أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أمس، ان المقاتلتين الروسية والاميركية اللتين كادتا تصطدمان فوق شرق سورية، اقتربتا من بعضهما بحدود مسافة غير مسبوقة، منذ انخراط واشنطن وموسكو في النزاع في سورية. وكاد الاصطدام يقع في وقت متأخر من يوم 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، عندما قامت طائرة حربية روسية كانت تواكب طائرة استطلاع اكبر حجماً بمناورات قرب طائرة حربية اميركية، واقتربت منها «مسافة اقل من 800 متر». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك إن المسافة بين المقاتلتين «كانت الأقرب (...) حتى اليوم، ولهذا السبب كان ذلك مثيراً للقلق في شكل خاص»، معتبراً ان الحادث وقع في شكل غير مقصود. وصرح مسؤول اميركي الاسبوع الماضي ان الطائرتين كانتا على مسافة قريبة الى حد ان الطيار الاميركي شعر بالذبذبات الصادرة عن محركات الطائرة الروسية. واضاف ان الطيار الاميركي حاول بلا جدوى الاتصال بالطائرة الروسية عبر قناة لاسلكية للطوارئ، مضيفاً أن المسؤولين الروس اوضحوا لنظرائهم الاميركيين في اليوم التالي ان الطيار «لم ير» المقاتلة الاميركية. وفتح التحالف الدولي بقيادة اميركية وروسيا خط اتصالات لتحديد مواقع طائراتهما التقريبية في الاجواء السورية. وتنشط المقاتلات الروسية وتلك التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في شكل مستمر تقريبا في اجزاء من المجال الجوي السوري، وهذا النشاط من المتوقع أن يتكثف مع بداية العملية العسكرية لاستعادة الرقة السورية معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال كوك ان هذه العملية العسكرية يجب أن «تحدث قريباً، لأننا نعتقد أن تنظيم الدولة الاسلامية يتعرض لضغوط في سورية والعراق، ونفكر في أن هذا هو الوقت المناسب للبدء بدفع (الأمور) قدما في الرقة أيضاً»، فيما يدعم التحالف الدولي عملية عسكرية ضد المتطرفين في مدينة الموصل العراقية. وقال كوك إن من المتوقع أن يزداد بسرعة عدد المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة مع بدء معركة الرقة.
مشاركة :