أكد سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي، العمل على تنفيذ توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في خطابه في دور الانعقاد الـ45 لمجلس الشورى والخاصة بدور ومهام الموظف في القطاع العام وضرورة تنفيذها في القطاع التربوي والتعليمي بدقة، والمتمثلة في عدم تهاون الموظف في أداء متطلبات العمل وضرورة إنجاز مهامه بالوقت المحدد والدقة المطلوبة والنزاهة التامة. وقال الحمادي: ينبغي أن تكتب هذه التوجيهات بماء الذهب لما فيها من صراحة وشفافية لاسيَّما حينما قال سموه: العمل حق، لكن أداء الوظيفة المطلوبة واجب، فحق المواطن علينا هو التعليم والتدريب والتأهيل للعمل وحقنا عليه هو أداء عمله على أحسن وجه. وبصفته مواطناً فإن عليه واجباً إضافياً هو الارتقاء بالعمل والاعتزاز به وتحقيق رسالته في خدمة المجتمع والدولة»، داعيا إلى استلهام روح خطاب سمو الأمير في تجويد عملنا، خاصة أن قطاع التعليم والتربية هو محور بناء الإنسان والمواطن الكفء لقيادة دفة التنمية والنهضة في البلاد. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمس في مركز قطر للقيادات لدى تكريمه مديري المدارس المستقلة الذين أكملوا برنامج التدريب الأساسي -المستوى الثاني- والذي نظمه مركز التدريب والتطوير التربوي بالوزارة بالتعاون والتنسيق مع مركز قطر للقيادات، حيث حضر الاحتفال سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن علي آل ثاني عضو مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمركز قطر للقيادات وكبار المسؤولين بوزارة التعليم والتعليم العالي. كما أعرب سعادة وزير التعليم في مستهل كلمته عن خالص شكره وعظيم امتنانه لأخيه سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن علي آل ثاني عضو مجلس إدارة مركز قطر للقيادات على جهوده الشخصية في دعم التعليم وتوفير برامجه التدريبية لرفع كفاءة القيادات التربوية، لافتاً إلى أن المركز شريك أساسي في عملية تطوير التعليم. وثمن سعادته الدور الذي ظل يقوم به مركز قطر للقيادات في بناء القدرات الوطنية لقيادة العمل التنموي في البلاد تحقيقاً لرؤية قطر الوطنية 2030، من خلال تصميم البرامج التدريبية الهادفة، متعددة التخصصات، ذات الجودة العالية، المتسمة بالشمول والابتكار، والتي تلبي الاحتياجات التدريبية للفئات المستهدفة، وتخدم توجهات الدولة التنموية. وخاطب سعادة وزير التعليم القيادات التربوية في كلمته بقوله: أين موقعنا من هذه التوجيهات، مثمناً مقولة إن قطر تستحق الأفضل من أبنائها، لما تحمله من معانٍ ودلالات وطنية ملهمة، وقال إن سموه ركز على ضرورة تلبية احتياجات المواطن من التعليم والصحة والخدمات الأساسية كماً وكيفاً، ما يلقي على عاتق كافة التربويين مزيداً من المسؤولية. ودعا سعادته مديري المدارس المستقلة على التركيز على قضية جودة التعليم وقال: إن التحدي الذي أمامنا الآن هو كيف نوصل طلابنا إلى الجودة في تحصيلهم الأكاديمي وفي مهاراتهم وفي طريقة تفكيرهم. كما دعاهم إلى ضرورة توفير التعليم النوعي للمواطنين وتوفير كافة الإمكانات للموظفين ليكون لنا حق عليه حتى يتمكنوا من إنجاز مهامهم بالدقة والجودة والانضباط والنزاهة. وقال سعادته: إن مديري المدارس يتحملون مسؤولية كبيرة تتمثل في أمانة الارتقاء بالأجيال لنهضة الوطن أي تأهيل المواطن الكفء في عصر الاقتصاد المبني على الإبداع والابتكار وليس المبني على المعرفة فقط، وقد حث مديري المدارس على بذل الجهود ومضاعفتها لتحقيق آمال وطموحات القيادة الرشيدة، مؤكداً أن مسؤولية الارتقاء بالتعليم مسؤولية مشتركة بين القيادات التربوية بما فيهم وزير التعليم نفسه. ولفت سعادته في كلمته إلى أهمية دور المعلم في العملية التعليمية والتربوية وقال: نحن ندافع عن حقوق المعلمين ما زالوا على الحق متمسكين بالقيم والمثل التربوية، ولكن إذا أخل المعلم بواجباته وانحرف عن أداء رسالته، وعن القيم والسلوك المهني القويم، فلن ندعمه ونطبق عليه النظم واللوائح المعمول بها في هذا الشأن. وفي ختام كلمته دعا سعادة وزير التعليم مديري المدارس إلى توظيف الخبرات والمعارف المكتسبة من هذا البرنامج التدريبي الشامل، في تحسين الأداء الأكاديمي للطلبة من خلال إيجاد البيئة المدرسية الجاذبة، وإقامة الشراكات الفاعلة مع جميع أطراف العملية التعليمية، لاسيَّما مع أولياء الأمور والأسرة، فضلاً عن تعزيز التعاون بين المدارس وتبادل خبراتها وتجاربها وأفضل الممارسات، وتأهيل قيادات الصف الثاني بالمدارس، وعدم التهاون في تطبيق آليات المُساءلة والشفافية فيما يتعلق بالعمل الإداري والتقيد بقيم وأخلاقيات العمل التربوي. كما دعا إلى التدريس بصورة ابتكارية محفزة، تلبي الفروق الفردية لطلابنا، وتكتشف مواهبهم وقدراتهم العقلية وتنميها، وتعزز القيم وتغرس في الطلبة روح الانتماء الوطني وتحدث إضافة نوعية لمهاراتهم. الجدير بالذكر أن البرنامج التدريبي الذي أعده وقدمه مركز قطر للقيادات، تم تنفيذه على ثلاث وحدات تدريبية، شملت الوحدة الأولى مهارات متقدمة في القيادة الاستراتيجية، والوحدة الثانية تطوير أداء وتحصيل الطلبة، بينما شملت الوحدة الثالثة ترسيخ ثقافة التعلم المستمر؛ وذلك بهدف تعريف مديري المدارس على النماذج القيادية التربوية من حيث التركيز على تطوير أداء الطالب وتحصيله وتمكينهم من نشر القيم الأساسية للمدرسة بين الطلبة والمعلمين وقادة المدارس وأولياء الأمور والمجتمع في ضوء القيم الواردة في رؤية قطر 2030. كما استهدف البرنامج إطلاع المعلمين والقادة على المعايير المهنية الوطنية، لفهم الدور الهام الذي يلعبه القائد في تشكيل ثقافة المدرسة ومساعدة الطلبة على تطوير أدائهم، بما في ذلك نظريات التعليم والتعلم التي تعمل على تحسين أدائهم واستخدام استراتيجيات إشراك المعلمين والقادة في تطوير ثقافة تنظيم عمل المدرسة التي تؤدي إلى رفع مستواها.;
مشاركة :