تحذيرات بوتين والسلام العالمي ما بين ترامب وكلينتون

  • 11/2/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يبقى السلام العالمي مهدداً بعد تحذيرات بوتين خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ بشأن الأمن الدولي، في يونيو/حزيران 2016، كان يتكلم عن خطورة الوضع الحالي، وأنه تم تفادي الصراعات العالمية الكبرى في العالم في العقود القليلة الماضية، بسبب التوازن الجيواستراتيجي للقوى في العالم، وأن ذلك التوازن بات ينهار الآن. بدأ الانهيار عندما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية الصواريخ المضادة للباليستية (معاهدة ABM) في أواخر 2001، وكانت المعاهدة تهدف للحد من أنظمة الصواريخ المضادة للباليستية المستخدمة للدفاع ضد الأسلحة النووية المنقولة بالصواريخ الباليستية، علّل مؤيدو الانسحاب بأن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاقية كي لا تقع للابتزاز النووي من قِبل دول عدوّة. ومنذ ذلك الوقت بدأت الولايات المتحدة في تنفيذ مشروع الدرع الصاروخية الأميركية، وهو نظام يتم فيه بناء شبكات حماية مكونة من أنظمة صواريخ أرضية، مستندة إلى نقاط ارتكاز جغرافية عدة، قادرة على إسقاط أي صاروخ باليستي عابر للقارات يستهدف أراضي الولايات المتحدة الأميركية أو حلفائها. هنا تكمن الخطورة في وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لأن تلك الصواريخ قد تبدو دفاعية، ولكنها من الممكن أن تستخدم كأسلحة هجومية، وبحسب تقدير الرئيس الروسي تلك الصواريخ تمثل خطراً على روسيا، ومن الممكن أن يؤدي إلى إخلال توازن القوى في العالم، وهنا تكمن الخطورة في احتمالية المواجهة بين الدولتين النوويتين. هيلاري كلينتون الديمقراطية هيلاري كلينتون قد صرحت عن تورط الحكومة الروسية في الهجمات الإلكترونية على شبكات الحزب الديمقراطي الأميركي. وسبق لسياسيين ديمقراطيين أن زعموا أن الهجمات الإلكترونية على شبكات الحزب مدبرة من قِبل الكرملين بغية دعم ترامب في الانتخابات. وتعهدت كلينتون، خلال المناظرة التي جرت مساء يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول، بأنها في حال فوزها في الانتخابات، ستحمي البلاد من الهجمات الإلكترونية بكل الوسائل بما في ذلك العسكرية. وتابعت أن واشنطن تواجه أعداء من فئتين في هذا المجال، أي عصابات هاكرز مستقلين و"مؤسسات حكومية"، وشددت قائلة: "نقول بوضوح: إننا لا نريد استخدام الآليات المتاحة لنا ولا نريد استخدام الأساليب العسكرية الأخرى، لكننا سنحمي مواطني هذه البلاد". وأشارت كلينتون بشكل خاص إلى اختراق الشبكات التابعة للحزب الديمقراطي الأميركي، متهمة السلطات الروسية بالوقوف وراء تدبير هذه الهجمات. واتهمت المرشحة الديمقراطية، أثناء المناظرة الثالثة والأخيرة، منافسها بالسعي إلى اتباع النهج الروسي وتلبية مطالب بوتين وتفكيك حلف الناتو و"تنفيذ كلما يريده (الرئيس الروسي) الذي يحاول جعل كفة الميزان تميل لصالح ترامب.. ليرى دمية له رئيساً للولايات المتحدة"، حسب قول كلينتون. دونالد ترامب يعد المرشح الجمهوري عديم الخبرة السياسية المفضل لدى روسيا، وذلك رغم عنصريته وتصريحاته غير اللائقة، منها بناء جدار عازل بينه وبين المكسيك، ومنع المسلمين من دخول بلاده. وعلى الرغم من ذلك فيراه الروس وآخرون أنه الأكفأ؛ لأنه يدعو للتواصل مع بوتين في الملف السوري للقضاء على داعش. يذكر أن الملف السوري هو أحد الملفات الشائكة بين الدولتين. أما عن موضوع الهجمات الإلكترونية على شبكات الحزب الديمقراطي الأميركي، رد ترامب على كلينتون قائلاً إنه لا توجد هناك أدلة تثبت تورط موسكو في الهجمات الإلكترونية الأخيرة. وشدد قائلاً: "إنكم تقولون: روسيا، روسيا، روسيا، لكنني لا أعرف، قد تكون روسيا المسؤولة، أو ربما الصين أو أشخاص كثيرون آخرون. ربما كان وراء الهجوم شخص يزن 400 رطل ومستلقٍ على كنبة.. إنكم لا تعرفون من اخترق شبكات اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي". وأوضح ترامب، أثناء المناظرة الثالثة والأخيرة بين مرشحي رئاسة البيت الأبيض، التي أجريت ليلة الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول في لاس فيغاس، أن هيلاري كلينتون لا تتعاطف مع بوتين؛ لأن الرئيس الروسي تغلب "في كل خطوة" على الإدارة الأميركية الحالية. مَن الأصلح للسلام العالمي؟ هذا هو السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، من ناحية هيلاري فلديها الخبرة السياسية، والحنكة، ولكن في مناظرتها تتوعد الروس، أما عن دونالد ترامب فليس لديه أي خبرة سياسية على الإطلاق، وليس لديه خبرة سوى في إدارة الأعمال، ولكنه يمد يد الصداقة لبوتين والروس، وذلك من شأنه أن يرفع الضغط على علاقة الدولتين. فمن أصلح للسلام العالمي؟ الإجابة متروكة لسيادتكم. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :