حلب - بدأ سريان هدنة إنسانية جديدة أعلنت عنها روسيا من جانب واحد في مدينة حلب السورية عند الساعة التاسعة صباح الجمعة بالتوقيت المحلي على أن تستمر لعشر ساعات بهدف إجلاء مقاتلين ومدنيين راغبين بمغادرة الأحياء الشرقية المحاصرة. وسيتم إجلاء الراغبين عبر المعابر الثمانية، بينها اثنان للمقاتلين، التي جرى تحديدها خلال الهدنة الروسية السابقة في تشرين الأول/أكتوبر والتي استمرت ثلاثة أيام من دون أن تحقق هدفها بخروج جرحى أو مدنيين ومقاتلين. ودعا الجيش السوري مقاتلي الفصائل ومن يرغب من مدنيين إلى الخروج من الأحياء الشرقية. وأكد انه "من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء ستكون جميع المعابر الإنسانية المعلنة سابقا مفتوحة لخروج المسلحين ومن يرغب من المدنيين". وحث الجيش السوري مقاتلي الفصائل على "وقف الأعمال القتالية ومغادرة المدينة مع أسلحتهم الفردية عبر معبر الكاستيلو شمالا ومعبر سوق الخير - المشارقة باتجاه ادلب"، أما المعابر الستة الأخرى فهي مخصصة مثل السابق لخروج المدنيين والجرحى والمرضى. وعلق الجيش الروسي في 18 تشرين الأول/أكتوبر، أي قبل يومين من الهدنة الإنسانية السابقة، غاراته على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ولا تتركز حاليا سوى على مناطق الاشتباكات في غرب المدينة. وتدور منذ 28 تشرين الأول/أكتوبر اشتباكات عند أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب اثر هجوم شنته فصائل مقاتلة بينها مجموعات إسلامية وجهادية (جبهة فتح الشام - جبهة النصرة سابقا - وحركة أحرار الشام). وبعد تصعيد الفصائل لهجومها صباح الخميس عم الهدوء ليلا منطقة الاشتباكات، وفق ما أفاد مصدر إعلامي. وتعليقا على الإعلان الروسي، قال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، وهي من ابرز الفصائل المشاركة في معارك حلب "لسنا معنيين به ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة". وكانت واشنطن وموسكو اتفقتا على هدنة في حلب في أيلول/سبتمبر صمدت أسبوعا وتبادل الطرفان الاتهامات بإفشالها، إذ نددت واشنطن بعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى الأحياء المحاصرة، بينما اعتبرت موسكو أن الأميركيين لم يفوا بوعودهم لتحديد مواقع الجهاديين في حلب وفصلها عن فصائل المعارضة الأخرى. إذ استثنى اتفاق الهدنة في حينه الجهاديين من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنظيم الدولة الإسلامية. وأعلنت روسيا وقف غاراتها على حلب منذ 18 تشرين الأول/أكتوبر، في "بادرة حسن نية"، تهدف بحسب قولها إلى السماح للمنظمات الإنسانية بإجلاء المدنيين وللمقاتلين بالانسحاب من المدينة. وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة أشهر أحياء حلب الشرقية حيث يقيم أكثر من 250 ألف شخص ، ولم تدخلها أي مساعدات غذائية منذ شهر تموز/أغسطس. وبدأت قوات النظام في 22 أيلول/سبتمبر هجوما للسيطرة على الإحياء الشرقية، بدعم من غارات روسية كثيفة وأخرى سورية، ما تسبب بمقتل مئات المدنيين واحدث دمارا كبيرا لم تسلم منه المرافق الطبية. وتحظى العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا بأهمية كبرى سواء بنظر نظام الرئيس بشار الأسد أو بنظر الفصائل المعارضة، الطرفين الأساسيين في النزاع الجاري منذ 2011، وقد أوقع أكثر من 300 ألف قتيل حتى الآن.
مشاركة :