العراق: نازحو الموصل يحفرون قبورهم في الصحراء

  • 11/4/2016
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

الموصل - وكالات: تسببت العمليات العسكرية الجارية حالياً لتحرير الموصل في نزوح الآلاف من سكان المدنية هرباً من جحيم داعش وممارسات الحشد الشعبي المتوقعة وقد نزح أمس المئات من المدنيين من منطقة كوكجلي في شرق الموصل، في أكبر عملية نزوح منذ بدء المعركة التي بدأت في 17 أكتوبر الماضي، بدعم جوي وبري من التحالف الدولي لمحاربة داعش.. ووفقاً لـ"رويترز" لا يزال 1.5 مليون شخص يعيشون في الموصل، ووسط صحراء قاحلة على الحدود العراقية السورية تنتشر عشرات العائلات الفارة من الموصل، شمالي العراق، وهناك أطفال يحاول آباؤهم توفير مأمن لهم من البرد والدواب والحشرات، حيث لا أشجار يستظلون بها، ولا ماء يذهب عنهم شيئاً من التراب الذي صار فراشاً لأجسادهم الصغيرة الواهنة. ويظهر فيديو تناقله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، العائلات وهي تحفر خنادق في الأرض، قال أحدهم عنها إنها قبور لهم متى يموتون، ومنام أيضاً. وبحسب ما ذكره النشطاء فإن الإدارة المحلية منعت تلك العوائل من الدخول إلى الحسكة عبر معبر رجم صليب، ما اضطرهم إلى البقاء في الصحراء، ومقاومة ظروفها القاسية دون أي معونة، وقد شاهد أحد المراسلين الأجانب رجلاً كان يجلس إلى حفرة وضع فيها أطفاله الستة، وغطاهم بغطاء حيث قال إنه حصل عليه من أحد الفارين الموجودين في الصحراء، مبيناً: "في أثناء الليل ينزل علينا المطر ويكون الجو بارداً فيما ترتفع حرارته ليلاً". وأكد الرجل أن الصغار أصابهم المرض، مشيراً إلى طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها ثلاثة أعوام، بدت على رأسها بقعة غريبة، قائلاً: "أصابها الجرب". ويتضح من خلال الفيديو الذي بثه أحد المواقع الإخبارية أن الناس باتوا مؤمنين بأن الموت مقبل عليهم، إذ قال الرجل:"لا طعام ولا شراب لدينا، من يموت فليمت ومن يطيب (يشفى) فليطب"، مستطرداً: "البارحة ماتت بنت؛ بسبب البرد والجوع"، مشيراً إلى أنه مضى على وجودهم في وسط الصحراء خمسة عشر يوماً. وظهرت على شريط الفيديو امرأة وهي تقف داخل حفرة بعرض نحو مترين وطول خمسة أمتار، وقد جعلت من البطانيات سقفاً يغطي الحفرة التي كانت بعمق 40 سنتمتراً تقريباً، وتحمل الرياح بهبوبها التراب، ذلك هو حال الصحراء، في حين يغطي ملتحفو الصحراء وجوههم حفاظاً عليها من تلك الأتربة، ذلك ما يظهره المقطع المصور. وأشار رجل مسن إلى حفرة غطاها ببعض الأغطية، وذكر أن في داخلها عائلته، وكان يظهر رأس طفل صغير ينظر إلى خارجها. قال الرجل: "احفر قبرك وأنت طيب (حي ترزق) ونَم فيه". وأضاف أن بالإمكان تعرض الصغار لأي حيوان أو دواب، مستصرخاً ضمير العالم والأمم المتحدة أن تنقذهم مما هم فيه.

مشاركة :