عقب توارد أنباء عن صدور حكم ابتدائي يقضي بالسجن لمدة شهر وخمسة عشر يومًا على خطيب يدعى (س.ف) قام في العام الماضي بتكفير الفنان ناصر القصبي ولعنه أمام الجميع ووصفه بالزنديق، كما قام أيضًا في نفس خطبة الجمعة بتكفير قناة mbc، كتب الفنان القصبي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مساء أمس، معلقًا بقوله: «خطوة مهمة.. صدور حكم مثل هذا.. شجاعة القضاء للتصدي لظاهرة التكفير».. على خلفية إحدى حلقات «سيلفي» العام الماضي 2015، ظهر فيها القصبي بثوب قصير، منتقدًا من يكسرّون الآلات الموسيقية في مشهد كوميدي مضحك. وكان القصبي قد توعد الخطيب بالملاحقة القانونية في حينها، حيث كتب وقتها على حسابه أيضًا: «ألا والله ذليت يوم قالوا لك ربعك أني أقدر أقاضيك وأعلمك السنع». ليرد عليه الخطيب آنذاك بتقديم اعتذاره عبر تغريدة قال فيها: «براءة للذمة، وليس خوفًا من أحد، تكفير المعين للعالِم ولولي الأمر إذا أقام الحجة عليه.. فأخطأت في تكفير ناصر القصبي.. أعمى بصره». وفي رد فعل قانوني على العقوبة الموقعة على الخطيب، تحدث لـ»المدينة» المحامي والمستشار القانوني محمد السنيدي بقوله: إن الحكم الصادر بحق الخطيب هو من الأحكام التعزيرية، وهذه عادةً تخضع لتقدير القاضي، والذي يملك السلطة التقديرية، والتي لا تصل لإقامة الحدود، ويراعى فيها المسألة وظروف المتهم وينظر للظروف المثمرة والمخففة. وأضاف: إن العقوبة تراعى فيها مثل هذه الحالات، فليس المقصد منها عقاب المرتكب وإنما هي زجر وردع ونهي للغير بعدم القيام بمثل هذا العمل. ومع إقراري بأن مسألة التكفير ليست سهلة، وإنما هي ظاهرة خطيرة يجب بترها؛ إلا إني أعتقد أن عقوبة الـ(45) يوم كثيرة بحق شخص يعتبر أحد طلاب العلم، فكنت أتمنى لو أصلح القاضي بين الطرفين أو خفف العقوبة لتكون أقل من هذا. والظاهر لي من العقوبة عدم تطرق الطرف الأول للحق العام وإنما اكتفى بالحق الخاص. وختم السنيدي حديثه قائلاً: طالما أن الحكم الصادر ابتدائي، فإن أمام الطرف الثاني (الخطيب) حق الاستئناف خلال (30) يومًا، يستطيع خلاله أن يقدم دفوعاته، وإلا فإن العقوبة ستكون نافذة بعد ذلك.
مشاركة :