لا يجد الأتراك أنفسهم يضحكون كل يوم على نكات يلقيها أحد أحفاد سلطان عثماني. وقال ناز عثمان أوغلو وهو فنان كوميدي بريطاني وسليل الأسرة الحاكمة السابقة في تركيا في أول عرض كوميدي له في تركيا الأسبوع الماضي: «أحمل هذا اللقب الفخم لكني لا أملك المال». وأضاف مخاطبا الجمهور في أول عرض من ثلاثة عروض له في اسطنبول «ولد جدي في (قصر) دولما بهجة في مهد ذهبي. والآن علي أن أدفع 30 ليرة لرؤيته». ولا يوجد في مظهر عثمان أوغلو -واسمه بالكامل سمو الأمير نظيم زياد الدين نظيم عثمان أوغلو- ما يوحي بأصوله الملكية باعتباره يأتي في المرتبة السابعة عشرة في ترتيب ولاية العرش العثماني. وهذا اللقب شرفي إلى حد كبير فقد ألغي نظام الخلافة بعد شهور من قيام الجمهورية التركية في عام 1923. لكن زيارة عثمان أوغلو وهي الأولى له إلى تركيا تتزامن مع تزايد حالة الانبهار بالماضي الإمبراطوري الذي يستحضره الرئيس رجب طيب أردوغان بشكل متزايد في خطاباته. وقال عثمان أوغلو في مقابلة أثناء تجوله في قصر دولما بهجة المبني على طراز الباروك في القرن التاسع عشر والذي كان آخر مركز للسلطة العثمانية وأصبح الآن متحفا «أشعر باحتواء حقيقي.. وألمس بالتأكيد تجدد الاهتمام». وانهارت الإمبراطورية العثمانية بعد أن انضمت للجانب الخاسر في الحرب العالمية الأولى تحت قيادة محمد الخامس الجد الأكبر لعثمان أوغلو والخليفة قبل الأخير. وأسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية العلمانية على رماد الإمبراطورية. ونُفي نحو 150 من أفراد الأسرة الحاكمة من اسطنبول في عام 1924. وكان سقوط الأسرة التي حكمت ذات يوم من الخليج إلى بوابات فيينا مدويا. وفي المنفى عرفت الأسرة الحاكمة الفقر واليوم ينتشر أفرادها عبر أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط.;
مشاركة :