قال عدد من مرشحي التيار المدني الديموقراطي في العراق، إن حظوظهم في الانتخابات المقبلة «ستكون أفضل بسبب إخفاق الأحزاب الدينية الكبيرة في إدارة أمور الدولة»، فيما كان مرشحون آخرون أقل تفاؤلاً وأكدوا أنهم يواجهون «مرحلة صعبة». ويخوض «التيار المدني» الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 30 نيسان (أبريل) المقبل بكتلة واحدة تحمل اسم «التيار المدني الديموقراطي» الذي يضم الحزب الشيوعي وعدداً من التيارات والشخصيات المستقلة. مرشح التيار جاسم الحلفي أعلن أن «فرص التيار الآن أفضل بكثير من الفترات السابقة بسبب فشل النظام الذي بني على الطائفية في بناء دولة المؤسسات، فالتيار الذي يدعو إلى دولة المواطنة يجد صدى أوسع من السابق». وأشار إلى «وجود أمل بتحسن موقع التيار بسبب توحيد عدد غير قليل من المنظمات في هذا الميدان، فضلاً عن قانون الانتخابات الجديد الذي أقره البرلمان ويسمح بصعود بعض الكتل الصغيرة وكذلك واقع الحال في البلاد وفشل التجربة السابقة التي كانت مريرة على المواطن الذي لم يحصل على أي من الأمن والخدمات. لكن كي نكون واقعيين نحن نعلق آمالاً ليست عريضة بسبب ما تمتلكه الأحزاب المنافسة من سلطة ونفوذ». وأعرب عن «أمله في أن يحصل التيار على 5 أو 10 مقاعد قد تساهم في إحداث شيء من التغيير في حال تحالف مع قوى أخرى، وذلك بالاستفادة من تجربة انتخابات مجالس المحافظات السابقة». واكد تعرض «التيار للمضايقات، كان آخرها استبعاد أحد أهم رموزه المرشح مثال الألوسي المعروف بمواقفه الوطنية». وقال عماد الخفاجي، أحد مرشحي التيار: «أعتقد بأن التيار المدني بشكل عام يحتاج إلى بيئة أفضل من التي نعيشها اليوم»، وأشار إلى «وجود أشياء كبيرة تقف في وجه التيار المدني أهمها سيطرة الأحزاب لكبيرة التي تمتلك المال والنفوذ ووسائل الإعلام، ونحن نواجه مرحلة صعبة لأن الخصوم يمتلكون الكثير». وزاد: «كنت أتمنى أن يحصل التيار المدني على ما يستحق ولكن يجب أن نكون واقعيين ، لمرحلة مختلفة وأولويات الناخب مختلفة، فبعض الأحيان يجيش الناخب بالطائفية، في محاولة لسحب البساط من التيار المدني». وزاد «صحيح أن المؤسسة المدنية تؤسس الدولة إلا أن المد الديني أصبح أمراً واقعاً ليس في العراق وحسب وإنما في كل دول المنطقة، إلى درجة أصبح حتى أعداء المد الديني متدينين، وقد أصبح هذا التوجه من المعايير، وهذا نتاج طبيعي لغياب دولة المؤسسات»، ورفض «ربط الحالة بمتغيرات المرحلة، لأن المعايير الدينية كانت حاضرة في مراحل العراق السابقة كما كان في عهد نظام الرئيس السابق صدام حسين الذي كان يعتبر من التيار المدني إلا أنه هو من خط بيده «الله أكبر» على العلم العراقي، وهو من أطلق الحملة الإيمانية، وحتى أسماء المعارك التي كان يخوضها دينية، لهذا لا نستطيع أن نلوم العراقيين». ولفت إلى أن «هناك من استثمر هذا التوجه للحصول على الحقوق، فالكثير انتمى إلى بعض التيارات الدينية ليس من منطلق إيمان وإنما محاولة للحصول على الحقوق». وزاد: «نتمنى كتيار أن تكون لدينا دولة مؤسسات فيها المسجد والكنيسة إلا أن المؤشرات تؤكد أن ذلك صعب في المرحلة الحالية». العراقالتيار المدني العراقي
مشاركة :