حاربت القوات العراقية مقاتلي تنظيم الدولة عند الطرف الشرقي لمدينة الموصل أمس الثلاثاء، مع دخول الحملة المستمرة منذ أسبوعين لاستعادة آخر معقل رئيسي للمتشددين في العراق، مرحلة جديدة من حرب المدن، فيما نشرت تركيا دبابات وقطع مدفعية على حدودها مع العراق. وقصفت المدفعية والضربات الجوية المدينة، التي مازال يقطنها 1.5 مليون نسمة، وقال سكان في حي القدس بشرق المدينة: إن التنظيم لجأ إلى أسلوب حرب الشوارع، في محاولة لوقف تقدم الجيش. وقال الفريق الركن طالب شغاتي قائد جهاز مكافحة الإرهاب: إن قواته دخلت محطة التلفزيون الحكومية في الموصل الثلاثاء، لتسيطر بذلك على أول مبنى مهم منذ بداية الحملة على المدينة. وقال شغاتي: إن هذه إشارة طيبة لأهل الموصل على أن معركة تحرير المدينة قد بدأت بالفعل. وتتقدم قوات الجيش وقوات الأمن العراقية ومقاتلون شيعة وقوات البشمركة الكردية على عدة جبهات باتجاه الموصل، مدعومة بقوات وضربات جوية تقودها الولايات المتحدة. وحققت قوات خاصة زحفت صوب المدينة من جهة الشرق أسرع تقدم. وقال الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي من جهاز مكافحة الإرهاب: «حاليا نخوض معارك على الأحياء الشرقية لمدينة الموصل». وأضاف: «يكون الضغط من جميع الاتجاهات، وبذلك تسهل عملية الدخول إلى المدينة». وأضاف أن قوات الجهاز أخرجت مقاتلي تنظيم الدولة من أغلب حي كوجالي في شرق الموصل قرب حي القدس أمس الثلاثاء، ولذلك فإن القوات العراقية الآن داخل الموصل. فيما أعلن مسؤولون عسكريون أتراك لوكالة فرانس برس، أن قافلة عسكرية تركية تضم حوالي ثلاثين آلية، تنقل خصوصا دبابات وقطعا مدفعية في طريقها الثلاثاء إلى منطقة قريبة من الحدود العراقية. وأكد وزير الدفاع التركي إرسال القافلة، قائلا: إن ذلك يأتي بسبب «التطورات الإقليمية المهمة»، في إشارة إلى الهجوم العراقي ضد تنظيم الدولة في الموصل بشمال العراق، والعمليات التركية ضد المتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا. وقال فكري أشيق، كما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول: «إن تركيا يجب أن تكون جاهزة لمواجهة أي وضع، وهذا الانتشار يأتي ضمن هذه التحضيرات». وغادرت القافلة أنقرة بعد الظهر، وتتجه نحو سيلوبي (جنوب شرق)، كما أوضح المسؤولون الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم. وترغب تركيا في إشراكها بالهجوم ضد مدينة الموصل، معقل تنظيم الدولة في العراق، مشيرة إلى أنها تخشى حدوث مواجهات مذهبية في مدينة تلعفر غرب الموصل، التي تحاول قوات الحشد الشعبي الشيعية السيطرة عليها من أيدي تنظيم الدولة. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت، الحشد الشعبي، من أن إجراءات ستتخذ في حالت قامت «ببث الرعب» في تلعفر، حيث تقيم مجموعة كبرى من التركمان. وبدأت قوات الحشد الشعبي العراقية السبت عملية عسكرية في غرب مدينة الموصل، بهدف قطع طريق الإمداد لتنظيم الدولة بين معقليه في العراق الموصل وفي سوريا الرقة، بحسب ما صرح متحدث باسم هذه القوات.;
مشاركة :