جاء 132 مدربا ومدربة إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ليرووا حكايا تجاربهم الفنية والإبداعية من خلال فعاليات مهرجان "حكايا مسك"، التي تنظمها مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية، إلى شبان وشابات كثر شغفتهم الفنون حبا، ويبحثون عمن يملكون الخبرة والتجربة العملية، ليرسموا لهم خريطة طريقة إلى الإتقان والتميز. توزع المدربون والمدربات على أقسام المهرجان الأربعة "محترف الكتابة" و"ساحات الرسم" وقسم "الانيميشن" واستديو الإنتاج، الموجهة إلى الشبان والشابات من سن 15 إلى 35 عاماً (يضاف إليها قسم "المؤلف الصغير" للأطفال من سن السابعة إلى 14 عاما)، وتوالوا في تقديم ورش العمل والعروض التدريبية في المنصات والقاعات الموجودة في تلك الأقسام، ليقدموا خلاصة تجاربهم الشخصية في مجالات الكتابة، والرسم، و"الانيميشن"، والإنتاج، إلى زوار المهرجان. توزع المدربون والمدربات على أقسام المهرجان وتوالوا في تقديم ورش العمل والعروض التدريبية. تصوير: غازي مهدي- «الاقتصادية» وتعد أريج شبانة، المحاضرة في كلية جدة للإعلام، واحدة من الـ132 مدربا ومدربة، جاءت بدورها لنقل تجربتها في المجال الفني إلى أجيال لاحقة لجيلها، بتقديم ورش عمل عن رسم البورتوريه ورسومات الانيميشن ورسم الطبيعة الصامتة. وامتدحت شبانة في حديثها إلى "الاقتصادية"، جاهزية القاعات المخصصة لورش العمل، وتوافر التقنيات الحديثة فيها، إلى جانب توافر جميع الخامات اللازمة، والإضاءة المناسبة، وشاشات العرض، واصفة القاعات بأنها كانت "مريحة جداً للمتدربات، وساعدت على إثارة اهتمام المتدربات المشاركات في تلك الورش". وأشارت إلى مشاركة متدربات من أعمار متفاوتة في ورش العمل التي قدمنها، وأبدين جميعا رغبة كبيرة في التعلم، لدرجة طلبهن منها كمدربة أن تتيح لهن فرصة رسم "استكشات"، وأن تراقب أعمالهن وتقوّم مدى جودتها، وإيضاح الملاحظات حولها لتلافيها مستقبلاً. وأكدت شبانة أن ورش العمل كانت مفيدة جداً للمتدربات، ولا سيما أن المدربات حرصن على التنبيه على الأخطاء المتكررة التي قد يقعن فيها عند تنفيذ أعمالهن الفنية، ونقل المعلومات المفيدة لهن من واقع التجارب السابقة للمدربات. «تشهد المنصات الإلهامية مشاركة عديد من المبدعين كل بحسب مجاله، للتحدث عن مثل هذه الفنون بأساليب ملهمة للزوار. وشاركت أيضاً حنان القرني، خريجة الصيدلة في تقديم تجربتها الفنية، ولكن ليس في مجال تخصصها الصيدلي، وإنما في مجال "كتابة المقال"، المجال الذي تمرست فيه من خلال الكتابة في مواقع التدوين العام، مثل: مواقع "المقال" و"التقرير" و"إيوان". وأوضحت القرني أن مشاركتها في مهرجان "حكايا مسك" بدأت منذ نسخته الأولى في الرياض، بعد التواصل معها بواسطة مؤسسة "الكاتب المساعد" لتقديم ورش عمل عن كتابة المقال، تنقل من خلالها تجربتها في مجال الكتابة إلى الراغبات في تعلمها واحترافها. ووصفت تفاعل زائرات المعرض مع ورش العمل بالمتفاوت، فبينما رأت أن تفاعل الطالبات الجامعيات اللاتي حضرن تلك الورش كان رائعاً، من خلال متابعتهن باهتمام للعرض المقدم في الورشة، فضلت طالبات التعليم العام على أن يقضين وقتاً وجيزاً داخل ورش العمل ويغادرن قبل انتهائها، لارتباطهن غالباً بمواعيد العودة عبر الحافلات إلى مدارسهن. وفيما أكدت القرني أن التجهيزات المتوافرة في مواقع ورش العمل ساعدت في إنجاح تلك الورش، خصوصاً السماعات التي ساعدت على الحد من تأثير الضجيج الناتج عن كثرة الزائرين للمعرض على تقديم ورش العمل، عبرت عن أملها في تحسين الوضع بشكل أكبر في المرات المقبلة. ولفتت إلى بعد موقع المهرجان عن وسط مدينة جدة، مقارنة بموقع نسخته الأولى، ولذلك لم يكن الحضور بالمستوى نفسه، كما حصل في الرياض، حيث شهد المهرجان إقبالاً كبيراً وزحاماً شديداً من الزوار في الفترتين الصباحية والمسائية، وتمنت أن يكون موقعه في المرة المقبلة داخل مدينة جدة، ليسهل وصول الزوار إليه. يتيح قسم «ساحات الرسم» للزوار فرصة تصميم رسومات تحاكي أفكارهم. وبالعودة إلى أقسام المهرجان، والتي تبدأ بقسم "محترف الكتابة"، يصادف الزوار ممن يحملون أفكاراً بحاجة إلى طرق سليمة للتعبير عنها، مدربين متخصصين لتدريبهم على اكتشاف طرق لصياغة تلك الأفكار والتعبير عنها، سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في تأليف العبارات القصيرة المؤثرة، ليصلوا إلى إمكانية تأليف رواية كاملة. بينما يتيح قسم "ساحات الرسم" للزوار فرصة تصميم رسومات تحاكي أفكارهم التي كتبوها سابقاً في محترف الكتابة، ليتجهوا بعد ذلك إلى معمل "الأنيميشن" للتدرب على تحريك تلك الرسومات، واختيار الطريقة الملائمة لدبلجة الأصوات، لتنتهي رحلة الزائر المعرفية بالوصول إلى قسم "استوديو الإنتاج" الذي بدوره يساعدهم على تعلم فنون الإنتاج المرئي لأي مجال يرغبون فيه. ويؤكد يوسف الحمادي، مدير الإعلام والنشر في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك"، أن المؤسسة حرصت على اختيار شركات متخصصة في مجالات الكتابة، والرسم، و"الأنيميشن"، والإنتاج المرئي، ممن يملك أصحابها تجارب ناجحة، للمشاركة في المعرض ونقل خبراتهم وتجاربهم إلى الزوار، مشيراً إلى وجود ثماني شركات في كل قسم، عدا قسم الرسم الذي يعتمد على مشاركة رسامين مبدعين. وقال الحمادي: "تشهد المنصات الإلهامية مشاركة عديد من المبدعين كل بحسب مجاله، للتحدث عن مثل هذه الفنون بأساليب ملهمة للزوار، فضلاً عن عقد ورش عمل يقدمها المدربون من أصحاب الشركات". وبيّن أن ورشة العمل الواحدة تستغرق 45 دقيقة، كما يتاح المجال أمام الراغبين في التعلم أكثر للتواصل مع المدربين، كما تهتم الشركات المشاركة باستقطاب المواهب اللافتة من الزوار في كل مجال، على غرار ما حدث في مهرجان "حكايا مسك" في نسخته الأولى في الرياض. ولفت إلى أن القسم الخامس من الأقسام الإبداعية في المهرجان يتضمن فعالية "المؤلف الصغير"، التي تستهدف الأطفال من سن السابعة إلى 14 عاماً، التي تتيح لهم فرصة كتابة وتصميم وإخراج قصصهم الخاصة بهم، ومن ثم طباعتها في اللحظة نفسها.
مشاركة :