أعلنت روسيا أن احتمالات عودة عملية التفاوض حول الأزمة السورية أرجئت إلى أجل غير مسمى بسبب ما وصفته بقصف المعارضة السورية لغرب حلب خلال الأيام الماضية، فيما يشهد سجن طرطوس حالة عصيان منذ الاثنين بسبب نقل عدد المساجين إلى زنازين انفرادية من مرافقي سليمان الأسد ابن عم بشار الأسد والمعتقل في نفس السجن، بسبب قتله لضابط علوي العام 2015، فيما دارات اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا وعناصر «قوات سورية الديمقراطية» التي يشكل الأكراد أكبر مكون فيها في ريف حلب الشمالي عندما حاولت الأخيرة التقدم باتجاه مواقع الحر. أبرز الأحداث والتصريحات بشأن الأزمة السورية: • موسكو:علاقاتنا مع واشنطن ستعود لمستواها الطبيعي عاجلا أو آجلا. •20 من مرافقي ابن عم بشار يقومون بعصيان في سجن طرطوس المركزي. • قائد القوات المسلحة التركية يبحث سبل التعاون العسكري والتطورات الإقليمية مع نظيره الروسي قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أمس الثلاثاء إن فشل الغرب في كبح جماح المتشددين في المعارضة السورية تسبب في إرجاء استئناف محادثات السلام لأجل غير مسمى.وفي تصريحات بثها التلفزيون الروسي ادعى شويجو إن مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم الحكومات الغربية كانوا يهاجمون المدنيين في مدينة حلب السورية على الرغم من تعليق الضربات الجوية الروسية.وأضاف «نتيجة لذلك فإن احتمالات بدء عملية التفاوض وعودة الهدوء للحياة في سوريا أرجئت لأجل غير مسمى.». من جانبها نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف قوله أمس الثلاثاء إن المزيد من تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن ليس في مصلحة أي من الجانبين.وأضاف «كما يظهر التاريخ الحديث فإن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة ستعود لمستواها الطبيعي إن آجلا أو عاجلا وهذا لأنه ليس في مصلحة موسكو أو واشنطن أكثر من أي وقت مضى المزيد من التدهور (في العلاقات).». إلى ذلك يشهد سجن محافظة طرطوس على الساحل السوري حالة عصيان منذ ظهر الاثنين بعد نقل عدد من مرافقي سليمان الأسد الى زنازين انفرادية. وقالت مصادر في المعارضة السورية أمس الثلاثاء، نقلاً عن أشخاص داخل السجن، إن العصيان «وقع بعد قيام سليمان هلال الأسد ابن عم رئيس النظام السوري بشار الأسد باحتجاز عدد من عناصر الشرطة في إحدى زنازين السجن احتجاجا على نقل عدد من مرافقيه وعددهم 20 عنصراً من حراسه الشخصيين و المسجونين معه إلى زنازين انفرادية». ويقبع سليمان الأسد منذ 10 آب / أغسطس 2015 في سجن طرطوس بعد قيامه بقتل ضابط في جيش النظام وهو العقيد حسان الشيخ عند دوار الأزهري في مدينة اللاذقية إثر خلاف مروري، ما أثار توترًا واحتقانًا في صفوف الكثير من العلويين الموالين للنظام في المدينة. ميدانيا اندلعت اشتباكات عنيفة فجر أمس الثلاثاء بين مقاتلي «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا وعناصر «قوات سورية الديمقراطية» التي يشكل الأكراد أكبر مكون فيها في ريف حلب الشمالي عندما حاولت الأخيرة التقدم باتجاه مواقع الحر. وقال قائد عسكري في «فرقة السلطان مراد» إن «اشتباكات عنيفة جداً تجري بين مسلحيهم ومسلحي قوات سورية الديمقراطية التي تحاول التقدم على محاور قرى كلجبرين وكفر كلبين وكفر خاشر بريف حلب الشمالي»، مشيرا إلى أنهم يحصلون على دعم مباشر من المدفعية التركية. وأضاف: إن فصائل الحر حققت تقدماً وسيطرت على عدة نقاط وأن قتلى وجرحى سقطوا من سورية الديمقراطية. في سياق متصل اعلن البنتاغون الاثنين ان المقاتلتين الروسية والامريكية اللتين كادتا تصطدمان فوق شرق سوريا، اقتربتا من بعضهما بحدود مسافة غير مسبوقة، منذ انخراط واشنطن وموسكو بالنزاع في سوريا.وكاد الاصطدام يقع في وقت متأخر من يوم 17 تشرين الاول/اكتوبر عندما قامت طائرة حربية روسية كانت تواكب طائرة استطلاع اكبر حجما بمناورات قرب طائرة حربية امريكية، واقتربت منها «مسافة اقل من 800م». وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية: إن المسافة بين المقاتلتين «كانت الاقرب، ولهذا السبب كان ذلك مثيرا للقلق بشكل خاص»، معتبرا ان الحادث وقع بشكل غير مقصود. من جانبه حذر مدير الاستخبارات الداخلية البريطانية «ام اي 5» اندرو باركر الاثنين، من الطرق «العدوانية على نحو متزايد» التي تستخدمها روسيا ومن اعتمادها على تقنيات الكترونية للوقوف في وجه الغرب. وقال باركر لصحيفة «ذي غارديان» ان موسكو «تستند الى مجموعة كاملة من أجهزتها التابعة للدولة ومن كل قوتها لدفع سياستها الخارجية قدما بطريقة أكثر عدوانية، وهذا يشمل الدعاية والتجسس والتخريب والهجمات الالكترونية».اضاف «روسيا تعمل في جميع أنحاء أوروبا والمملكة المتحدة. ومهمة الاستخبارات الداخلية البريطانية هي قطع الطريق عليها». من جهة أخرى قال الجيش التركي في بيان إن قائد القوات المسلحة التركية الجنرال خلوصي آكار زار روسيا أمس الثلاثاء لبحث سبل التعاون العسكري والتطورات الإقليمية مع نظيره الروسي.وتدعم كل من تركيا وروسيا أطرافا متنازعة في الحرب الأهلية السورية. وتسعى تركيا وروسيا في الآونة الأخيرة إلى تطبيع العلاقات التي انقطعت قبل عام في أعقاب إسقاط الأتراك لطائرة روسية كانت تحلق على مقربة من حدود تركيا مع سوريا.