الشارقة: الخليج لا يتوقف المجلس الإماراتي لكتب اليافعين - الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين - عن طرح المبادرات والمشاريع التي تسعى إلى تعزيز القراءة بين الأطفال واليافعين، إذ ينطلق من رؤية واضحة تضع أمامها جملة من الأهداف التي أنشئ من أجلها المجلس، والتي حرص على تطويرها هذا العام تزامناً مع مبادرة عام القراءة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. ويعد المجلس الإماراتي لكتب اليافعين الذي تأسس بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس ، من أبرز المؤسسات المعنية بتشجيع الأطفال واليافعين على ممارسة القراءة وجعلها عادة يومية بالنسبة لهم، إذ تتركز أهدافه في غرس حب الكتاب في نفوس الجيل الجديد، ولم تدخر الشيخة بدور القاسمي جهدا في دعم المجلس وأنشطته المختلفة. ولا يقتصر دور المجلس على هذا الجانب، وإنما يعمل جاهداً على تشجيع نشر وتوزيع كتب الأطفال العالية الجودة باللغة العربية في الإمارات، وتزويد المؤلفين والرسامين الواعدين والمحترفين، وكذلك دور النشر المحلية والعربية بفرص التواصل وتبادل الخبرات وبناء القدرات، إلى جانب حرصه على تقديم الدعم والتدريب للعاملين في مجال كتب الأطفال. جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتخصيص 2016 عاماً للقراءة في دولة الإمارات، لتضاعف المهام والمسؤوليات أمام المجلس، إذ طرح المجلس خططاً لعدد من المبادرات التي تصنف ضمن هذا الإطار بحيث تشكل رافداً من روافد العمل الثقافي الذي تتبناه الدولة بصورة عامة. ويتجلى الدور الفاعل للمجلس بتتبع سيرة إنجازه خلال الستة أعوام الماضية، حيث أطلق العديد من المبادرات والمشاريع، الهادفة إلى تشجيع الأطفال واليافعين على ممارسة القراءة من جهة، وتشجيع دور النشر وكتّاب أدب الطفل على تقديم محتوى أدبي عالي الجودة من جهة أخرى، لتسهم في جذب هاتين الشريحتين إلى عالم القراءة، ومن أبرز هذه المبادرات: جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وحملة اقرأ، احلم، ابتكر، ومبادرة كان يا مكان، ومشروع كتب - صنعت في الإمارات، وغيرها الكثير. وتهدف حملة اقرأ، احلم، ابتكر إلى تحقيق تقارب أكبر بين الطفل والكتاب ودعم قدرات الأطفال على القراءة والكتابة، والابتكار، والإبداع في مجال قصص الأطفال من خلال تحفيز الأطفال واليافعين على القراءة، و أطلق المجلس الحملة في العام 2013، والتي جاءت أيضاً بهدف تطوير مهارات الأطفال في فن كتابة القصص وتحويل أفكارهم إلى قصص مكتوبة بشكل جيد واحترافي. وسعى المجلس من خلال هذه الحملة إلى النهوض بمستويات ووعي القراءة عند الأطفال واليافعين، إذ سعت الحملة إلى تسليط الضوء على أهمية القراءة، وتحفيز الأطفال واليافعين على استخدام مخيلاتهم وتوظيفها بكتابات إبداعية حتى يتمكنوا من سرد القصص الخاصة بهم. وأطلق المجلس في مارس/آذار 2015 ضمن الحملة تحدياً للقراءة بين مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في دولة الإمارات، بهدف تحفيز رواد هذه المواقع على المنافسة في مجال قراءة القصص أمام الطلاب في رياض الأطفال والمدارس في مختلف إمارات الدولة. أما كتب - صنعت في الإمارات فهو مشروع أطلقه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في العام 2011، بالتعاون مع معهد غوته - المركز الثقافي الألماني في منطقة الخليج، بهدف تشجيع تطوير كتب الأطفال التي تم تأليفها من قبل كتاب إماراتيين، وتعكس القيم الثقافية في الإمارات، وعمل المشروع على بناء قدرات ومهارات الكتّاب والرسامين الإماراتيين الشباب، تحت إشراف مجموعة من الكتّاب والرسامين والخبراء الدوليين. منذ انطلاقته الأولى ركز المشروع على الكتب المصوّرة، وقام بجمع مؤلفين ورسامين طموحين ومعروفين في مجال كتب الأطفال في مجموعات ثنائية، للتعاون والعمل معاً لإنتاج القصص خلال سلسلة من ورش العمل التي نظمها المجلس بالتعاون مع معهد غوته، وأدارها مؤلف ورسام كتب الأطفال الألماني الشهير أوته كراوس. وبعد تلك المرحلة التأسيسية توجه المشروع نحو روايات الشباب اليافعين، وخاصة الروايات الخيالية، وروايات الخيال العلمي، وسعى إلى تشجيع الأقلام الإماراتية الشابة على كتابة روايات موجهة لشريحة الشباب، لا سيما وأن هذا النوع من الروايات ما يزال نادراً جداً، ليس في الإمارات فحسب، بل وفي العالم العربي بشكل عام. ولم يكتفِ المشروع بتقديم الورش والبرامج التدريبية وغيرها، وإنما تعدى ذلك ليقدم التوجيه والإرشاد للكتّاب والرسامين الإماراتيين الراغبين في الكتابة والرسم لهذه الفئة العمرية وتم الإشراف عليهم بمشاركة عدد من كبار المؤلفين والرسامين العالميين البارزين في مجال كتب الأطفال واليافعين. إضافة إلى مجمل تلك المشاريع والمبادرات، أطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وخلال مشاركته في فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2015، مبادرةكان يا ما كان التي تسعى إلى إنشاء مكتبات ثابتة ومتنقلة للأطفال المقيمين في المناطق التي تعاني من صعوبات في الوصول إلى الكتاب نتيجة ظروف اجتماعية أو طبيعية أو بسبب الاضطرابات والحروب. ويحتفل المجلس الإماراتي لكتب اليافعين باليوم العالمي لكتاب الطفل سنوياً، وذلك عبر تنظيم فعاليات وأنشطة أدبية للأطفال، وتنظيم قراءات قصصية متنوعة، طوال شهر أبريل/نيسان بمساعدة من أعضائه المميزين، كما تقدم بعض المكتبات ومحلات الكتب في كافة أنحاء الدولة خصومات وعروضا ترويجية على كتب الأطفال. وفي احتفال العام 2015 حصلت الإمارات على شرف رعاية رسالة وملصق اليوم العالمي لكتاب الطفل، وتولت رسامة كتب الأطفال نسيم عبائيان، تصميم الملصق الخاص، فيما جاءت الرسالة الموجهة إلى أطفال العالم بهذه المناسبة بقلم مروة العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، لتشرح مدى التشابه بين أفراد المجتمع العالمي، والذي يتجسد في القصص التي تُكتب وتُروى، فهناك الكثير من القواسم المشتركة التي تربط بين الشخصيات، والموضوعات الجوهرية لأدب الأطفال حول العالم.
مشاركة :