استنكرت الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ونصرته ما تم الإعلان عنه من قبل إحدى الشركات الإعلامية الأمريكية من إنتاج فيلم يحكي قصة رسول الله نوح عليه السلام، وعزمها على عرضه في عدد من الدول نهاية الشهر الحالي وقالت الأمانة العامة في بيانها الذي خصت به "الرياض" إنه انطلاقاً من مسؤولية الهيئة في درء ما يُلصق بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد وبإخوانه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فإن الأمانة العامة للهيئة تود التأكيد على ما سبق وأن صدر عنها في هذا الباب بناء على قرار هيئة كبار العلماء، وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، وقرار المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة، وفتوى مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة، وما صدر عن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، وغيرها من الهيئات والمجامع الإسلامية في أقطار العالم، التي أجمعت على تحريم تمثيل أشخاص الأنبياء والرسل عليهم السلام فتصوير الأنبياء وتمثيلهم محرم، وكذلك إنتاج هذه الأفلام والمسلسلات، وترويجها والدعاية لها واقتناؤها ومشاهدتها والإسهام فيها وعرضها في القنوات والقاعات، لأن ذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم، والاستهزاء بهم، وإلى إلصاق الأباطيل بسيرة كل واحد منهم، وهو ما وقع فيما اطلعنا عليه من مقاطع لأفلام تم فيها تمثيلهم، وهذا حاصلٌ أيضاً في الفيلم الذي نحن بصدده والمتعلق بقصة نوح عليه السلام. وأضاف البيان بأنه لا يخفى على أحد أن هذه الأفلام المزعومة للأنبياء توجد التدرج أيضاً في إشاعة الأباطيل، ولا يبررها صنيع بعض المنتسبين للإسلام في إنتاج أفلام أو مسلسلات تجسد الأنبياء أو خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى وإن وجدوا بعض من ينتسب الى العلم والدعوة الذين أجازوا لهم هذا الفعل المحرم، وقد سبق للهيئة إصدار بيانات واضحة بهذا الشأن في حينه. وأبان البيان بأن الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته لتثمن الموقف الشرعي الحازم للأزهر نحو هذا الفيلم الجديد، وكذلك موقف عدد من الدول الإسلامية التي رفضت عرض الفيلم المشار إليه فيها، ونأمل أن تحذو بقية الدول الإسلامية حذوها بمنع عرض هذا الفيلم وما شابهه للمبررات المتقدم ذكرها وأن يستيقن المسلمون بأن هذه الأفلام مهما ذكر من مبرراتها فهي باب مشرعٌ لتنقص مقام النبوة مع إدراك الامانة للهيئة أن منع عرض هذا الفيلم وأمثاله رسمياً لن يحول دون نشره وتداوله في ميدان فضاءٍ مفتوح وعبر شبكة المعلومات العالمية، إلا أن الموقف المبدئي المعبِّر عن ضمير الأمة الإسلامية وعقيدتها ممثلةً في حكوماتها وعلمائها وشعوبها ينبغي أن يكون حاضراً، قياماً بالواجب وبراءة للذمة، وحتى لا ينطمس الحق، وإعمالاً لسُنة التدافع بين الحق والباطل، المذكورة في قول الله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ). وأشار البيان بأن الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته لتجدد ثناءها بالمواقف الواضحة والحازمة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في حماية جناب العقيدة الاسلامية والدفاع والنصرة للأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام، ومن ذلك ما كان منه أيده الله بالتأكيد على هذه القضية في أقدس البقاع مكة المكرمة والمدينة المنورة، كذلك في منبر هيئة الأمم المتحدة دفاعاً عن جناب الأنبياء والرسل جميعاً عليهم الصلاة والسلام.
مشاركة :