صعدت فصائل المعارضة السورية اليوم (الخميس) هجومها الذي بدأته قبل أسبوع على الأحياء الغربية من مدينة حلب، في وقت أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أنها ستقود معركة طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من الرقة، معقله في سورية، من دون مشاركة تركيا. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، إن فصائل المعارضة «فجرت ثلاث سيارات مفخخة عند مداخل الأحياء الغربية في محاولة للتقدم مجدداً». وذكر عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين زنكي» المشاركة في الهجوم ياسر اليوسف: «الهجوم بدأ بمفخختين على تجمعات وميليشيات الأسد في حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة»، وأضاف: «حرب الشوارع مستمرة ومستعرة». ويسعى مقاتلو المعارضة إلى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء الشرقية، ما يمكنهم من فتح طريق الى المناطق الخاضعة الى سيطرتهم في ريف حلب الغربي. وقالت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) إن "12 مدنياً قتلوا وأصيب أكثر من 200 بجروح في قصف الفصائل المعارضة"، فيما أفاد «المرصد» من جهته عن مقتل «14 مدنياً، من بينهم أربعة أطفال». ومن جهة ثانية، قال «المرصد» إن فصائل من المعارضة المسلحة خاضت معارك ضد بعضها البعض في حي الأنصاري وحي صلاح الدين المجاور وهما يقعان قرب خط المواجهة مع المناطق الخاضعة للقوات الحكومية في شرق حلب المحاصر، مؤكداً أن «الجماعات المتشددة نجحت في السيطرة على غالبية المواقع والأسلحة من جماعة فاستقم واحتجزت مقاتلين منها». لكن المسؤول في جماعة «فاستقم» قال إن موقفها ليس بهذا السوء، موضحاً أن مقاتلين من جماعات «جبهة فتح الشام» و«نور الدين الزنكي» و«أبو عمارة» حاولوا السيطرة على مواقع وأسلحة منها. وقال مسؤول من المكتب السياسي لجماعة «نور الدين الزنكي» إن الاشتباكات انتهت وإن جهوداً تبذل لحل الخلاف. وتأتي التطورات العسكرية الأخيرة عشية هدنة أعلن عنها الجيش الروسي من جانب واحد في حلب لمدة عشر ساعات تبدأ عند الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي 7.00 بتوقيت غرينيتش. وبعيداً من جبهة حلب، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، وابرز مكوناتها وحدات حماية الشعب الكردية، انها ستقود عملية تحرير مدينة الرقة. وقال الناطق باسم هذه القوات طلال سلو في مؤتمر صحافي في مدينة الحسكة (شمال شرق): «سنشهد حملة بقيادة قوات سورية الديموقراطية لمدينة الرقة المحتلة من تنظيم داعش الارهابي، إلا أن الوقت لم يحدد بعد»، موضحاً ان تركيا غير مشاركة. وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، قال أمس إن الولايات المتحدة تواصل المشاورات مع حليفتها تركيا، في شأن الدور الذي ستقوم به في عملية السيطرة على مدينة الرقة، بعد أيام من إعلان تركيا أنها ترغب في أن تبدأ عملية الرقة بعد حملة استعادة الموصل واكتمال عمليات «درع الفرات». وأضاف كارتر: «سنواصل الحديث مع تركيا في شأن دورها في السيطرة في نهاية المطاف على الرقة، لكننا نمضي قدماً الآن في العملية وفقاً لخطتنا». وكان كارتر أشار الأسبوع الماضي، الى أن واشنطن تتوقع أن تتداخل عملية الرقة مع المعركة الجارية لاستعادة الموصل من يد «داعش». وتابع وزير الدفاع الأميركي: «ننوي الذهاب إلى هناك قريباً بالقوة القادرة على عمل ذلك وتطويق مدينة الرقة... والسيطرة النهائية على الرقة... ونواصل الحديث مع تركيا في شأن ذلك وفي شأن دور محتمل لتركيا في ذلك في وقت لاحق». وأوضح كارتر أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية سيتم إدراجهم كجزء من القوة لعزل المدينة السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم. وقال مسؤولون أميركيون في السابق، أن من المتوقع أن تكون قوات عربية هي القوات التي ستستعيد المدينة نفسها. وتعتبر الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب» حليفاً في قتالها ضد «داعش»، لكن تركيا تعتبرها منظمة إرهابية بسبب صلتها بالمتشددين الأكراد الذين يشنون حملة مسلحة في تركيا منذ ثلاثة عقود. قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر أمس لوفد من نواب البرلمان السويسري زائر، إن إيران تقود حالياً قوات قوامها نحو 25 ألف مقاتل في سورية تم تجنيد غالبيتهم من أفغانستان وباكستان. وتابع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست ديختر، إن «القوات المدعومة من إيران تركز على محاربة مقاتلي المعارضة المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد وليس على قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».
مشاركة :