يغضبني الرجل البطل حينما يغيب صوتنا الانتخابي وتأثيره في المحافل القارية والدولية ثم يُظهر قدرته الفائقة محليا وعن تلك الحكاوى حدث ولا حرج، ففي إحدى الأمسيات الآسيوية كنا مع السركال، وفي الفجر أصبحنا على طاولة سلمان، وفي أخرى قبل استكشاف الفساد كنا في المساء نجامل علي، وفي الصباح وجدنا أنفسنا مع بلاتر، وثالثة الأثافي وجدنا أنفسنا مساءً مع سلمان، واستفقنا على إفطار إنفانتينو. الآن نحن نعيش مرحلة انتخابات مع نهاية العام، وهذا دليل جديد يؤكد أن المنظومة الرياضية وصناعها وأبناءها وجمهورها ذهبت بعيدا في مسألة الثقافة الانتخابية وتأثيراتها المجتمعية. طبعا كنت أتمنى أن تكون فكرة إشراك المشجع البسيط فيها واردة كما نتمناها في الأندية، خاصة أن وسائل التقنية الإلكترونية أصبحت سهلة جدا وبرامجها متوفرة وحتى وإن لم يكن لترشيحاتهم تأثير مباشر على سير هذه التظاهرة الحضارية في تجربة تدريبية وثقافية رغم أن إدارة الانتخابات ومقرري اشتراطاتها يستطيعون وضع نسبة حتى وإن كانت تمثل صوت ناد واحد من ضمن المصوتين والاستفادة من أصواتهم لمعرفة تطلعات الشارع الرياضي، خاصة أننا لا نملك مؤسسات إعلامية قادرة على تلمس رأي الناس ولا مؤسسات استطلاعية تظهر عملا بيانيا يرسم نهج هذه المرحلة. الانتخابات مقبلة والتكتلات قائمة ووسائل تحريكها يرتكز بين الحلال والحرام، لأن حياتنا العامة قائمة على ذلك وبالذات القاعدة الأسمى، وهي من غشنا فليس منا حتى وإن لم ينكشف هذا الأمر يكفي أنه يعرفه في قرارة نفسه، فالصوت الانتخابي أمانة بغض النظر عن قدرة طرف على طرف آخر، وقوة طرف على آخر بعيدا عن الإمكانات المتوفرة، لأن في الانتخابات التي نعرفها نعلم بأن الدعم اللوجستي هو السير الذي يتم دهنه لاستمالة صوت على صوت آخر. عموما رسالتي هذه موجهة للناخبين ولرؤساء الأندية المعنيين ولست أطلب هنا استمالتهم لصالحي كما يفعل البعض، ولست هنا أهددهم كما يفعل البعض، ولست هنا أمارس ضغوطا كما يفعل البعض، بل أمنحهم حرية الاختيار وأمانته دون الالتفات خوفا وطمعا، كما لا أملي عليهم لمن يصوتون، فهم أكثر مني معرفة بمصطلح الوعود الوهمية أمام التجارب الحقيقية، فالرجال مواقف وهي كذلك الانتخابات في الأخير تظهر معدن الرجل وموقفه. إن الوعود الوهمية هي واحدة من أكبر كوارث العلاقات القائمة على مصالح حتى وإن كانت مباحة، لأن هذه الوعود تركيبة رئيسية لمعنى من غشنا فليس منا، فالذي أعطاك وعدا لأجل أمر متاح للجميع سيعطي غيرك ما يجعل الشمس في يمينه والقمر في شماله، وفي الأخير ينقشع سراب الواقع ليظهر لك الوجه الحقيقي للابتسامة البلاستيكية، فتجدهم يتبادلون قُبل نجاحهم وشطارتهم على ظهر ما أوهموك به. تذكر تجربتك وعش خبرتك وارتح لأمانتك، ففي الأخير أنت المسؤول فهناك فرق بين المصوت والشريك، وهناك فرق بين البرامج الانتخابية والمواقف وفي الأخير الرجل موقف. *خاص بالعربية.نت - رياضة ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
مشاركة :