مكفر ناصر القصبي في السجن.. السعودية تكافح التكفير

  • 11/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الكوميدي ناصر القصبي، على حسابه على تويتر تعليقا على إصدار حكم بالسجن ضد خطيب مسجد كفّره، إن الحكم ليس انتصارا لشخصه بقدر ما هو رادع لوقف ظاهرة التكفير. العرب [نُشرفي2016/11/02، العدد: 10443، ص(19)] القصبي يكشف حقيقة الدعشنة الرياض- أثار إصدار المحكمة الجزائية في منطقة عسير بالسعودية حكما بالسجن 45 يوما على خطيب جمعة بأحد مساجد عسير لمهاجمته وسبه الفنان الكوميدي ناصر القصبي ووصفه بـ”الكافر والزنديق والديوث”، وذلك في خطبة شهيرة تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا لها، ترحيبا واسعا على تويتر. وكان رجل الدين سعيد بن فروه انتقد القصبي في خطبته، وذلك في أعقاب إحدى حلقات المسلسل الكوميدي “سيلفي”، حيث ظهر الفنان السعودي في مشهد من الحلقة وهو يرتدي ثوبا قصيرا ويقوم بتكسير الآلات الموسيقية. وبثت تلك الحلقة في شهر رمضان عام 2015. وقام القصبي بتوكيل محام ورفع دعوى قضائية على الخطيب الذي اعترف بكل ما ورد في خطبته من تكفير وتحريض وشتم للقصبي. وبعد عدة جلسات من المحاكمة وإقفال باب المرافعة فيها، أصدرت المحكمة حكما، الأربعاء الماضي، يقضي بسجن الخطيب 45 يوما. وفي أول ردة فعل للفنان الكوميدي، غرد ناصر القصبي على حسابه الرسمي على تويتر @algassabinasser “إن صدور هذا الحكم يعتبر خطوة مهمة تمثل شجاعة القضاء السعودي في التصدي لظاهرة التكفير”. وأكد في تغريدة أخرى “الحكم ليس انتصارا لشخصي بل لوقف ظاهرة التكفير، ومازلنا ندفع ثمنها لحرق شبابنا في سوريا والعراق وقبلهم في أفغانستان جراء هذا المكّفر وأمثاله”. ومن جانب آخر، أطلق مغردون سعوديون عقب سماعهم للتسجيل الصوتي للخطبة قبل عام ونصف العام، هاشتاغا بعنوان #سعيد_بن_فروة_يكفر_ناصر_القصبي، طالبوا فيه بمقاضاة التكفيريين واستنكروا تكفير الفنان القصبي من قبل خطيب الجمعة سعيد محمد بن فروة، مؤكدين أن التكفير يمثل تحريضا على القتل. وأعاد السعوديون إحياء الهاشتاغ هذا الأسبوع بعد الحكم. ورأى بعضهم أن الحكم يعتبر مخففا مقارنة بـ”جريمة” الخطيب. واستغرب مغرد “هذا قذف ثم تكفير يتبعه إهدار دم كنتيجة حتمية ثم يُسجَن التكفيري 45 يوما؟ هذه كارثة بأتم معنى الكلمة”. وفي نفس السياق قال آخر “بعد عام ونصف العام وبالرغم من اعتراف الرجل بكل ما ورد في خطبته من تكفير وتحريض وشتم للقصبي، حكم عليه بالسجن 45 يوما!”، واعتبر آخر “في اعتقادي أن الحكم (45 يوما سجن) الذي صدر بحق الخطيب حكم مخفف لا يتناسب مع جريمته”. وقال آخر “45 يوما لا تكفي، ليتها سنة لتردع كل من يحذو حذوه”. "سيلفي"، المسلسل الكوميدي، تحول إلى مرآة حقيقية تعكس القضايا الحساسة في المجتمع السعودي وتساءلت مغردة “التكفير جريمة خطيرة جدا ممتلئة بالتطرف والكراهية العميقة الممزقة للمجتمع هل تكفيها عقوبة 45 يوما؟”. وأكد آخر “يمكّنون المعاتيه وأصحاب الأفكار المتشددة من المنابر فإذا أخطأوا طبطبوا عليهم ثم يتساءلون لماذا يتدعشن شبابنا!”. وتفاعل مغرد “#سعيد_بن_فروة_يكفر_ناصر_القصبي لو عاش هذا الخطيب في مجتمع لا يؤمن سوى بالعمل والإنتاج والمعرفة، كيف سيعيش، من أين سيأكل؟”. وأكد آخر “ومازالوا آمنين .. يكفرون ويزندقون ويقذفون الأعراض .. وأين؟ على منابر بيوت الله!”. وكان البعض من المغردين رحبوا بالحكم وكتب أحدهم “الحمد لله بن فروة دخل السجن والعاقبة لكل الفروات من بعده”. ومن جانب آخر دافع آخرون عن الخطيب سعيد بن فروة وكالوا الشتائم للقصبي، مؤكدين أنه “يستهزأ بالدين ورغم ذلك هو حر طليق”. يذكر أن مسلسل “سيلفي”، الذي بث في رمضان الماضي ورمضان الذي سبقه حقق نجاحا مدوّيا، هزَّ مواقع التواصل الاجتماعي وتحوّل إلى مادّة غنيّة للنقاش، كما تحول المسلسل الكوميدي السّاخر إلى مرآة حقيقيّة تعكس القضايا والجدليّات الأكثر حساسيّة على غرار التطرف والطائفية. يذكر أن الخطيب كان تراجع عن تكفيره للقصبي، وذلك عبر برنامج تلفزيوني، وقال أثناء مداخلة هاتفية “أتراجع عن كلمة كافر بعينها(..)”. وتهكم ناصر القصبي من بن فروة حينها بتغريدة قال فيها “براءة للذمــة وليس خوفا من أحد.. إلا والله ذليت يوم قالوا لك ربعك إني أقدر أقاضيك وأعلمك السنع”. وقال معلقون إن “القصبي يكشف حقيقة تنظيم داعش”، مؤكدين” الآن عرفنا الأساس وعرفنا أن داعش نبتة من هؤلاء المكفرين”. وأضاف آخر “لم يقصم ظهر الإسلام والمسلمين سوى هذه الأفكار التكفيرية واستسهال تحليل دماء المسلمين وغير المسلمين في كل مكان”. وتفاعل مغرد “كم أطلقت على شرفاء صفة الكفر لمجرد الاختلاف أو الخلاف في مسائل دنيوية”. وتشهد السعودية أحداثا أليمة بسبب التكفير، كان آخرها في يونيو الماضي. وذكر المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية أن شقيقين أقدما على طعن والدتهما، ووالدهما وشقيقهما بمنزلهم بمدينة الرياض، مما نتج عنه مقتل الأم، وإصابة الأب وشقيقهما بإصابات خطيرة. وفي وقت لاحق أكدت وزارة الداخلية السعودية من خلال تغريدة على موقع تويتر، أن مرتكبي الجريمة قد ثبت اعتناقهما للمنهج التكفيري. :: اقرأ أيضاً غياب خطة إعلامية ناجعة يفشل إمكانية إدارة أزمات ليبيا هل يتحكم فيسبوك في نتائج الانتخابات الأميركية المنافسة الإقليمية هدف جديد لصناع الإعلام المصري الإعلام الإلكتروني متنفس صحافي يثير قلق السلطة الجزائرية

مشاركة :