قد يبدو منظر فتاة سعودية تسير على منصة عرض الأزياء «غير مألوف» في مجتمع يوسم بـ«المحافظ»، إلا أن سعوديات عدة امتهن عرض الأزياء، ليصل بعضهن إلى منصات العرض العالمية بأزياء صممها عالميون. وبرزت عارضة الأزياء روزانا التي اشتهرت باسم «روز» وعرفت بـ«باربي الخليج» في مواقع التواصل الاجتماعي. بدأت عملها في السعودية وانتقلت بعد ذلك إلى أميركا لتصبح أول عارضة أزياء سعودية تحقق شهرة عالمية. وأوضحت «روز» في وقت سابق لـ«الحياة»، أنها لا تفضل العروض الحية، ولم تشارك في عروض الأزياء المباشرة، بل تفضل جلسات التصوير الخاصة في الأزياء عامة، لافتةً إلى أنها تطمح أن ترتدي لـ«كل المصممين والمصممات العالميين من دون استثناء». وتعد الشابة أضواء الرويس من أوائل عارضات الأزياء السعوديات، تقف أمام الكاميرا بثقة لتعرض أزياء عالمية، ساعدتها ملامحها العربية وأنوثتها على الظهور في هذا المجال. فيما أشارت عارضة الأزياء السعودية خولة العنيزي خلال حديثها إلى إحدى القنوات الإعلامية الخليجية، إلى أن «الكثير من الفتيات السعوديات يرغبن في العمل عارضات أزياء، إلا أن الخوف من مواجهة المجتمع يقف في طريقهن». واعتبر مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن عارضات الأزياء السعوديات «يسئن إلى صورة المجتمع السعودي المحافظ». فيما عبّر آخرون عن تأييدهم لـ«حماية الحريات الشخصية، وحقوق المرأة في شكل عام». وحضور السعوديات في عالم الأزياء لا يقتصر على العرض، إذ حصدت تصاميم لسعوديات شهرة إقليمية وعالمية، منهن: رزان العزوني التي حظيت بفرصة تلبيس بعض المشاهير في أميركا. والمصممة ريم الكنهل، التي تميزت تصاميمها بـ«روح عصرية وجريئة»، استلهمت مِن ثقافة وحضارة الجزيرة العربية، وتعرض تصاميمها في باريس. ولفتت المصممة الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، صاحبة علامة «baraboux official» انتباه عالم الأزياء العالمي والإقليمي، بسبب ذوقها اللافت في اختيار أنواع الجلد الفخمة وإدخالها في تصاميم حقائب عصرية وعملية. ولاقت تصاميم نورة آل شيخ إعجاب الوسط الفني في لوس انجليس، إلى جانب مصممات ذاع صيتهن مثل مشاعل الفارس، وزاكي بن عبود التي تُلقب «أميرة الموضة» وحصلت على جائزة الأوسكار «الشمس الذهبية» في مهرجان ميلانو الثقافي، وأيضاً إلهام اليوسف، وفوزية النافع، وغدير أفغاني، وحنان المدني. إلى ذلك، حصدت المتدربة السعودية شهد ناصر المالكي الميدالية الفضية في مهارة تقنية الأزياء في مسابقة «المهارات الخليجية» ايار (مايو) الماضي، وسط منافسة قوية بين 80 شاباً وفتاة من الخليج على ثماني جوائز في مجال المهارات، ضمن مسابقة المهارات الخليجية الرابعة، التي استضافتها السعودية بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي ونظمتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ممثلة في الأمانة العامة للمسابقة الوطنية للمهارات بالتعاون مع الكلية التقنية في الدمام، وذلك في مركز «سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية» في الخبر (سايتك). وأعلنت لجنة تصميم الأزياء في الغرفة التجارية الصناعية في جدة في أيلول (سبتمبر) الماضي، عن إطلاق ثلاثة مشاريع، تتمثل في أكاديمية لتأهيل وتدريب 1000 فتاة سعودية سنوياً للعمل في قطاع صناعة الأزياء، وإقامة مصنع يُدار بأيدٍ وطنية، يجمع المبدعات وصاحبات المشاريع الصغيرة، إضافة إلى تدشين سوق دائمة للأزياء المحلية، وذلك بهدف «رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، للحد من استيراد الملابس، التي تسيطر على 90 في المئة من حجم السوق».
مشاركة :