أمستردام – توصل علماء هولنديون الى طريقة تعتمد على الطباعة ثلاثية الابعاد قد تفتح الباب لحفظ الاثار والتحف القديمة في سوريا والعراق، من همجية تنظيم الدولة الاسلامية. واستخدم فريق من جامعة ليدن وديلفت للتكنولوجيا قوالب مصنوعة من السيليكون لألواح طينية قديمة تم الحصول عليها من الرقة بشمال سوريا قبل اشتعال الصراع في المنطقة. ويقوم الفريق بعمل فحص جزيئي بالأشعة المقطعية لهذه القوالب، لعمل نماذج طباعية مقلدة ثلاثية الأبعاد بالحجم الطبيعي لها. ويقول الفريق متعدد التخصصات، العامل في المشروع، إن صمغ الإيبوكسي المنشط أزرق اللون لكن باستثناء هذا تبدو الألواح مثلها مثل الأصلية تماما. وصنع الأستاذ المساعد في جامعة تي.يو ديلفت يوكا فيرليندن طابعة متعددة المواد خصيصا لهذا الغرض. وطبع فيرليندن وفريقه أعدادا كبيرة من القطع الأثرية لكي يستخدمها الباحثون في التاريخ الآشوري. ويمكن للأكاديميين أيضا تحميل ملفات من المسح الضوئي، وذلك إما لدراستها عن كثب على الشاشة، أو طباعتها. وتشارك دومينيك نوغجانتيير، أستاذ مساعد في الهندسة المدنية وعلوم الأرض في جامعة ديلفت للتكنولوجيا، في تخزين البيانات وإزالة أي عيوب، تكون عادة في شكل فقاعات هواء في القوالب التي تظهر في صور الأشعة. وقالت "ما نقوم به هو أننا نخزن البيانات الأصلية... التي يمكن للناس إعادة معالجتها إذا رغبوا في ذلك. كما نخزن أشرطة الفيديو، حيث نوضح ما قمنا به، وقيمة الصور بالأشعة لعلماء الآثار، وبالتالي يمكن لمختلف الناس استخدام المعلومات المتوفرة لدينا". واقتربت نوغانتيير من الانتهاء من تصميم لوغاريتمات سوف تؤدي بشك تلقائي إلى حذف الفقاعات. وفيما تتهاوى المواقع الأثرية في سوريا والعراق تحت قذائف الهاون وانفجارات القنابل، يتسابق علماء الآثار والتقنيون لجمع ما سيمكنهم يوماً من إعادتها إلى الواقع. وبدأت بالفعل خطة تهدف الى نشر آلاف من الكاميرات ثلاثية الأبعاد قليلة التكلفة عالية الجودة، في جميع أنحاء الشرق الأوسط. يذكر أن معالم أثرية هامة تعرضت في السنوات الأخيرة للتدمير من قبل جماعات متشددة في عدة دول، وخاصة في العراق وسوريا على يد الدولة الاسلامية الذي دمرت آثار مهمة في متحف الموصل وموقعي نمرود ونينوى في العراق، بالإضافة إلى الدمار الذي خلفه في مدينة تدمر السورية.
مشاركة :