حذرت مجلة نيوزويك الأميركية، من مخاطر أن يلجأ أفراد تنظيم داعش في سرت الليبية إلى الهروب نحو تونس، بعد ما شارفت المعارك في المدينة على الانتهاء خشية إعادة التنظيم الإرهابي تمركزه لشن هجمات إرهابية على نطاق أوسع. وكان تنظيم داعش قد أعلن في مارس 2016 عن تبنيه لما أسماه غزوة بن قردان وهي الهجوم الإرهابي الفاشل الذي شنه على مدينة بن قردان التونسية على الحدود مع ليبيا، أيام قليلة بعد استهدافه من قبل القوات الأمريكية في مدينة صبراطة المحاذية للحدود مع تونس. وقد تكبد داعش في هجومه على بن قردان خسائر كبيرة تمثلت في القضاء على 55 فردا من أتباعه، إضافة إلى خسارة عتاد كبير ومتطور. كما انكشفت مخططاته لقوات الأمن والسلطات التونسية. كما تمكن حينها الجيش التونسي وكل القوات الأمنية من تحقيق انتصار على داعش ودحره، مما أثبت جهوزية وحرفية كبيرتين وفق تأكيدات كل المحللين. وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي منذر ثابت لـالعربية.نت إن الحدود بين تونس وليبيا تبقى وبرغم اليقظة الأمنية رخوة، وأشار الى أن كل تشديد للخناق على الجماعات الإرهابية في ليبيا سيجعلها تفكر في حلول بديلة تتمثل بالأساس في الهروب نحو الدول المجاورة ومنها تونس. وقال ثابت إن ما حصل في بن قردان في مارس الماضي كشف عن وجود خطة لتحويل بن قردان إلى إمارة داعشية كمقدمة للهيمنة على الجنوب التونسي المحاذي للغرب الليبي، حيث تنشط بحرية جماعات إرهابية منها داعش والقاعدة. وقد حذرت نيوزويك، في تقرير نشرته السبت، من انتقال خطر «داعش» إلى دول جوار ليبيا خاصة تونس، وقالت إن السلطات التونسية تواجه خطرا جديدا مع اقتراب انتهاء العمليات العسكرية في سرت وزيادة احتمال هروب المقاتلين التونسيين والعودة إلى بلادهم مرة أخرى. وتتردد أصداء المخاوف نفسها داخل تونس، إذ رفعت حالة الإنذار إلى حالة التأهب القصوى خوفاً من عودة المقاتلين التونسيين الفارين من المعارك والانضمام إلى مجموعات متشددة أخرى مثل تنظيم القاعدة. وأشارت نيوزويك الى أنه يسهل لعناصر داعش التونسيين التحرك بحرية عبر الحدود الليبية الطويلة غير المحكومة مع تونس، إذ ينتحلون صفة تجار بضائع أو وقود، ويمكن للمقاتلين دفع أموال إلى مهربي البضائع والسلاح لمساعدتهم في عبور الحدود. وقال مراقبون، نقل عنهم التقرير، إنه رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي طبقتها تونس لحماية الحدود، وبناء حاجز بطول 125 ميلاً، فإن عناصر داعش ينجحون في عبور الحدود من وإلى تونس.
مشاركة :