أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي أمس الأول، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت زيادة تعادل تسعة أضعاف التوقعات، مع ارتفاع الواردات وتراجع معدلات التشغيل في مصافي التكرير. هبطت أسعار النفط أمس الأول لليوم الرابع في الوقت الذي ترقب فيه المستثمرون القلقون الأرقام الرسمية لمخزونات النفط الأميركية التي صدرت أمس بعد بيانات للقطاع أظهرت زيادة مفاجئة في المخزونات بما يؤكد تخمة الإمدادات في السوق. وبحلول الساعة 1011 بتوقيت غرينتش تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 70 سنتا إلى 45.97 دولارا، وانخفض خام القياس العالمي برنت 69 سنتا إلى 47.45 دولارا ليبلغ كلا العقدين أدنى مستوى له منذ 28 سبتمبر الماضي. وأثر ارتفاع الإنتاج من أعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) سلبا على الأسعار. وقال بيارني شيلدروب كبير محللي السلع الأولية لدى «اس إي بي»: «لدينا زيادة في الإنتاج من ليبيا ونيجيريا تساعد على خلق المزيد من الفائض. أيضا جميع أعضاء أوبك ينتجون قدر ما يستطيعون ليكون لديهم رقم أساسي يتفاوضون انطلاقا منه في اجتماع أوبك». وكان وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو قد أعلن أمس الأول أن إنتاج النفط تعافى إلى 2.1 مليون برميل يوميا. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قالت، إن ليبيا زادت إنتاجها إلى المثلين منذ منتصف سبتمبر الماضي وتنتج حاليا نحو 590 ألف برميل يوميا. وانخفضت أسعار النفط في الأيام الماضية مع تلاشي آمال بأن يسوي منتجو النفط خلافاتهم ويتفقون على خفض للإنتاج حين تجتمع «أوبك» في 30 نوفمبر الجاري. وأظهرت بيانات من معهد البترول الاميركي أمس الأول أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت زيادة تعادل تسعة أضعاف التوقعات مع ارتفاع الواردات وتراجع معدلات التشغيل في مصافي التكرير. وأشارت البيانات إلى أن مخزونات الخام قفزت بمقدار 9.3 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 28 أكتوبر الماضي لتصل إلى 481.2 مليون برميل، في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها مليون برميل. وارتفعت مخزونات النفط في نقطة تسليم العقود الآجلة في كاشينج بولاية أوكلاهوما بمقدار مليون برميل. وأظهرت بيانات معهد البترول أن استهلاك مصافي التكرير من الخام انخفض بمقدار 327 ألف برميل يوميا. وهبطت مخزونات البنزين 3.6 ملايين برميل مقارنة مع توقعات محللين في استطلاع لـ»رويترز» والتي كانت تشير إلى انخفاض قدره 1.1 مليون برميل. وانخفضت مخزونات المقطرات الوسيطة -التي تشمل الديزل وزيت التدفئة- 3.1 ملايين مقارنة مع توقعات لانخفاض قدره 1.9 مليون برميل. وقال معهد البترول، إن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الاسبوع الماضي ارتفعت بمقدار 607 آلاف برميل لتصل إلى 8.1 ملايين برميل يوميا. وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية امس بلوغ إنتاج النفط الروسي مستوى مرتفعا قياسيا جديدا لما بعد الحقبة السوفياتية في أكتوبر، حيث زاد 0.1 في المئة مقارنة مع سبتمبر الماضي ليصل إلى 11.2 مليون برميل يوميا. وتسلط الزيادة الضوء على الصعوبات التي قد تواجهها الحكومة لتثبيت مستويات الإنتاج في إطار اتفاق عالمي مع كبار المنتجين الآخرين من أجل دعم أسعار النفط. وأصبحت مبيعات النفط والغاز تسهم بأكثر من ثلث ميزانية الدولة في روسيا انخفاضا من النصف في 2014 بسبب تراجع الأسعار عن 50 دولارا للبرميل من 115 دولارا. وزاد إنتاج النفط الروسي إلى 47.386 مليون طن في أكتوبر من 45.483 مليونا في سبتمبر. وارتفع معروض «أوبك» إلى مستوى قياسي أيضا في أكتوبر مع تعافي الإنتاج النيجيري والليبي جزئيا من حالات تعطل الإنتاج ونمو صادرات النفط العراقية. شركات نفطية كبرى تنشئ صندوقاً للطاقة المتجددة قالت مصادر أمس، إن شركات نفطية كبرى، منها «أرامكو» السعودية و«شل» ستتعاون لإقامة صندوق استثماري لتطوير تقنيات الحد من انبعاثات الكربون والنهوض بالطاقة المتجددة. ومن المقرر أن يعلن الرؤساء التنفيذيون لسبع شركات في مجال النفط والغاز -بي.بي وريبسول وأرامكو وشل وشتات أويل وتوتال- تفاصيل الصندوق، وخطوات أخرى للحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في لندن غداً. ويواجه القطاع ضغوطاً متزايدة للاضطلاع بدور فعال في محاربة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتتزامن مناسبة الجمعة مع بدء السريان الرسمي لاتفاق «باريس 2015» الهادف إلى الخفض التدريجي لغازات الاحتباس الحراري الصناعية في النصف الثاني من القرن. والمجموعة جزء من مبادرة النفط والغاز بشأن المناخ، التي تشكلت بدعم من الأمم المتحدة في 2014، وتضم 11 شركة تمثل 20 في المئة من إنتاج النفط والغاز. ومن المتوقع، حسب المصادر، المشاركة في المحادثات، لكنها رفضت كشف هويتها أن يعلن قادة الشركات تفاصيل خطط إقامة صندوق استثماري سيركز على تطوير تقنيات تقليص الانبعاثات وزيادة كفاءة محركات السيارات والوقود. وسيركز الصندوق أيضاً على سبل خفض تكاليف تكنولوجيا جمع الكربون وتخزينه، التي تشمل جمع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وإعادة حقنها في تحت الأرض. وسيعلن الرؤساء التنفيذيون عن المرحلة التالية من خطتهم للحد من انبعاثات قطاع النفط عن طريق تقليل حرق الغاز الفائض في الحقول وزيادة استخدام تكنولوجيا جمع الكربون وتخزينه والحد من انبعاثات الميثان، وهو غاز ملوث ينبعث عادة من مواضع التسرب بالأنابيب.
مشاركة :