أعلنت موسكو «هدنة إنسانية» جديدة لمدة عشر ساعات غداً الجمعة، في ما وصف بأنه «الفرصة الأخيرة» لدفع المسلحين في أحياء حلب الشرقية للخروج من المدينة. وتحدثت وزارة الدفاع الروسية عن «تحرير 12 ألف كيلومتر في سورية من أيدي الإرهابيين». وأكدت أن القوات الروسية والسورية «كبدت المسلحين خلال الأيام الأخيرة خسائر فادحة»، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تريد تعاوناً «صادقاً» من أجل التوصل إلى حل سياسي في سورية. وقال لافروف في مستهل زيارة رسمية إلى اليونان: «نأمل أن يتوصل شركاؤنا إلى الخلاصات الضرورية لنعمل جميعاً من أجل تعاون صادق، على أمل التوصل إلى عملية سياسية تشارك فيها الحكومة والمعارضة». لكنه شدد على ضرورة أن تساعد واشنطن في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يندد بدعم المجموعات المتطرفة. واتهم واشنطن بأنها «لا تنفذ تعهداتها ومنذ عام تقريباً لا نزال ننتظر تطبيق الأقوال». وكان الجيش الروسي أعلن عن «هدنة إنسانية» جديدة في حلب لمدة عشر ساعات الجمعة، في وقت تدور معارك عنيفة بين قوات النظام السوري المدعومة من موسكو وفصائل المعارضة في المدينة. وقال رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف إن بلاده «لم تعد تنتظر من واشنطن تنفيذ تعهداتها بفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين». وزاد: «بما أن زملاءنا الأميركيين عاجزون عن فصل المعارضة عن الإرهابيين، فإننا نتوجه مباشرة إلى قادة جميع المجموعات المسلحة وندعوهم إلى وقف المعارك والخروج من حلب بأسلحتهم»، محدداً مهلة لذلك تنتهي بحلول مساء الجمعة. واعتبرت أوساط عسكرية روسية الإعلان «فرصة أخيرة» للمسلحين لوقف هجماتهم الحالية ومغادرة المدينة. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنه «سيُسمح لمقاتلي المعارضة بالخروج من المدينة سالمين بأسلحتهم بين الساعة التاسعة صباحاً والسابعة من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي، من خلال ممرين أحدهما يتجه إلى الحدود مع تركيا والآخر إلى مدينة إدلب، وتعهدت بانسحاب القوات السورية من هذين الممرين. كما أشارت إلى وجود ستة ممرات إضافية ستكون مخصصة لعبور المدنيين الراغبين بمغادرة حلب. وفي إشارة إلى الهجمات الأخيرة التي شنتها المعارضة السورية المسلحة، قالت الوزارة إن «مقاتلي المعارضة داخل حلب تكبدوا خسائر فادحة خلال القتال وإنهم محاصرون بشكل فعلي وليست لديهم فرصة للخروج بالقوة من المدينة». وأضافت :»كل محاولات مقاتلي المعارضة تحقيق انتصار في حلب باءت بالفشل». وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن أمس، أن القوات الروسية والجيش السوري الحكومي، «ينفذان بفعالية مهامهما في سورية». وقال خلال اجتماع هيئة وزراء الدفاع المشتركة في بيلاروسيا: «نتيجة الفعاليات المشتركة بين القوات الروسية والقوات الحكومية السورية، تم تحرير أكثر من 12 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية من الإرهابيين، وانضم سكان 900 بلدة سكنية تقريباً إلى العملية السلمية». على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن رئيسي أركان الجيشين الروسي والتركي فاليري غرياسيموف وخلوصي أكار اجتمعا الثلثاء في موسكو لمناقشة النزاع السوري. وقالت الوزارة في بيان إن «مسألة تسوية النزاع السوري بما في ذلك تطبيع الوضع في حلب، نوقشت خلال اللقاء»، مشيرة إلى أن «تبادل وجهات النظر» بين الجنرالين اتسم «بالانفتاح». وأوضح البيان أن الجنرال غيراسيموف اطلع محاوره التركي على جهود روسيا «لتحسين الوضع الإنساني في حلب»، مشيراً إلى أنه تم التطرق أيضاً إلى الوضع في الموصل في العراق.
مشاركة :