2016/11/03 إطلاق ميليشيات الحوثي صاروخاً بالستياً باتجاه المدينة المقدسة مكة المكرمة، يأتي ليؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك، أن هذه الميليشيات تهدف إلى جر المنطقة لحرب إقليمية، ويؤكد أيضاً أن هذه الجماعة قد فقدت البَوْصَلَة ولم تدرك حقيقة هذا الجرم، باعتبار أن الحرمين الشريفين خط أحمر، وأن التعرض لهما يعد جريمة عظيمة. وما يمكن قراءته من هذا الحدث الأليم، وهي قراءة لا تغيب عن كل متابع سياسي فطن لما يدور في منطقة الشرق الأوسط، أن الحوثيين يسيرون على خطى إيران التي تحركهم، والتي أثبتت في مرات سابقة، أنها لا تراعي قدسية الحرم المكي، وأن رسالة الحوثي كانت أن ما لم تخربه إيران، نستطيع نحن ضربه بصاروخ، وبالتالي، فإن المراد من استهداف مكة المكرمة، هو ترجمة ما أعلنته إيران من أن المملكة العربية السعودية لا تستطيع توفير الأمن في المدينة المقدسة، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، وقوف إيران خلف هذا العمل الإجرامي الجبان. والمملكة العربية السعودية، حين تعرض للرأي العام العالمي وقائع هذا الحدث المفزع، الذي لا تقره أي أعراف دولية، ولا منظمات حقوقية، تؤكد صواب موقفها في وقوفها مع الحكومة الشرعية في اليمن، ضد ميليشيا هدامة لا تراعي حرمة أقدس مكان للمسلمين، ولا مشاعر مليار ونصف مليار مسلم. ونحن كمواطنين نعلن التفافنا حول قيادتنا، وتأييدنا لها في كل ما تتخذه من إجراءات وتدابير أمنية، حماية لهذا الوطن وأبنائه. كما نرفع أكفنا تحية وإجلالاً لقوات التحالف الداعمة للحكومة الشرعية، التي تصدت بكل بسالة واقتدار، لاعتراض وتدمير الصاروخ البالستي الذي كان متجهاً إلى مكة المكرمة على بعد خمسة وستين كيلومتراً فقط منها، وقيامها بقصف موقع إطلاقه، ونثق ثقة كاملة بمصداقية ما يرد منها، ولا نلتفت لما يحيكه البعض من المحسوبين على الإسلام والمسلمين، من أخبار وتلفيقات لا أساس لها من الصحة. أسأل الله تعالى، أن يحمي وطننا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار. * عضو مجلس الشورى النائب السابق لمدير عام الاتصالات السلكية واللاسلكية بوزارة الداخلية