أكد خبراء أمنيون أن القرصنة الإلكترونية تكلف دول العالم مبالغ طائلة، ودعوا الجميع، خلال ندوة «حماية منشآت البنية التحتية الحيوية وأمن المعلومات والتهديدات الإلكتروني»، إلى التعاون الوثيق بين الدول في هذا المجال. وقال السيد دانيال كروس مسؤول برنامج أمن الطاقة بمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي إن دول العالم قاطبة أدركت أهمية التعاون في مجال مكافحة الهجمات الإلكترونية بالتعاون مع المنظمة الأوروبية ومنظمة الأمم المتحدة، وتحدث عن إجراءات بناء الثقة التي تتبعها بعض الدول في مجال أمن الفضاء المعلوماتي، والتي التزمت بتسهيل التعاون فيما يختص بأمن البنى التحتية خاصة في بناء الأزمات وتبني بعض المفاهيم حول تحسين الأنظمة والاتصالات والمعلومات وزيادة الوعي. كما تحدث عن الكيفية المتبعة في بناء الثقة، ومتابعة المهاجمين الذين يقومون بعمل هجمات إلكترونية في بعض الدول، والآلية التي تتبعها هذه الدول لوقف هذه الهجمات بالتعاون مع دول أخرى، وقال إن اختلاف القدرات بين هذه الدول يعتبر حائلا في إيجاد حلول فاعلة ووقف المهاجمين في الوقت المحدد. وأكد أنه يجب أن تكون هناك أدوات وآليات لتقليل مثل هذه الهجمات، وخطط مشتركة لبناء الثقة التي لا يمكن أن تبنى في ليلة وضحاها وإنما تحتاج إلى وقت وجهد. كما ناقش السيد محمد نجيب مراسل HIS janes تزايد الجرائم الإلكترونية على مستوى العالم والذي أكد فيها على ظهور جرائم كثيرة تؤثر على المجالات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الهجمات الإلكترونية المنتظمة والتي لها تأثير كبير على مستوى دول العالم وهو ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية من قرصنة إلكترونية كادت تنال من الانتخابات الأميركية بهجوم القراصنة على البريد الإلكتروني لمرشحي الرئاسة الأميركية مما استدعى من وكالة المخابرات الأميركية التدخل للتحقيق في هذه الهجمات. وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن العديد من الهجمات الإلكترونية على كثير من دول العالم أدت إلى كوارث وأضرار كبيرة بها مما جعل العديد من دول العالم تقوم بتطوير وتحديث قدراتها الدفاعية الإلكترونية لمواجهة الهجمات الإلكترونية من خلال شراء البرمجيات وبرامج مكافحة الفيروسات وهو ما جعلها أكثر صمودا في مواجهة هذه الهجمات مثل اليابان وإيران والهند وغيرها من الدول. وقال إن القرصنة الإلكترونية تكلف دول العالم مبالغ طائلة حيث إنها كلفت الهند عام 2013 أكثر من 24 مليون دولار فهي تؤثر على مجال الصحة والاقتصاد والنقل والإطفاء والكهرباء والغاز والمياه والاتصالات وتحدث أضرارا كبيرة في هذه الأصول ولها عواقب وخيمة على الدول التي تحدث فيها قرصنة مما يتطلب تعاونا كبيرا بين دول العالم في مجال تبادل المعلومات والحماية الإلكترونية. وأضاف أن أوكرانيا على سبيل المثال تضررت من الهجمات الإلكترونية عام 2015 حتى أن القراصنة استطاعوا أن يعطلوا %78 من محطات الكهرباء بالدولة مما أصابها بالشلل التام وهدد حياة الكثير من المرضى وصغار السن وتسببوا في خسائر مادية كبيرة، كما أثرت الهجمات الإلكترونية عام 2014 على 12 مليونا من البرامج المعنية بالبنية التحتية المعلوماتية بدول العالم حتى إن %70 من مديري البنية التحتية على مستوى العالم أكدوا إصابتها من قبل القراصنة وهو ما يتطلب حماية أكثر للبنية التحتية المعلوماتية للأجهزة الحساسة بدول العالم. وأوضح أن كثرة الهجمات الإلكترونية جعلت دول العالم تهتم بتحديث برمجياتها وشراء برامج أكثر حداثة وصياغة استراتيجيات لمواجهة الهجمات الإلكترونية وتدريب الكادر البشري لديها فضلا عن التعاون والتنسيق بين مختلف دول العالم في هذا المجال. من جانبه، أكد السيد جورج أبين ضابط أمن المعلومات الرئيسية الإقليمية بجنرال إلكتريك بالشرق الأوسط على تزايد عمليات الاحتيال الإلكتروني في الآونة الأخيرة، والتي أسهم في انتشارها دخول كميات كبيرة من الأشخاص إلى عالم الإنترنت من دون خبرات سابقة أو حتى أساسيات الأمن الإلكتروني فخلال خمسة أيام فقط. دخل أكثر من 15 مليون مستخدم على شبكة الإنترنت أغلبهم من دون خبرات سابقة حسب دراسة أعدت في هذا الجانب.;
مشاركة :