قصة الهروب من داعش على كرسي متحرك

  • 11/1/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ذرف عباس علي الدموع بينما كانت زوجته تدفعه ببطء على كرسيه المتحرك في طريقهما للخروج من قريتهما بشمال العراق في رحلة هروب محفوفة بالمخاطر، عبر طريق شهد مقتل زوجين قبل ثلاثة أيام برصاص قناصة تنظيم داعش لدى محاولتهما الفرار من حكمه. ونظر علي وزوجته - وبرفقتهما أولادهما الأربعة - خلفهما ليريا ما إذا كان لا يزال هناك متطرفون لن يتوانوا عن تنفيذ تهديدهم بإطلاق النار على كل من يحاول الفرار من حكم التنظيم الإرهابي. اجتمت عليه هموم الإعاقة وداعش والفرار بأولاده للنجاة ووقف مقاتلو البيشمركة الكردية على ساتر ترابي يراقبون عن كثب أي دلالة على وجود انتحاريين يتنكرون أحياناً في هيئة مدنيين. ورفع رجلان وراء الزوجين قمصانهما ليظهرا أنه ليس بحوزتهما متفجرات. وقال علي أثناء دفعه إلى قاعدة للأكراد يهاجمها عناصر داعش على الدوام ليلاً: تعرضت بلدة قريبة يسيطر عليها داعش لهجوم. سمعنا أن المقاتلين الخمسة من داعش الباقين في قريتنا ذهبوا لمساندة زملائهم هناك. واستعادت القوات العراقية والبيشمركة عشرات القرى في إطار عملية عسكرية انطلقت في 17 تشرين الأول/أكتوبر لطرد التنظيم من مدينة الموصل معقلهم الرئيسي في العراق. ونشر التنظيم الخوف في البلدات والقرى التي يسيطر عليها بتحذير واضح بقتل كل من يحاول الهرب. وقال علي نشروا التحذيرات لكننا لم نتمكن من التحمل أكثر من ذلك. الحياة كانت صعبة للغاية. وتنقل قوات البشيمركة اللاجئين إلى مخيمات أقامتها السلطات العراقية للتعامل مع التدفق المتوقع للهاربين من الحكم القاسي لتنظيم داعش. وعندما عاد علي للبكاء مجدداً لجأت زوجته بشرى لصب المياه على رأسه في محاولة لتهدئته في منطقة صحراوية لا تبعد كثيراً عن قرية أخرى ما زال يسيطر عليها 120 عنصراً من داعش. وقالت بشرى وهي تمسح الغبار عن وجوه أولادها بمياه من زجاجة منعونا من كل شيء يمكن أن تتصوره. لا يجوز فعل هذا ولا ذاك. الله لا يرحم داعش. واستند إلى حائط بالقرب منها أقارب، وهم شبان كانت لحاهم بالطول الذي حدده داعش، الذي أدار مقاتلوه كل كبيرة وصغيرة في الحياة اليومية بوحشية، بدءاً من طول شعر الوجه وحتى المدارس. وجلس الشبان بصبر بينما كان الضابط قمر رشيد، من البيشمركة، يدقق في بطاقات هوياتهم. يدققون في هويات الفارين خوفاًَ من تسلل انتحاريين بينهم وقال رشيد يجب أن نتأكد أنهم لا ينتمون لداعش. وقال أحد الرجال مبتسماً أنا أدخن للمرة الأولى منذ وقت طويل، متذكراً كيف كان التدخين ممنوعاً تحت حكم المتطرفين، وكانت عقوبته 50 جلدة علناً. سيجارة للمرة الأولى بعد هربه ممن يتوعدون المدخن بـ50 جلدة وبين من يخضعون للاستجواب، وقف عمر الذي تصادف أنه كان يزور أقارب له في قرية أبو جربوع التي هرب منها علي وعائلته في اليوم الذي سيطر عليها فيه داعش. كان عمر يسكن أربيل عاصمة إقليم كردستان وفقد الاتصال بأقاربه وأصدقائه ولا يملك أدنى فكرة عما حدث لمحل النجارة الذي كان يملكه. وأضاف عمر وهو يحمل دفتراً فيه الحسابات المالية لدكانه في أربيل استخدام الهاتف المحمول يمكن أن يعني الموت الفوري. وكان سكان القرى التي يسيطر عليها داعش لا يستطيعون ممارسة نشاط تجاري، إلا إذا قدموا حصة للتنظيم، وفق ما ذكره قاسم حسن، الذي كان عاطلاً عن العمل يعتمد في معيشته اليومية على المال الذي تجنيه زوجته من الخياطة. وقال حسن كان علينا أن ندفع لداعش كل شهر. لم يكن أمامنا خيار.

مشاركة :