في اليوم السادس عشر لعمليات تحرير الموصل العراقية الشمالية، أعلن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق أول ركن طالب شغاتي، امس، بدء «التحرير الفعلي للموصل»، موضحا أن القوات العراقية دخلت أول احياء مدينة السماح ورفعت العلم الوطني على مبنى «شبكة الاعلام العراقي» بعد ان تمكنت من السيطرة على مناطق متاخمة لاحياء المدينة. وقال شغاتي، إن «بلدة قوقجلي التي دخلتها قواتنا في وقت سابق، تعتبر من آخر المناطق قبل التقدم داخل أحياء الموصل»، مضيفاً: «فعليا نحن دخلنا الحدود الإدارية للموصل». واعلن جهاز مكافحة الارهاب اقتحام اولى مناطق الموصل من جهة الشرق والسيطرة على قوقجلي المتاخمة لاول أحياء المدينة واولى مناطق الساحل الايسر من جهة شرق الموصل والسيطرة على مبنى الاذاعة والتلفزيون السابق ومبنى «قناة الموصلية»، رغم تفجير عناصر «داعش» لمفخخات يقودها انتحاريون من داخل القرية. وتتقدم القوات العراقية حاليا بعد انجازها لعملية السيطرة على قوقجلي لاقتحام الأحياء الشرقية، كما تشن المدفعية قصفاً مكثفاً على مواقع «داعش» بالترافق مع تحليق مقاتلات التحالف الدولي في سماء المنطقة. من جهته، اشار الناطق باسم قوات التحالف الدولي، الى أن التحالف الذي تشارك فيه 60 دولة يقدم دعما لوجستيا وجويا لتقدم القوات العراقية والبيشمركة. واوضح أن طيران التحالف القى منذ انطلاق عمليات تحرير الموصل ثلاثة آلاف قنبلة على مواقع وعناصر «داعش» لتقترب من احياء الموصل التي خاطب اهلها قائلا: «نقترب من تحريركم من قبضة داعش». واكد عدم وجود تحركات لاعداد كبيرة من عناصر «داعش» بين العراق وسورية، مستدركًا بالقول «ربما هناك أعداد قليلة نجحت في ذلك»، لكنه اكد ان «طيران التحالف يراقب تحركات الدواعش وعندما يرصد تحركات لاعداد كبيرة من عناصره، فإن طيرانه يقوم بقصفهم في الحال». كما اعلن التحالف الدولي انه سيقصف اي تحركات هروب لعناصر «داعش» صوب مدينة الرقة السورية. وقال الناطق باسم التحالف العميد جو دوريان في مؤتمر صحافي في مدينة مخمور، أمس «ان التحالف يراقب عن كثب تحركات داعش، وانه لا يستطيع الهروب باعداد كبير من الموصل الى الرقة، نحن نعتقد ان اعدادا صغيرة من الارهابيين قد تحاول الهروب، وان رصدنا اي تحرك كبير سيتم مهاجمته وقتل الارهابيين». اما الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، فاعلن «اعادة فتح مراكز الشرطة في القيارة والشورة والحمدانية وبرطلة التي حررتها القوات الامنية في وقت سابق». واضاف أن «عدد قتلى تنظيم داعش الارهابي ضمن المحور الجنوبي بلغ 778 وقبض على 94 ارهابياً منذ بدء عمليات قادمون يا نينوى». واشار مصدر من داخل عمليات الموصل الى مقتل قائد «جند الخلافة» لتنظيم «داعش»، المدعو «أبو طارق الحيالي» اثر استهداف الطيران العراقي احد مقرات «داعش» وسط الموصل مع سبعة من مرافقيه. من جهته، اشار اعلام «الحشد الشعبي» الى ان تنظيم «داعش» اقدم امس، على زج نساء يرتدين احزمة ناسفة مع العوائل النازحة في قرية قوقجلي لاستهداف القوات الامنية شرق الموصل. وكشف مصدر من داخل الموصل لـ «الراي» بان «داعش ينشر مقاتليه في تلعفر والعياضية وثمة عمليات هروب لقيادات من الموصل الى سورية بعد توغل القوات العراقية الى منطقة الشلالات». وكانت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني استشهدت بتقارير من ميدان القتال، موضحة أن ضربات التحالف الدولي منعت تنظيم «داعش» من استخدام 25 ألف مدني كدروع بشرية في الموصل. وذكرت أن «داعش» حاول نقل نحو 25 ألف مدني من حمام العليل (جنوب الموصل) إلى الموصل نفسها في شاحنات وحافلات صغيرة تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من صباح الاثنين. وأضافت شامداساني أنه تمت إعادة معظم الشاحنات تحت ضغط الطائرات التي حلقت في المنطقة لكن بعض الحافلات وصلت إلى بلدة أبو سيف على بعد 15 كيلومترا إلى الشمال من حمام العليل. في سياق آخر، تلقت الأمم المتحدة المزيد من التقارير عن عمليات قتل جماعي نفذها «داعش» حول الموصل، مشيرة إلى مقتل 40 من أفراد قوات الأمن العراق السابقين وإلقاء جثثهم في نهر دجلة السبت الماضي. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي اكد اول من أمس، إن «القوات العراقية باتت قاب قوسين أو أدنى من استعادة الموصل». وألقى العبادي كلمته خلال تفقده للقطعات العسكرية في بلدة الشورة القريبة من الموصل والتي تم تحريرها، وأضاف «أن القوات العراقية والحشد الوطني والشعبي والبيشمركه تبلي بلاء حسنا في كل محاور القتال، وأطمئن الأهالي في الموصل أن القوات العراقية تتقدم من كل المحاور لحمايتكم، وعلى جميع الأهالي التعاون معها، والمحافظة على البنى التحتية». وذكر أن «القوات العراقية تعمل حاليا على إغلاق كل المحاور على تنظيم داعش، وسيتم قطع رأس الأفعى، وسنحطم الارهابيين في كل مكان، ونقول لهم إما الموت أو الاستسلام». وفي أنقرة، أفادت مصادر عسكرية، أمس، بأن القوات المسلحة التركية بدأت في إرسال دبابات ومركبات مدرعة إلى منطقة سيلوبي في إقليم شرناق قرب الحدود مع العراق.
مشاركة :