أشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى التدخل الروسي في سوريا، وقالت إن روسيا تبني قوتها في الشرق الأوسط منذ زمن بعيد وإن الرئيس فلاديمير بوتين يتحدى الولايات المتحدة كقوة عظمى. وأضافت -من خلال مقال للكاتب إيميل سمبسون- أنه بالإضافة إلى علاقات موسكو الوثيقة مع النظام السوري التي تعود لسبعينيات القرن الماضي، فإنها لعبت دورا كبيرا في الشرق الأوسط، وإن الرئيس المصري الأسبق أنور السادات طرد المستشارين السوفييت من بلاده عام 1972. وتساءلت: لماذا تعود روسيا إلى الشرق الأوسط الآن؟ وقالت إن بوتين يريد أن يتحدى فكرة أن النظام العالمي يسير بقيادة الولايات المتحدة، وإنه يريد التشجيع على عودة العالم المتعدد الأقطاب، لكنه يتحرك وفق قيود ذاتية. وأوضحت أنه برغم تدخل بوتين في جورجيا وأوكرانيا، فإنه لا يبدو أنه يرغب في شن حرب على نطاق أوسع من خلال مهاجمة أي دولة بأوروبا الشرقية التي أصبحت أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو). واستدركت فورين بوليسي بالقول: لكن بوتين يسعى إلى تقويض النفوذ الغربي وإلى خلق قوة لنفسه دون المخاطرة بإشعال حرب مع الغرب. وأضافت أن موسكو تدعم الأنظمة الاستبدادية في دمشق والقاهرة وطبرق بدعوى أنها تقف ضد انتشار «الإسلام المتطرف». وأضافت أن بوتين أيضا دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا قبل أشهر، وأن روسيا رفعت العقوبات التي سبق أن فرضتها على تركيا إثر إسقاط الأخيرة الطائرة الروسية العام الماضي. وقالت أيضا إنه بات يتعين على الغرب أن يتعامل مع وضع صعب لدولة عضو بالناتو تلتقي الفلسفة السياسية لرئيسها أردوغان بقواسم مشتركة مع فلسفة الرئيس بوتين. لكنها أضافت أنه لا يجب المبالغة بنفوذ الرئيس بوتين، فلقد حاول التدخل في أكثر من قضية من قضايا الشرق الأوسط العام الجاري، ومن بينها محاولته قصف سوريا من قاعدة إيرانية ومحاولته لعب دور الوسيط في استئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، لكنه فشل في الحالتين. وأضافت أن ما فعله بوتين في الفترة الأخيرة يأتي على حساب الاقتصاد الروسي، وأنه يتبع سياسة التضليل والخداع التي تنعكس على مصداقية بلاده على المدى الطويل.
مشاركة :