تلعب القوات الأمريكية الخاصة دوراً مهما في أرض المعركة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وفقا لمسؤول دفاعي أمريكي رفيع المستوى. عادة ما يختلف عدد القوات الأمريكية في سوريا، ولكن العدد المصرح له بالوجود في الدولة هو 300 عنصر. أما في العراق، فهناك 100 عنصر من القوات الخاصة على الأرض، وفقا للمسؤول. وتقدم القوات الأمريكية في سوريا تقديم المشورة لقوات سوريا الديمقراطية، والتي هي تحالف يتكون من عدد من الميليشيات المحلية، بما في ذلك وحدات حماية الشعب الكردية (YPG). هؤلاء الجنود الأمريكيون لا ينصحون عموما قوات سوريا الديمقراطية إلى جنب العناصر السورية على أرض المواجهة ولكنهم عادة ما ينصحونهم ويدربوهم من وراء خطوط الجبهة في شمال سوريا، وفقا لمسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى. كما تقدم القوات الخاصة الأمريكية الاستشارة أيضا من الناحية العسكرية لما تعتبره واشنطن المعارضة السورية "المعتدلة" والذين يبلغ عددهم أكثر من ألف مقاتل. وأوضح مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أن هذه القوات هي من "المتطوعين الذين تنقصهم القدرة على التخطيط العسكري." والهدف من هذا التدريب ليس بناء لواء عسكري تقليدي تشبه وحدة عسكرية أمريكية ولكن التدريب على المهارات القتالية الأساسية. إذ توفر القوات الخاصة الأمريكية تعليمات للمتطوعين السوريين حول كيفية التصرف كجنود مشاة واستخدام البنادق والبوصلات، ويتم إعطاء المتطوعين راتبا. ويُدرب عدد أصغر من المتطوعين أيضا حول كيفية تقديم المراقبة للغارات الجوية، والذي ينطوي على تعلم كيفية اكتشاف وإخطار القوات الجوية عن الأهداف وأيضا كيفية استدعاء الإحداثيات. وقد تؤدي هذه المعلومات في نهاية المطاف إلى ضربات جوية أمريكية عند فحص المعلومات بشكل صحيح. كما تعمل القوات الخاصة الأميركية مع القوات الخاصة التركية للمساعدة في تدريب المتطوعين السوريين. إذ مع تقدم القوات السورية نحو الرقة، معقل "داعش" في سوريا، يتمحور الأمل حول انضمام المزيد من العرب إلى وحدات المعارضة السورية. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إنهم "اتخموا" الرقة لمدة عام بطائرات المراقبة بدون طيار، وحددت أهدافاً مثل مرافق إنتاج العبوات الناسفة. وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية إن الهدف هو "عزل" من قبل قوات سوريا الديمقراطية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، و"بالتأكيد قبل بداية عام 2017." وتوقع مسؤول كبير بوزارة الدفاع الامريكية أن أعضاء "داعش" الذين يفرون من مدينة الموصل العراقية، التي باتت محاصرة إلى حد كبير من قبل أكثر من 100 ألف من القوات العراقية، سيستخدمون طرق التهريب الموجودة منذ آلاف السنين عبر الصحراء، والتي يتجه بعضها غربا إلى حدود مدينة دير الزور السورية، وليست بعيدة عن الرقة، أو جنوبا إلى بلدة القائم في العراق أو معبر الحدود السورية العراقية عبر مدينة البوكمال السورية. وأضاف مسؤولون عسكريون أمريكيون أن مقاتلي "داعش" في الموصل أرسلوا أسرهم بالفعل إلى الرقة ودير الزور. وطُردت العائلات المحلية في كل مدينة من منازلهم من أجل إفساح المجال لتدفق عائلات عناصر "داعش". وتابع المسؤولون بأنهم يتوقعون أن "داعش" سيتخذ من الجانب الغربي للموصل موقعاً لمواجهته الأخيرة، في المناطق المكتظة بالسكان في جميع أنحاء المدينة القديمة. إذ لغّم التنظيم جسور عبور نهر دجلة، وسوف يفجرها مع تراجعه إلى الجزء الغربي من المدينة، حسبما يتوقع مسؤولون عسكريون أمريكيون. وبسبب اكتظاظ غرب الموصل بالسكان، ستتقلص الضربات الجوية التي شنتها طائرات التحالف والطائرات بدون طيار حفاظا على أرواح المدنيين. إذ لا يريد التحالف أن يسحق الموصل لتصبح ركاماً كما حدث مع الاستيلاء على مدينة الرمادي في غرب العراق عندما استعادت القوات العراقية السيطرة عليها من "داعش" في نهاية ديسمبر/ كانون الأول عام 2015.
مشاركة :