الصور التي ظهر بها الرئيس بوتفليقة وهو يستقبل الوزير الأول عبد المالك سلال تؤكد فيما تؤكد، إصرار الرئيس المريض على إكمال عهدته حتى نهايتها أو حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. ووفق هذا المنطق، لا يوجد شخص مرشح لخلافة بوتفليقة إذا قضى الله أمرا كان مفعولا قبل 2014 سوى عبد المالك سلال. وكان يفترض بصاحب فتوى إظهار صور الرئيس بوتفليقة وهو على حالته الصحية التي تدعو للشفقة، أن يفكر في ما يتجاوز نظرية جحا حول إرضاء الناس، لأن غياب صور بوتفليقة عندما كان يعالج في مستشفى فال دوغراس وبعد تحويله إلى مستشفى المعطوبين، دفعت الإعلام والسياسيين إلى المطالبة بإظهار ولو صورة واحدة للرئيس. اليوم، وقد عاد الرئيس وأمضى عيد الفطر بين أهله وشعبه بلغة الخشب، ويستعد لنحر أضحية عيد الأضحى، أليس الأولى بصاحب فتوى إظهار صورة الرئيس بالبيجامة، أن يفهم بأن المفعول العكسي للصورة بدأ يتحول من الشفقة إلى شعور وطني بضرورة إنقاذ البلد، مادام الرئيس بوتفليقة مريضا جدا ولا يقوى على الحركة، ما بالك بالقيام بأمور أخرى تتعلق بتسيير شؤون الدولة. لو كنت مكان صاحب فتوى إظهار الرئيس بهذه الصور الباهتة، التي تختزل مسار رجل له ما له وعليه ماعليه اتجاه بلده الجزائر منذ كان صغيرا يافعا وحتى اليوم حيث بلغ من الكبر عتيا، لعمدت إلى تعيين الوزير الأول عبد المالك سلاّل في منصب نائب رئيس البلاد. وبهذه الطريقة يصبح سلاّل هو صاحب المحل، الجزائر، أو البوتيكة بتعبيره، ويمكن ساعتها محاسبته على كثير من الأمور التي تقع منذ مرض الرئيس المفاجئ في آخر مرة. والعارفون بالوزير الأول ينقلون عنه أشياء كثيرة، منها طبعا روح التنكيت التي تتجاوز في أحيان كثيرة حدود المباح، فمرة سمعته شخصيا يقول عن إحدى زياراته الرسمية التي قادته إلى المملكة العربية السعودية، وحدث أن صلى سلاّل في البيت الحرام، وكان بجنبه أحد المسؤولين العرب الزوار، الذي ما إن رأى حماما في سماء البيت حتى نسب تحليق الحمام بوجوده في الحرم. وهنا لم يتمالك سلاّل نفسه وقال لهذا المسؤول باللهجة الجزائرية المؤدبة حتى هنا.. تزعمون أنكم أصحاب بركة؟. لكن بعيدا عن التنكيت، هناك ملفات كثيرة تحتاج إلى مساءلة الوزير سلال بما أنه من جماعة بوتفليقة، ليس أقلها ملف هروب وزير النفط شكيب خليل، الذي لعب بـالبوتيكة بلغة سلاّل، وصولا إلى اعتلاء شخص مثل عمار سعداني، الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني، باعتباره ملكية عامة للجزائريين. * نقلا عن الخبر الجزائرية ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
مشاركة :