قبل تأسيس قناة الجزيرة الوثائقية بسنتين، نجحت شبكة الجزيرة في تأسيس أول مهرجان عربي للأفلام الوثائقية من خلال مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية الذي يشكل استمرارا لمسيرة شبكة الجزيرة في الحوار مع الآخر وحرية التعبير، ويقدم صورة تجمع الفن والإبداع والتمازج الحضاري والثقافي. وتأسس المهرجان عام 2005 كحدث دولي بكافة المقاييس، حيث نجح منذ نسخته الأولى في أن يصبح ملتقى لصناع الأفلام والمبدعين حول العالم، ويعرض أفلاما تسجيلية متنوعة تعنى بقضايا إنسانية واجتماعية واقتصادية وسياسية، ويقدم التشجيع والدعم للمواهب الشابة التي تحاول أن تجد لها مساحة للتعبير والعطاء. يحتضن المهرجان ثلاث مسابقات، واحدة رئيسية موجهة للقنوات التلفزيونية وشركات الإنتاج والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والإعلامية والمخرجين المستقلين، وتضم ثلاث فئات هي: الأفلام القصيرة، الأفلام المتوسطة، والأفلام الطويلة، بالإضافة إلى مسابقة «أفق جديد» المخصصة للمخرجين المبتدئين والناشئين وطلاب المدارس. كما تقدم الجوائز لكل فئة ويكرم المخرجون والفائزون. واقتصرت المشاركات في الدورة الأولى على الدول العربية قبل التوسع أو التخصص الذي سيميزها في المستقبل. وبعد نجاح المهرجان الأول تقرر التوسع ليصبح المهرجان دوليا ويحمل اسم «مهرجان الجزيرة الدولي الثاني للإنتاج التلفزيوني»، وتشارك به الجهات العربية وغير العربية، حيث تقرر أن يكون المهرجان متخصصا في الأفلام الوثائقية ويحمل اسم: مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية. ويعد «مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية» نافذة حوار وتواصل مع الآخر، تعزز من خلالها المعرفة المشتركة وتبادل الخبرات وبناء ثقافة إنسانية تجمع الأطياف والألوان المتنوعة، إلى جانب كونه ملتقى يجمع صناع الأفلام من كافة الدول والثقافات، وملتقى للمبدعين والموهوبين والشباب الطموح، ويؤسس لبناء ثقافة جماهيرية تهتم بـ «الوثائقي» وتستكشف أبعاده. ومنذ انطلاقته حرص المهرجان على أن يعكس شعار كل دورة هويته، حيث اختار شعار «أهلا بكم» للدورة الأولى التي نظمت عام 2005، ترحيبا بولادة المهرجان، فيما أطلق شعار «تواصل» للدورة الثانية عام 2006 من أجل الدعوة إلى التبادل الثقافي والإنساني والفني مع الآخر، فيما جاء شعار «السلام عليكم» للدورة الثالثة عام 2007 بمثابة تحية ود وإخاء للجميع، على اختلاف ألوانهم ودياناتهم وثقافاتهم، أما الدورة الرابعة لعام 2008 فحملت شعار «معا» لتأكيد روح التعاون والمحبة والإخاء التي ينشرها المهرجان، لتحمل الدورة الخامسة عام 2009 شعار «خمس سنوات من الأمل» احتفالا وتفاؤلا، وجاءت بعدها الدورة السادسة لعام 2010 بشعار «الحرية» بمختلف جوانبها الفكرية والسياسية والاجتماعية. أما الدورة السابعة لعام 2011 فاختارت شعار «حوار» لما يتضمنه من تقبل للآخر والمشاركة معه، وجاءت الدورة الثامنة عام 2012، لتفتح قنوات نحو «المستقبل» كشعار يؤمن بمستقبل واعد ومفعم بالأمل، واتخذت الدورة التاسعة عام 2013 شعار «نوافذ» للتأكيد على انفتاح المهرجان على كل أنواع الإبداع الإنساني من مختلف القارات والدول. فيما حملت الدورة العاشرة عام 2014 شعار «خطوات» تعبيرا عن أن الخطوة الأولى التي بدأتها مسيرة المهرجان، أصبحت خطوات بعد عشر سنوات من النجاح، كما أن الشعار مستلهم من الحكمة القائلة رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ليكون شعار دورة 2015 «آفاق» علما أن الجزيرة أعلنت تأجيل دورة العام 2016 لإعطاء زخم أكبر لاحتفالات الذكرى الـ20 بتأسيسها.;
مشاركة :