تقدم المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام عبر فروعها المنتشرة بالمملكة، حزمة من البرامج والأنشطة التي تسهم في تهيئة الاستقرار الاجتماعي للأيتام المشمولين برعايتها، الذين تجاوز عددهم 2000 ابن وابنة. وتعد المؤسسة رافداً ومكملاً لرعاية الأيتام " من ذوي الظروف الخاصة " ( ذكوراً وإناثاً ) بعد انتهاء مدة إقامتهم بالدور والمؤسسات الاجتماعية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك انطلاقاً من أهمية هذه الفئة إدراكاً بأهمية توفير المجتمع للرعاية والاهتمام بهم. وأوضحت المؤسسة في الكتيب التعريفي الصادر عنها أن الخدمات التي تقدمها, امتدادا لما سبق أن قدم لليتيم من خدمات في الدور الإيوائية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وإدراكاً منها لضرورة مواكبة الطريقة التي ينشأ فيها، فقد حيث رأت أن تغير في شكل ونمط نوعية الخدمات الإيوائية بما يكفل لليتيم العيش بأريحية واندماجه بالمجتمع. وشرحت المؤسسة برامجها برعاية الأيتام ومن ضمنها برنامج الإسكان الهادف إلى توفير المسكن الملائم للأبناء الأيتام العزاب بعد خروجهم من الدور الإيوائية، وهذه المساكن عبارة عن مساكن وفلل تحاكي الواقع لسكن الأسرة وشقق، جميعها مؤثثة ومجهزة بالكامل، مع توفير الخدمات الحياتية اللازمة من مأكل ومشرب وملبس ومواصلات، وتنفيذ برنامج خدمة الذات من خلال تدريب الأبناء بالاعتماد على أنفسهم في إدارة شؤون حياتهم الخاصة وعدم الاعتماد على الغير، وتعويد الأبناء على مبدأ الخصوصية والاستقلالية، إذ لا يزيد عدد الأبناء في كل وحدة سكنية عن (4) أشخاص وهذا يحقق لهم مزيداً من الاستقرار النفسي والاجتماعي. وتتضمن البرامج "برنامج التدريب والتوظيف"، حيث تسعى المؤسسة جاهدة منذ إنشائها لتكون لها بصمة خاصة في تنشئة وتربية المشمولين بخدماتها بما يدفعهم إلى تنمية مهاراتهم وصقل خبراتهم الذاتية، وفق إستراتيجية واضحة الأهداف ومدروسة الخطوات تحقق لليتيم واليتيمة الاستقلال الذاتي بما ينعكس على شخصياتهم ويكسبهم ثقة في أنفسهم ويؤهلهم للاندماج بشكل إيجابي في المجتمع. ويهدف برنامج التدريب والتوظيف إلى صقل مواهب وقدرات الأيتام وتنمية مهاراتهم في المجالات التقنية وبرامج تطوير الذاتي، وإعداد اليتيم وتهيئته للالتحاق بسوق العمل، وفسح المجال أمام المؤسسات والشركات الوطنية للإسهام في تدريب وتوظيف الأيتام، وإيجاد فرص عمل للأيتام تساعدهم على الاستقلال الذاتي وبناء شخصياتهم وسد حاجاتهم. ويكمل برنامج الابتعاث منظومة البرامج المهمة التي تقدمها المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام، حيث تخاطب المؤسسة الجهات ذات العلاقة للابتعاث وتسهيل إدراجهم ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ومتابعتهم خارجياً بهدف تيسير سبل التعليم للأبناء من الأيتام ، وتحفيزهم لرفع مستواهم التعليمي . وأشارت المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام إلى أنها تدرك أن الحياة الأسرية السعيدة المستقرة هي التي ستعوض الزوجين اليتيمين وما فقداه من حنان وعطف في صغرهما وستهيئ لهما مناخاً يبدآن فيه مشوار حياتهما , لذا قام المتخصصون في المؤسسة بصياغة وإعداد برنامج رعائي متكامل يشمل الجوانب الاجتماعية والنفسية ويتعداه إلى الجوانب الخدمية، وقد أطلق عليه مسمى برنامج الرعاية الأسرية الهدف الأساسي منه حماية هذه الأسرة الصغيرة حديثة النشأة من عوامل التفكك. ويقدم برنامج الرعاية الأسرية الدعم النفسي للزوجين وتهيئتهما للحياة الأسرية ، وتأهيل الزوجين معرفياً بالأسس الصحيحة التي تقوم عليها الأسرة الصغيرة ، والإسهام الفاعل في تبصير الزوجين بما عليهما من حقوق وواجبات تجاه بعضهما ، وشحذ همة الزوجين لبذل جهدهما من أجل أن يسعد كل منهما الآخر ، وإعطاء الزوجين معلومات عن الطرق الصحيحة لتربية الأبناء ومحاولة تجنيبهم ما لقياه من الوالدين في صغرهما من حرمان عاطفي وجوع نفسي. فيما يأتي برنامج التوعية والتثقيف كأحد البرامج الرئيسية للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام، حيث أخذت على عاتقها مسؤولية التربية الروحية التي تحقق لليتيم بعضاً مما فقده بسبب هذا الظرف الاجتماعي ( اليتم ) وهذا يعكس النظرة الشمولية التي تقوم عليها إستراتيجية المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام والتي يرى من خلالها العاملون في المؤسسة أن لا يقتصر دورها على توزيع المساعدات وتقديم الهبات والتبرعات فقط، لأن اليتيم ومن خلال واقعه الاجتماعية يكون فاقداً لكثير من المقومات الثقافية. وتهدف المؤسسة من البرنامج إلى إكساب اليتيم قدراً وافياً من المعلومات الاجتماعية والحياتية التي تسهم في استقرار حياته واندماجه في المجتمع ، وتلمس مواضع الخلل في شخصية اليتيم ومن ثم علاجها ، والتربية الروحية الجادة والمتوازنة والتي من خلالها يستطيع اليتيم معرفة واجباته الشرعية والاجتماعية ، وإكساب اليتيم الثقة في النفس ، وبناء شخصية اليتيم بناءاً متوازناً. أما برنامج الحج الأسري فأوضحت المؤسسة أن النظرة الشمولية لها قادت إلى التفكير الجاد بأن تكون الخدمات المقدمة للأبناء محققة للاستقرار النفسي والاجتماعي وتعطي حاجتهم الروحية إلى جانب حاجتهم الجسدية ومن هنا نشأت فكرة برنامج الحج الأسري. ويشارك في البرنامج الذي بدأ تنفيذه منذ عام 1424هـ ، العديد من حملات الحج المرخص لها ليبلغ عدد المستفيدين من البرنامج ما يزيد على 140 يتيماً ويتيمة ، وتم إقامة (3) برامج لحج الأبناء من غير المتزوجين. أما برنامج مواصلة التعليم فيأتي ضمن منظومة البرامج المهمة التي تقدمها المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام، إذ إن تعثر بعض الأيتام في سنوات حياتهم الأولى، وتعذر إكمالهم للتعليم العام، قاد العاملين في المؤسسة إلى التفكير الجاد في السبل التي يمكن من خلالها تحقيق رغبة الغالبية العظمى من الأبناء والبنات الأيتام لإكمالهم تعليمهم والحصول على المؤهلات العلمية التي يرغبونها من خلال البرنامج الطموح، الذي لا تتوقف أهدافه عن الحصول على الشهادة أو المؤهل المطلوب، بل يتعدى ذلك تحقيق الاندماج الفعلي والإيجابي مع المجتمع وإكساب الثقة في النفس. ويهدف البرنامج إلى تيسير سبل التعليم للأبناء غير المتعلمين من الأيتام، وتحفيز الأيتام للرفع من مستواهم التعليمي ، وإكساب اليتيم الثقة في النفس وتعزيز الرغبة في النجاح، وتيسير سبل الحصول على مؤهلات العلمية العليا ( الماجستير، الدكتوراه ) عبر التنسيق مع الجهات ذات العلاقة ، وتيسير الحصول على المنح الدراسية والتدريبية في مختلف التخصصات ، وتأمين مستقبل الأبناء بعد تأهيلهم للحصول على وظيفة تكون مصدر لعيشهم. وأفادت المؤسسة أن من أولى اهتمامات المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام توفير المساعدات المالية التي تحقق بها، بعد فضل الله تعالى، الحياة الكريمة لليتيم ولأسرته وذلك وفق شروط وضوابط واضحة ومحددة تضمن صرف أموال المحسنين وأهل الخير في الوجوه الصحيحة. ويهدف برنامج المساعدات المالية إلى تقديم المساعدات المالية للأيتام المحتاجين سدا لعوزهم وحاجتهم ، و تقديم مصاريف الإعاشة للمستفيدين من خدمات الإيواء في الوحدات السكنية التابعة للمؤسسة ، والمساعدات المالية الشهرية للأرامل والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة من الأيتام ، و كذلك تقديم المساعدات المالية للطلاب من الأيتام، والمساعدات المالية لحديثي التوظيف تحفيزاً وتشجيعاً لهم على الاستمرار في وظائفهم وعن برنامج المساعدات العينية أكدت المؤسسة أنها حققت ، بفضل من الله تعالى، من خلال تواصلها الإيجابي مع المحسنين وأهل البذل والخير في هذا البلد المبارك نجاحاً كبيراً في التعريف بخدمات المؤسسة وجهودها في رعاية الأيتام وتحقيق احتياجاتهم وسد عوزهم فانعكس ذلك بذلاً وعطاء كبيرين من أصحاب الأيادي الخيرة والقلوب الرحيمة إذ تتلقى المؤسسة بفضل الله تعالى مساعدات عينية متنوعة من المواد الغذائية والأثاث والملابس والسيارات وما إلى ذلك مما حدا بالمؤسسة إلي استثمار هذا المورد لخدمة الفئة التي ترعاها وتشرف عليها، وبناء على ذلك كان برنامج المساعدات العينية. ومن أهداف البرنامج مساعدة الأيتام أسراً و أفراداً وذلك بسد حاجاتهم من المواد العينية على اختلافها ( غذائية، أثاث، سيارات، تجهيزات منزلية ... الخ ) ، وتوسيع دائرة المشاركة للمحسنين وأهل البذل من خلال فتح المجال لاستقبال تبرعاتهم العينية وصرفها في مصارفها النافعة والمفيدة ، وتنويع مصادر دخل المؤسسة وعدم الاقتصار على التبرعات المالية فقط.
مشاركة :