتطلب التحرك الإعلامي القوي لا سيما خارجيا بأساليب تتوافق مع متطلبات الزمن لها فعلها وقوتها ، وألا تبقى أسيرة التقليدية والنمطية المملة البعيدة عن التأثير في مختلف الفئات والأعمار والمستويات لكي لا تبقى جريمة بحجم الاعتداء على قبلة أكثر من مليار ونصف مليار مسلم مجرد خبر عادي من المؤلم أن يتحول سريعاً الى النسيان ! • الشيخ صالح المغامسي كتب في تغريدة مؤخراً ما نصه : « لا يزال في اليمن حُكَمَاء وفي الشيعة عقلاء ، فلهم أقول خذوا بأيدي سفهائكم واعلموا أن طهران اليوم دار ضغينة لا دار سكينة» يقظة : • «المتأمل في التاريخ يجد أن كل من أراد البيت بسوء فإن الله قاصمه قال سبحانه : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)، قال ابن القيم رحمه الله : (وليس المقصود هنا المسجد الحرام فقط، بل الحرم كله) ، وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله (من همَّ بالإلحاد في الحرم المكي : فهو متوعَّد بالعذاب الأليم ، وقد جعل الله كيد الأشرم في تضليل (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) ، وهكذا كل من همّ بالبيت سوءًا من حفدة هذه الشراذم أو أراد به كيداً فالله طليبه وحسيبه، وإنّنا لنؤكد أن أمن هذه البقعة وهذه البلاد خط أحمر لا يمكن تجاوزه بحال، ودونه تبذل المُهج والأموال. عاقبة كل معتدٍ على المسجد الحرام هي الخسران المبين والدمار الوشيك ، فما من معتدٍ على الأراضي المقدسة إلا واستؤصلت شأفته وكان عبرة للمعتبرين، وإن الناس كلهم يشهدون بأن تصرفاً كهذا لا يصدر عن صاحب مبدأ ، أو مدافع عن قضية ، ولا يقدم عليه صاحب عقل أو دين ، إنما هو العدوان السافر ، والطغيان الخاسر». الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي . تويتر: falehalsoghair hewar2010@gmail.com
مشاركة :