الشرقاط تشهد هجوما لداعش بعد دعوة البغدادي إلى القتال في الموصل حتى النهاية

  • 11/4/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نفذ مسلحو تنظيم داعش هجوماً على الشرقاط، صباح الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بعيد دعوة البغدادي دواعشه للثبات أمام الأعداء في ثاني خطاب له منذ سقطت الموصل. وفيما دخلت قوات مكافحة الإرهاب الساحل الأيسر، كان المتوقع ان يضرب داعش قطعات الحشد الشعبي التي تتقدم غربا باتجاه تلعفر، كانت المفاجأة بأن ضرب في الشرقاط شرق الموصل. فقد اعلن داعش عن شن هجوم واسع على قضاء الشرقاط بعد يوم واحد من خطاب البغدادي. وبحسب بيان التنظيم الإرهابي، فقد تمكن مسلحوه من الالتفاف حول قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية وقاموا بحرق مركز شرطة الشرقاط. واعترف علي الدودح قائممقام قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين بإحباط هجوم كبير لداعش استهدف القضاء، مؤكداً مقتل 15 عنصراً من المهاجمين وفرار البقية وتعليق جثثهم في الشوارع بعد فشل الهجوم.. الدودح قال إن "عدداً يقدر بأكثر من 30 عنصراً من داعش تسللوا عبر الزوارق إلى مركز قضاء الشرقاط، حيث تحصنوا في احد المساجد وقاموا بتشغيل أناشيد بأن دولتهم باقية وبعدها هاجموا مقراً أمنياً ولكن يقظة الشرطة المحلية واللواء 51 من حشد الشرقاط وسرعة معاجلة المتسللين أحبط الهجوم". وفيما كان داعش يهاجم المواقع الخلفية للقوات العراقية في الشرقاط، التي تقع شمال تكريت مركز محافظة صلاح الدين، والتي تحررت من مسلحيه في 22 سبتمبر/أيلول 2016، كانت القوات العراقية تدخل الساحل الأيسر من مركز مدينة الموصل. فقد أعلن قائد الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، قائد عمليات "قادمون يانينوى" إن "قطعات جهاز مكافحة الارهارب تمكنت، الجمعة، من تحرير أحياء الملايين والسماح والخضراء وكركوكلي والقدس والكرامة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل". وبينما ضرب داعش شرقا ودخل مكافحة الارهاب مركز الموصل، فإن الحشد الشعبي، ورغم الرفض الدولي والجزئي محلياً لمشاركته في معركة الموصل، يواصل عملياته غرب الموصل للسيطرة على قضاء تلعفر. وهكذا تشتبك خطوط المواجهة في ثاني أكبر مدينة عراقية بعد بغداد، بما ينبئ بأن تداعيات معركة الموصل ستكون بثقل المدينة التي اتخذها داعش مقراً لدولته المزعومة من جهة، وتجمعت حولها من الجيوش ما لم تتجمع مثلها سوى حول برلين في الحرب العالمية الثانية، وحول الكويت إبان غزو العراق لها من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة دفع ثقل المدينة الجيوسياسي باريس إلى أن تكون مقراً لمؤتمر دولي يبحث مستقبل المدينة السياسي. وإن كانت لمعارك اليوم التاسع عشر من معركة الموصل دلالات وتداعيات، سواء بدخول داعش للشرقاط أو وصول الحشد لمشارف تلعفر أو دخول قوات مكافحة الإرهاب إلى ساحل الموصل الأيسر، فإن البغدادي عبر خطابه الناري النادر قد أفصح عن دلالات وتداعيات تستدعي الوقوف عندها. وبالرغم من أن البعض فسر خطاب البغدادي بأنه خطاب هزيمة وقد يكون كذلك، إلا أن هجوم الشرقاط قد يدل على عكس ذلك. وهو أن من يُحاصر شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، فانه سيُقاتل حتى آخر رمق.. بل ربما تكون أفعاله أشد وأكثر خطورة. وهجوم الشرقاط قد يكون إنذاراً بشر مستطير. وعلى بغداد وغيرها أن تستعد أمنيا من هجمات داعش الكارثية المفاجئة. وهذه هي الدلالة الأولى. وأما الدلالة الثانية فهي أن أوباما الذي تم في عهده قتل أسامة بن لادن وكان ينتظر إعلان اعتقال أو مقتل البغدادي إنجازا ينهي به عهده وخدمة لحملة كلنتون الانتخابية، وجه البغدادي خطابه ليفسد عليه خطته، وربما دُفعَ لأن يخرج بخطاب لكي يقع في فخ القتل او مصيدة الاعتقال. وقد شدد على هذا المعنى المتحدث باسم التحالف الدولي ضد "داعش"، العميد جون دوريان، إذ قال"إن أكثر ما يلفت الانتباه في رسالة البغدادي قوله "لا تتقاتلوا فيما بينكم"، موضحا: "هذا ما يقوله قائد يفقد السيطرة والقدرة على تجميع قواته، لا نعتقد أن الأمر سينجح، تسري شائعات عن صحة زعيم المتشددين العراقيين وتحركاته لكن مكانه غير معروف". وأضاف دوريان: "لو عرفنا أين هو، لقتلناه على الفور". واما الدلالة الثالثة فهي مهاجمته لتركيا والسعودية وترك مهاجمة ايران. وهذا دليل على ان داعش ليست مشكلة "شيعية سنية" بل معضلة "سنية - سنية". وتتجلى المعضلة بالنزاع السني - السني على نموذج الحكم وعلى من يقود المليار مسلم على وجه البسيطة. وهي مشكلة قديمة جديدة لا حل لها الا بترسيخ معادلة شعب يختار حاكمه ودستور ينظم العلاقة بين الدين والدولة. وفي الوقت الذي اخذ فيه التوتر بسبب معركة الموصل بين أنقرة وبغداد شكل الموجة الجيبيبة صعودا وهبوطا، فان خطاب البغدادي الحاد ضد تركيا ربما يدفع بغداد التي تحارب داعش للتقارب مع أنقرة بدل مصادمتها. وهذا ما دعا له إياد علاوي العائد حديثا لموقعه نائباً لرئيس الجمهورية. كما انه طالب بتعيين حاكم عسكري للموصل بعد داعش. فان فعلت بغداد ذلك فهو اتجاه واقعي وان حدث عكس ذلك فان الامور تتجه نحو تصعيد محتمل وقد حشدت تركيا قواتها على الحدود. عمر عبد الستار

مشاركة :