الحرب الثالثة بين الحقيقة والوهم

  • 11/4/2016
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

منتصف الأسبوع وتحديداً يوم الاثنين الماضي بثت وكالة الصحافة الفرنسية خبراً مفاده أن نصف المواطنين الروس يخشون من أن تؤدي حملة القصف التي تشنها بلادهم في سورية إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، وذلك عطفاً على استطلاع أجراه مركز متخصص. هناك من يشاطر المواطنين الروس مخاوفهم وقد يكون لهم الحق في ذلك، فما يجري في سورية من الممكن أن يكون شرارة لاندلاع حرب عالمية ثالثة من تجييش الجيوش ووجود الأساطيل والأهم من ذلك كله التباعد بين مواقف القوى الكبرى المتمثلة في الولايات المتحدة وروسيا اللتين تمسكان بزمام ملف الأزمة السورية وإن كان انخراط روسيا أكبر بكثير من الانخراط الأميركي في تلك الأزمة. كما نرى أن جل ما يهم أميركا في الأزمة السورية أن تحقق معادلة الأمن لإسرائيل وهو أمر يتحقق على أرض الواقع حالياً وأيضاً في السابق، فخلال خمسة وأربعين عاماً منذ انقلاب العام 1970 وما بعده من سنوات كانت (إسرائيل) آمنة مطمئنة على جبهتها الشمالية حيث لم تطلق رصاصة واحدة خلال تلك الفترة وما تلاها والأسباب معروفة. أما روسيا فلها مصالح في سورية لن تتنازل عنها فهي استراتيجية وتدخل في عمق الأمن القومي الروسي، كون روسيا تريد منفذاً على المياه الدافئة وعلى البحر الأبيض المتوسط تحديداً وليس لديها أي استعداد أن تتنازل عن قاعدتها البحرية في طرطوس أو اللاذقية تحت أي ظرف من الظروف، وانخراطها في الحرب الدائرة في سورية بهذه القوة يعطينا دلالة واضحة عن أهمية ذاك الانخراط. المخاوف التي يتقاسمها الروس مع الآخرين بشان احتمال أن تكون الحرب في سورية إرهاصة الحرب العالمية الثالثة لها ما يبررها، فالحربان الأولى والثانية نشبتا لأسباب أقل أهمية مما يحدث الآن، والآلة العسكرية أصبحت اكثر تطوراً وأكثر فتكاً من سابقاتها، وأي خطأ أو عن عمد يحدث في ظل التباعد في المواقف واختلافها واحتقانها قد يؤدي ألى نشوب تلك الحرب لا قدر الله. نتمنى أن تكون الحكمة سيدة الموقف سواء في الأزمة السورية أو غيرها من الأزمات حتى يتم وضع حلول مناسبة تخفف من الاحتقان وتجنح إلى السلم، فقيام حرب بوجود أسلحة الدمار الشامل يعني أن فناء العالم لن يكون بالأمر المستبعد.

مشاركة :