أعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس أنها بدأت بتنفيذ المرحلة الثانية من أهدافها في معركة «قادمون يا نينوى» لتحرير مدينة الموصل من سيطرة داعش. وأعلنت خلية الإعلام الحربي على موقعها الإلكتروني أنه في «صباح اليوم بدأت القوات بالتقدم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل من ثلاثة محاور». ويمر نهر دجلة في وسط الموصل ويقسمها إلى قسمين، لذا يسمي العراقيون القسم الشرقي من المدينة بالساحل الأيسر، والغربي بالساحل الأيمن. وقال ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب إن بلدتين فقط تفصلان القوات عن الموصل. وأشار الضابط إلى أن الهدف هو استعادة «بزوايا» و»قوج علي» وهما آخر بلدتين قبل المدينة. وأضاف «إذا تمكننا من ذلك، فسنكون على بعد مئات الأمتار فقط من الموصل». الحشد الشعبي والرايات الطائفية شوهدت شاحنات تحمل مدافع رشاشة ومركبات هامفي شمالا على طريق سريع يؤدي إلى الموصل وهي تحمل رايات الجماعات الشيعية المسلحة جنبا إلى جنب مع الأعلام العراقية، بينما كانت الأناشيد الدينية تتعالى من مكبرات الصوت. وشكلت هذه القوافل باكورة المؤشرات الواضحة على مشاركة لاعب جديد في العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة لاستعادة الموصل من تنظيم داعش وهذا اللاعب هو الحشد الشعبي. وعلى الرغم من أن هذه الجماعات تأتمر رسميا بأوامر رئيس الوزراء حيدر العبادي غير أن الحشد الشعبي يتألف في معظمه من جماعات دربتها إيران وولاؤها هو للزعيم الأعلى علي خامنئي. كما ترتبط هذه المجموعات بصلات مقربة بالجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني. وشوهد سليماني يجول في الخطوط الأمامية حول الموصل في الأسبوع الماضي. وتنوعت الرايات التي يمكن مشاهدتها وهي تعلو فوهات المدفعية وأبراج الاتصالات والمباني التي تم الاستيلاء عليها في الآونة الأخيرة من تنظيم داعش بين أعلام كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وهما اثنتان من الجماعات الشيعية المسلحة التي تدعمها إيران بالاضافة إلى منظمة بدر وهي المجموعة الأكبر. وقال أحد المقاتلين الذين شاركوا في القتال لاستعادة البلدة إن التنظيم المتشدد لم يظهر مقاومة تذكر مشيرا إلى أن مقاتليه أخذوا عددا من السكان المحليين رهائن خلال تراجعهم واستخدموهم دروعا بشرية. انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان قالت الأمم المتحدة إنها سجلت لائحة بأسماء 640 رجلا وصبيا من السُنّة ورد أن مقاتلين شيعة اعتقلوهم في الفلوجة، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن 50 آخرين قد أعدموا أو تعرضوا للتعذيب. واعتبرت حكومة العبادي أن «عددا قليلا من الانتهاكات وقعت ويتم التحقيق فيها» نافية أن تكون هذه الانتهاكات حصلت على نطاق واسع وبشكل منهجي. غير أن منظمة العفو الدولية قالت إنه في حملات عسكرية سابقة ارتكبت الجماعات الشيعية المسلحة «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان» بينها «جرائم حرب» ضد المدنيين الفارين من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش. وعبر المسؤولون المحليون عن قلقهم من رفع الجماعات الشيعية المسلحة وعدد من وحدات الجيش والشرطة رايات شيعية في المناطق التي تسكنها غالبية سنية حول الموصل. وتشير رايات وشعارات الفصائل الإيرانية بوضوح إلى أن قضيتهم تتمحور حول المسألة الشيعية وأنها قد لا تنتهي عند الحدود العراقية. وحمل حائط مكتب منظمة بدر في القيارة عبارة «من بغداد إلى بوابات دمشق». وعلقت على عدد من نقاط التفتيش والمركبات صور الزعيم الإيراني علي خامنئي. الهجمات الانتحارية تؤخر التحرير وقف أفراد من الشرطة العراقية في بلدة الشورة بجوار جثة مغطاة لانتحاري من داعش. كانت السلسلة المربوطة في قدم الانتحاري متصلة بسيارة سحلت الجثة في الشوارع. وعلى مقربة أطلق أفراد شرطة آخرون الرصاص من بنادق كلاشنيكوف في الهواء احتفالا بالنصر في البلدة التي سيطرت عليها القوات العراقية وهي في طريقها نحو الموصل. لكن الاحتفالات شابها فضول وتوجس في ظل بحث قوات الأمن عن الأسباب التي دفعت أعنف الجماعات المتشددة إلى التراجع. وقال علي هاشم «أطلقت النار على اثنين من المفجرين الانتحاريين. أحدهما كان يركض نحوي ورأيته يمسك سلكا وهو يركض وضربته بالنار في الوقت المناسب» وأبدى قائد القوات العراقية في الشورة تفاؤلا حذرا بشأن السيطرة على المزيد من القرى والبلدات حتى بعد نجاح قواته في قتل سبعة من المفجرين في يومين. وقال «قلقي الأكبر ممن أسميهم انتحاريي الكاميكازي. هذا شخص يتمتع بكفاءة كبيرة في قتل الكثير من الناس في معركة ثم يفجر نفسه». وقال ضباط كبار بالشرطة إن المقاتلين الأجانب الذين سيطروا على البلدة كان بينهم يمنيون وسعوديون. وسيطر متشددون شيشانيون على القرية وهم من أكثر أعضاء التنظيم إثارة للخوف لأنهم يعتبرون الأكثر تشددا وخبرة. واحتفظ ضابط شرطة بصورة التقطها لوثيقة رسمية للتنظيم تمنح متشددا شيشانيا عطلة لمدة ثلاثة أيام.
مشاركة :