صعدت فصائل المعارضة السورية أمس الخميس (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) هجومها الذي بدأته قبل اسبوع على الاحياء الغربية في حلب، وأطلقت عشرات القذائف التي قتل جراءها 12 مدنيا، وذلك عشية هدنة من عشر ساعات أعلنتها موسكو من جانب واحد. على جبهة اخرى، اعلنت قوات سوريا الديموقراطية، التحالف الكردي العربي المدعوم من واشنطن، انها ستقود معركة طرد الجهاديين من الرقة في سوريا، من دون مشاركة تركيا. وتدور منذ 28 تشرين الاول/اكتوبر اشتباكات عند أطراف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب إثر هجوم شنته فصائل مقاتلة بينها مجموعات اسلامية وجهادية (جبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقا قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، وحركة احرار الشام). وتراجعت حدة المعارك خلال الايام الماضية لتتصاعد مجددا صباح الخميس مع إطلاق الفصائل "مرحلة جديدة" من الهجوم الهادف الى فك حصار تفرضه قوات النظام منذ أكثر من ثلاثة أشهر على الاحياء الشرقية. وقال ابو حمزة، أحد المقاتلين، عند الاطراف الغربية لمدينة حلب لوكالة فرانس برس "بدأت المرحلة الثانية من فك الحصار عن حلب بالتمهيد المدفعي الثقيل". واظهر شريط فيديو لفرانس برس عند أطراف الاحياء الغربية اعمدة الدخان تتصاعد في مناطق الاشتباكات وسط اصوات انفجارات وصيحات المقاتلين "الله أكبر". وظهر في الشريط مقاتلون يقفون بالقرب من دراجات نارية في حقل زيتون يتفقون على سير العملية. ثم ينطلقون على متن دراجاتهم النارية على طريق اشعلت الفصائل على اطرافها الاطارات لحجب رؤية الطائرات الحربية. وكانت الفصائل استطاعت بعد ساعات على إطلاق هجومها قبل اسبوع من السيطرة على الجزء الاكبر من منطقة ضاحية الاسد من دون ان تحقق بعدها اي تقدم يذكر. وكالعادة، مهدت الفصائل المعارضة لهجومها الجديد بإطلاق عشرات القذائف على الاحياء الغربية، ما أسفر عن سقوط "12 شهيدا وأكثر من 200 جريح"، وفق ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). كما نقل التلفزيون الرسمي اصابة ثمانية اشخاص بالاختناق "نتيجة إطلاق التنظيمات الارهابية غازات سامة" غرب المدينة. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن ارتفاع عدد القتلى الى "15 مدنيا، بينهم اربعة اطفال"، وكان افاد في وقت سابق عن 14 قتيلا. ومنذ بدء هجومها أطلقت الفصائل مئات القذائف والصواريخ على الاحياء الغربية ما أسفر حتى الآن عن مقتل حوالي 69 مدنيا، وفق حصيلة للمرصد السوري. "حرب شوارع" وتدور المعارك الاكثر عنفا الخميس عند أطراف حي حلب الجديدة حيث فتحت الفصائل جبهة جديدة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "فجرت الفصائل ثلاث سيارات مفخخة عند أطراف الاحياء الغربية في محاولة للتقدم مجددا". وذكر عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي المشاركة في الهجوم ياسر اليوسف لفرانس برس ان "الهجوم بدأ بمفخختين على تجمعات وميليشيات الاسد في حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة". واضاف ان "حرب الشوارع مستمرة ومستعرة". ويسعى مقاتلو المعارضة الى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء الشرقية، ما يمكنهم من فتح طريق الى المناطق الخاضعة لسيطرتهم في ريف حلب الغربي. وتأتي التطورات العسكرية الاخيرة عشية هدنة أعلن عنها الجيش الروسي من جانب واحد في حلب لمدة عشر ساعات تبدأ وفق الجيش السوري عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (7,00 ت غ). وكانت روسيا أعلنت الشهر الماضي ايضا عن هدنة انسانية من طرف واحد استمرت ثلاثة ايام وانتهت في 22 تشرين الاول/اكتوبر من دون ان تحقق هدفها بإجلاء جرحى او مدنيين ومقاتلين راغبين بالخروج من الاحياء الشرقية. وعلق الجيش الروسي منذ تلك الهدنة غاراته على الاحياء الشرقية للمدينة، ولا تتركز حاليا سوى على مناطق الاشتباكات في غرب حلب. من ناحية ثانية قتل عشرة مدنيين بينهم سبعة اطفال وامرأتان في غارات شنتها طائرات تابعة للنظام او لحليفته موسكو على قرية ميزناز في ريف حلب الغربي، كما افاد المرصد السوري. تحرير الرقة وبعيدا عن جبهة حلب، اعلنت قوات سوريا الديموقراطية، وأبرز مكوناتها وحدات حماية الشعب الكردية، انها ستقود عملية استعادة مدينة الرقة. وقال المتحدث باسم هذه القوات طلال سلو في مؤتمر صحافي في مدينة الحسكة (شمال شرق) "سنشهد حملة بقيادة قوات سوريا الديموقراطية لمدينة الرقة المحتلة من تنظيم داعش الارهابي، الا ان الوقت لم يحدد بعد". واكد سلو ردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول مشاركة تركيا في العملية، "تم حسم الموضوع مع التحالف بشكل نهائي (...) لا مشاركة لتركيا". واعلنت انقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة "ارهابية"، مرارا نيتها المشاركة في عملية تحرير الرقة دون مشاركة الاكراد. ومنذ تشكيلها قبل حوالي عام، نجحت قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي في طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مناطق عدة في سوريا. وكانت الرقة اولى المدن الكبرى التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وتعد الوجهة الاساسية للمقاتلين الاجانب الذين ينضمون الى صفوف التنظيم بعد عبورهم الحدود من تركيا. ومنذ بدء الهجوم على الموصل حيث معقل تنظيم الدولة الاسلامية الاكبر في العراق، أعلن مسؤولون في التحالف الدولي ان الوجهة المقبلة للحرب على الجهاديين ستكون الرقة.
مشاركة :