أثار حديث الرئيس السوري بشار الأسد لإحدى الصحف المحلية، عن توقعاته بالنسبة لهوية رئيس الجمهورية اللبناني الجديد، استياء في أوساط اللبنانيين السياسة والشعبية، لا سيما أنه جاء فيما كانت قوى 14 آذار تحيي ذكرى ثورة الاستقلال التي أنهت زمن الوصاية السورية على لبنان وأدت إلى خروج الجيش السوري عام 2005. ورد وزير العدل أشرف ريفي على كلام الأسد عبر "تويتر" قائلاً: "ليس من شأن النظام السوري أن يختار للبنان رئيس جمهوريته، فزمن الوصاية انتهى، ولن نقبل أن يمس أحد بسيادة لبنان ومؤسساته"، مضيفا: "ذكّرنا الأسد بنهاية النازية قبل سقوط برلين، فالأحرى به اليوم أن يتوقف عن عزف سيمفونية الممانعة، فالزمن لا يعود إلى الوراء". بدوره، طالب رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون بالقول: "فليعمل الأسد لأجل مصلحة السوريين وأن يتوقف عن ذبحهم، بدلاً من أن يتدخل في ما لا يعنيه". من جانبه، قال النائب السابق في كتلة المستقبل مصطفى علوش "الأسد في حالة هذيان ويظن أنه يستطيع إبداء رأيه حول الوضع في لبنان في حين إن رأيه في سورية نفسها قد سقط". في سياق أمني، استمرت الاشتباكات في طرابلس بين مقاتلي منطقتي باب التبانة السنية وجبل محسن ذات الأكثرية العلوية، حيث ارتفع عدد القتلى في طرابلس إلى 4 وأكثر من 40 جريحا. وسمعت رشقات نارية كثيفة على محور البقار - جبل محسن بطرابلس رد عليها الجيش اللبناني بغزارة نارية. وجرت اشتباكات بين الجيش ومسلحين في القبة على خلفية قيام مجموعة مسلحة بإطلاق النار على جندي أمام مركز الطبابة العسكرية في المنطقة. إلى ذلك، علمت "الوطن" من مصادر سورية معارضة في القلمون، أن ميليشيا "حزب الله" الموجودة داخل سورية وفي منطقة القلمون تحديداً، وجهت بعض صواريخها باتجاه بلدة عرسال اللبنانية التي تستضيف أكثر من 70 ألف لاجئ سوري، وأدت هذه الأخبار إلى توتر الأهالي والنازحين الذين طالبوا بحمايتهم من مخاطر صواريخ "حزب الله". وفي تفاصيل التحضير لمعركة يبرود التي يروج حزب الله بأن نصره فيها سيحقق الأمن في لبنان، أشارت معلومات موثوقة إلى أنه لن يقتحم المدينة، بل سيحاصر بلدة "فليطا" لإضعاف المعارضة السورية، قبل أن يقطع إمدادات السلاح عنها، من أجل تقليل خسائره البشرية التي ستقع إذا قرر والنظام السوري اقتحام المدينة الشاسعة والمتنوعة جغرافيا، مما يعيق قدرته على مواجهة مسلحي المعارضة المتحصنين في مناطقها الوعرة.
مشاركة :