شارك عبر واتساب سقوط شعر- مهدي بن سعيد ديرها مغنى ترى صاحبك راعي هجـوس شاعـرٍ لاضـاقـت الارض فــي عيـنـه قـصـد طـول الليـل التغلـي وطـال بـنـا الجـلـوس يـــاتـــرى ثــمــلــت فـنـاجـيـلـنـا ولابـــعــــد سالفتنـا عجـزت وانحنـت مـاهـي عــروس احـمـلـت عـشـريـن مــــرة ولاجــابــت ولــــد ثوبها يستحضر اللون فـي كـل الطقـوس جـاهــز للـضـحـك الازرق وجـاهــز لـلـنـكـد كــان عـنـدك كـذبـة ٍ ماتعريـهـا الـشـمـوس خلنـا نبنـي بهـا فـي مـدى الصـحـرا بـلـد غيرنـا يبنـي مدايـن علـى روس الطعـوس وان سألتـه قـال الانسـان يخلـق فــي كـبـد حلمـنـا مقـتـول والقـاتـل ايمـانـه غـمـوس أي حــلــمٍ نـرتـجــي فـزعـتــه وايــــة وعــــد كـل عـام مــن اولــه نشـعـل الظلـمـا دروس والغريب ان آخر العام ( لم ينجح .. أحد ) لاتـفـاءل وجـهـك المنتـظـر وجـهـه عـبــوس مثـل وجهـك ماعـلـى نظـرتـك فــال السـعـد مـن زمـان ونحلتـك هايـمـه بـيـن الـغـروس لجـت الرمـان مـن شــان تجـمـع لــك شـهـد مشكلتهـا حظـهـا يشـبـه لحـظـك نـحـوس كلـمـا جــت عـيـن زهــرة لـقــت فـيـهـا رمـــد شجرة الحظ ايبست عودها مليان سوس لاتــــداوي يــامــداوي ولاتـشــكــي لاحـــــد هجوس مختلفة رؤية سعود الصاعدي ينتمي هذا النص من مطلعه(ديرها مغنى) إلى رؤية حديثة في تشييد بناء النص العامي حيث يتجاوز البدايات التقليدية ليدلف إلى(هجوس) الشعر من باب التجريد،والتجريد مدخل فني للشعر منذ القدم لكن الشاعر هنا خالف العرف السائد من الطرقة الأولى،وجعل عتبة النص مدخلا لرؤيته الحديثة في تشييد معالم الشعر.فالشاعر هنا يتحدث عن الهجوس والشعر و طول الليل وهو فضاء مألوف في عالم الشعراء،لكنه استطاع أن يخالف السالف من الشعر باستحضاره لتراكيب جديدة وعلاقات جديدة بين المحسوس والمجرّد، فأنتجت هذه العلاقات صورا مثل(ثملت فناجيلنا) و(سالفتنا عجزت) و(الضحك الازرق) وهي صور شعرية لم يعهدها الشعر العامي في حقبته الأولى،بما يدل على أن النص هنا يستحضر(هجوس) شعرية مختلفة لها أدواتها الخاصة في تشكيل الشعر على الرغم من أن حركة الشاعر لم تخرج عن فضاء الشعر الموروث في استدعائه للهجوس وعدم الخروج عن دواعيه من طول الليل وكذلك الاستناد على ذاكرة الأمثال الشعبية واستلهامها في صور حديثة خاصة كقوله(كان عندك كذبة ما تعرّيها الشموس)،الأمر الذي يؤكد حداثة الرؤية وإعادة تشييد البناء الشعري من منظور جديد دون الخروج على السياق الشعري الرحب،وهي قدرة تحسب للشاعر في تشييد عالمه الخاص في دائرة العالم الشعري العام. نص مبدع رؤية صالح النعاشي بعض النصوص تأخذك إلى عالمها مباشرة دون الحاجة إلى تكرار القراءة! تجد نفسك منساقاً خلف أبياتها متجلياً معها منسجماً مع الفكرة والبناء والموسيقى!هذا النص من هذا النوع المكتوب بعناية فنان وروح مبدع وتجليات شاعر!الهجوس في بداية النص لم تكن كالمعتاد(يا هجوسي) بل جاءت بروح أخرى لتمنح القارئ مدخلاً مختلفاً لنص مختلف!من الجميل أن تجد نصاً يتحدث بألم ممتع وتشاؤم لايقتل روح الجمال ولا يذهب بك إلى عالم البؤس!الشاعر الحقيقي هو من يصور الحال بصور مختلفة وكأنه يطوف بك حول حالة إنسانية ليشبعها شعراً وفناً مهما كانت الفكرة!هنا شعر يستحق القراءة والحفظ والاستمتاع. حالة شاعر رؤية عبدالله قينان حالة من الكآبة والضيقة وعجز الحال يحاول النص اخفاءها بالقدرة والمعرفة الأدبية ..يستدعي فيه الأمثلة والسياقات لشرح سوء الحال والمزاج والحظ في الوقت ذاته الذي يؤكد عليه،فيه شكوى ممن أوصلوا المعنى والحال بالكذب والتزوير وفيه استسلام لطول الليالي والنحس والتسليم به ايضا..الرضا بهذا الوضع يولي له النص مساحة ابدية ربما يحتاجها الشاعر للتعبير ولكن حتما القارئ لا يشعر بها ولايحبذها في الواقعنص مليء بأجواء ليس للحظ اي علاقة به.
مشاركة :