تمكنت قوات الشرعية اليمنية من الجيش والمقاومة من استعادة السيطرة على موقع الصيرتين الاستراتيجي في مديرية الصلو جنوب شرق تعز، فيما بدأت مدفعية الجيش والمقاومة باستهداف «قاعدة الصمع» العسكرية على تخوم العاصمة صنعاء الشمالية والمطلة على مطار صنعاء الدولي مباشرة، وسط تعزيز جبهات صعدة بآليات عسكرية حديثة. وفي التفاصيل، ذكرت مصادر أمنية يمنية، أمس، أن قوات الشرعية استعادت السيطرة على موقع الصيرتين الاستراتيجي في مديرية الصلو. وأضافت المصادر أنه، خلال المعارك التي اندلعت مع ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح، تم أسر 17 من المتمردين. جاء ذلك، بعد أن حققت قوات الجيش والمقاومة في جبهة الصلو تقدماً كبيراً، وتمكنت من السيطرة على مركز القيادة التابع للميليشيات في الصلو. وشهدت المنطقة أمس، لليوم السادس على التوالي معارك عنيفة وقصفاً بصواريخ الكاتيوشا من قبل المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لصالح. من جانب آخر، فرضت ميليشيات الحوثي إقامة إجبارية في العاصمة اليمنية صنعاء، على محافظ الحديدة حسن الهيج، الموالي للانقلابيين، المحسوب على صالح. وأكدت مصادر محلية الخلافات بين الهيج والمسؤول الأول للحوثيين في المحافظة نائف أبوخرفشة، بسبب دعوة الأول لوقف الحرب، خلال فعالية نظمها الحوثيون في وقت سابق، ومطالبته بتسليم إيرادات المحافظة إلى حساب المجلس المحلي. وأكد عضو المجلس العسكري في تعز العقيد عبدالباسط البحر، في تصريح لـ «الإمارات اليوم»، تمكن قوات الجيش والمقاومة في جبهة الشقب شرق صبر، من العودة إلى بعض المناطق التي انسحبت منها أخيراً، والمطلة على منطقة دمنة خدير، كما أكد استمرار تقدمها في جبهة الأقروض في صبر. وأشار العقيد البحر إلى أن قوات الجيش والمقاومة في جبهة الوازعية تمكنت من السيطرة الكاملة على القرون الثلاثة قرن الشامي وقرن الغراب وقرن النصبة، وتقدمت إلى مشارف مديرية الوازعية بعد تحرير جبل الضعيف وجرداد، وباتت المقاومة والجيش يسيطران على معظم المناطق في تلك الجبهة. وأشار البحر إلى أن عمليات الميليشيات الأخيرة في تعز والتصعيد الكبير في جبهاتها جاءت نتيجة الهدنة الأخيرة التي عززت فيها الميليشيات مواقعها، مستغلة توقف غارات مقاتلات التحالف التي تستهدف تعزيزاتها التي تتحرك على الأرض. وفي منطقة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، ذكرت مصادر ميدانية في المقاومة أن مدفعية الجيش والمقاومة قصفت لأول مرة «قاعدة الصمع» العسكرية في مديرية أرحب، والمطلة مباشرة على مطار صنعاء الدولي في شمال المدينة. وأشارت المصادر إلى أن هذا التطور العسكري يأتي عقب التقدم الكبير الذي حققته قوات المقاومة والجيش في جبهات نهم، وباتت على مشارف مديريتي بني حشيش وأرحب، عقب فشل الوساطات الدولية في إحلال السلام في اليمن. في الأثناء، حذرت مصادر في حزب المخلوع صالح، «المؤتمر الشعبي العام»، جماعة الحوثي من ثورة شعبية عارمة إذا استمرت في تعنتها ولم تصرف مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وقالت إن «ثورة مؤسسات» وأخرى «ثورة جياع» ستجتاح المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وعلى رأسها العاصمة صنعاء. وأكدت المصادر أن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة وينفلت نحو الفوضى العارمة في المدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مشيرة إلى أن موظفي المؤسسات العامة في العاصمة قرروا الخروج إلى الشوارع اليوم، وبدء عمليات إضراب واعتصامات وتظاهرات ووقفات احتجاجية في جميع شوارع المدينة ومؤسساتها الخدمية والعامة. كما حذرت تلك المصادر مسلحي الحوثيين من أي اعتداءات أو ممارسات غبية تجاه الموظفين والجياع الذين سيخرجون إلى الشوارع، والذين وصلت بهم الحالة إلى أدنى مستويات الحياة، وأضافت أن أي ممارسة قمعية معهم ستكون لها ردود فعل غير محمودة، خصوصاً أنهم صبروا كثيراً على ممارسات الحوثيين العبثية على مدى سنتين ونصف السنة. يأتي ذلك، في ظل مطالبة مالية وبنك صنعاء المركزي الخاضع لسلطة الميليشيات الانقلابية مؤسسات الدولة المختلفة بتسريح أعداد كبيرة من موظفيها، والإبقاء على الحد الأدنى من العاملين فيها، كي تتمكن من صرف المرتبات لهم دون غيرهم، في حين ذكرت مصادر مالية في صنعاء أن الميليشيات صرفت مرتبات عناصرها المسلحة والمدنية في الجهات كافة دون غيرهم من العاملين والموظفين، في خطوة استفزازية، في ظل تدهور الحالة المعيشية لسكان المدينة. وفي صعدة، أكدت مصادر عسكرية موالية للشرعية أن جبهات المحافظة تلقت تعزيزات عسكرية نوعية من قوات الشرعية والتحالف العربي، ستمكنهم من تحقيق مزيد من الانتصارات على جبهتي كتاف وباقم. وتسيطر قوات الجيش والمقاومة على مساحات واسعة من مديرية البقع، وباتت على بعد كيلومترات من مركز المديرية الذي يتحصن فيه الحوثيون. وفي الجوف، قال الناطق باسم المقاومة بالمحافظة عبدالله الأشرف، إن مواجهات عنيفة اندلعت بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى، في منطقتي قز والزرقة غرب المصلوب، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات متواصلة على مواقع الميليشيات بهدف تمكين قوات الشرعية من التقدم وتحرير المديرية الاستراتيجية التي ترتبط بمحافظة عمران مباشرة. وأكد سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى في صفوف الميليشيات في جبهة وادي قويحش جنوب المصلوب. وأشار الأشرف إلى أن جبهات القتال في المحافظة تشهد حالات فرار كبيرة لعناصر الميليشيات من أرض المعارك على وقع ضربات التحالف والشرعية، ولم يتبقَ في جبهات القتال إلا قوات المخلوع صالح، خصوصاً في جبهات المتون حيث منطقة مزوية والحيال، التي أوشكت على السقوط في أيدي قوات الشرعية. وفي مأرب، تمكنت الدفاعات الجوية لقوات التحالف من إسقاط صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات على المحافظة وتم تدميره في الجو، ليرتفع عدد الصواريخ التي أطلقت على مأرب خلال الفترة الماضية إلى 26 صاروخاً باليستياً تم تدميرها في سماء المدينة قبل الوصول إلى هدفها وفقاً لمصادر في الجيش. وكانت جبهات المخدرة وغرب وشرق صرواح شهدت معارك عنيفة بين الجانبين وسط غارات نوعية لمقاتلات التحالف التي استهدفت مواقع الميليشيات في تلك المناطق بشكل مباشر، ما أدى إلى تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية ومقتل وإصابة عدد كبير من الميليشيات. وفي عمران، شنت مقاتلات التحالف أربع غارات على مناطق قاع المنقب ومنطقة حاز، حيث استهدفت تعزيزات عسكرية وتجمعات للميليشيات في تلك المناطق كانت تستعد للتوجه نحو جبهات القتال في نهم ومأرب.
مشاركة :