قدمت مجموعة الربليون في اليوم الرابع من مهرجان الدمام المسرحي، عرضاً مسرحياً بعنوان «ضرس العقل» من إخراج نايف العباد وتأليف فاطمة السيهاتي وعبدالله محفوظ، وتمثيل حسين محفوظ، حسن السيهاتي وعبدالمحسن ال عمران، وتدور أحداثها في مستشفى للمجانين بقالب كوميدي حيث تسرد كل شخصية قصتها التي تحاكي موضوعاً يمس المجتمع. وأشاد الناقد التونسي د. عزالدين عباسي في الندوة التي أعقبت العرض باللهجة المستخدمة في المسرحية والتي ابتعدت عن اللغة الصعبة لتلامس أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، «وهو ما كان ملاحظاً من تفاعل الجمهور مع العرض»، مضيفاً بأنه أعجب بتحكم المخرج بأداء الممثلين، ولكنه انتقد التكرار في حركة تغيير الديكور والتي أضعفت العرض قليلاً، إضافة للمباشرة في ختام المسرحية. وقال: «ربما جسدت المسرحية حالة المجتمع ببعض تفاصيلها ومعاناتها الاجتماعية، رغم أن العمل كان في مستشفى للمجانين، بينما الحقيقة أننا جميعا مجانين ولكن بنسب متفاوتة».وشهدت الندوة العديد من المداخلات منها للناقد مالك القلاف الذي ذكر بأن العمل يحمل كوميديا سوداء «طبقت باحترافية» ولكن كان ينقصه أن يستغل بشكل أفضل، مشيراً إلى أن العمل لم يكن ملحمياً ولكنه لامس نوعاً ما الروح الملحمية. ورد مخرج العمل نايف العابد بأنه سعيد بهذه التوجيهات والتعليقات والتي سيأخذها بعين الاعتبار، مشيراً إلى أن المسرحية تعتبر الأولى في مسيرته، ما يجعله بحاجة ماسة لكل الملاحظات ليتمكن من معالجتها مستقبلاً. وفي حديث للناقد د. عباسي، أبدى إعجابه بالحركة المسرحية السعودية حسب ما شاهد من عروض في المهرجان، مؤكداً بأنها تبشر بخير بعد الاجتهاد والجدية التي يراها، وسط هذا التهافت والحماس الجماهيري إضافة لحسن تنظيم العروض والندوات المصاحبة، منوهاً بأهمية النقد المسرحي في تطوير المسرح «وحركة النقد في العالم العربي بحاجة إلى صحوة جديدة حتى يساهم في تطوير المسرح»، مشيراً إلى أن الأفكار المطروحة في المسرحيات المقدمة في المهرجان جيدة، كما أن «الممثلين يمتلكون القدر الكافي من الوعي بطبيعة العمل، ومعالجة الأعمال تتم بشكل رائع، ولكن لا تخلو الأعمال في الغالب من نقاط ضعف يجب التركيز عليها لمعالجتها في العروض المستقبلية». جانب من الندوة
مشاركة :