إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي يوصي المسلمين بتقوى الله عز وجل

  • 11/4/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة وصف :  أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي، المسلمين بتقوى الله عز وجل، والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال: ما أشبه هؤلاء الطائفيين الحاقدين باليهود وما أقربهم إليهم. وقال في الخطبة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم: تعظيم جناب النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته من أركان الإيمان وقواعد الدين ومحكمات الشريعة التي يجب أن تجتمع عليها الأمة لتحميها -بإذن الله- من المهالك، وتكون لها سياجاً منيعاً ضد عوامل الضعف والتفكك والتنازع والمخالفات والبدع التي تفسد على العبد دينه وإيمانه، وتضله ضلالاً بعيداً، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}، وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. وأضاف: اتباع النبي ولزوم سنته أمر محيد عنه لمن أراد السعادة والهداية والفوز بالجنة؛ فقد أغلق الله كل الأبواب والطرق إليه إلا باب محمد، وبدون الاتباع والاستمساك بالهَدْي النبوي لا تستقيم حياة العبد ولا تصلح أحواله ولا يزكو قلبه ولو اجتهد سبعين سنة؛ فالخير كلُّ الخير في الاتباع والاقتداء، ولا زكاة للقلوب ولا طهارة للنفوس ولا صلاح للأعمال إلا بأن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما، وألا يقدّمَ على سنة المصطفى قولَ أحد أو رأيه أو طريقته كائناً من كان. وأردف: صور وأحوال تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله ومحبته كثيرة ومتنوعة، وإن أعظم وأكبر الشواهد على تعظيم مقام النبي صلى الله عليه وسلم وتمكين حبه في القلوب؛ اتباع سنته ظاهراً وباطناً، ولزوم طاعته على الدوام وفي كل الأحوال؛ فلا دليل أول على التعظيم والحب من هذا الاتباع المبارك واللزوم للسنة النبوية، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ}، وبيّن سبحانه أن الهداية الحقيقية الكاملة لا تحصل إلا باتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم وطاعته، {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. وقال الغامدي: من أعظم صور الإعراض عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، الابتداع في الدين، وإحداث عبادات وطرائق في السلوك وتهذيب النفوس والتزكية لم يكن عليها الأمر الأول العتيق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم، الذين هم المقياس الصحيح للاتباع من عدمه، قال صلى الله عليه وسلم: (من رغب عن سنتي فليس مني)، وقال (مَن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وإن الابتداع والإحداث في العبادات والسلوك من أشنع صور الإعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يؤد رسالة ربه كاملة غير منقوصة، ولم يبلّغ دينه كما أمره الله؛ فيأتي أولئك القوم فيستدركون على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، ويشرّعون للناس ما لم يأذن به الله ورسوله. وأضاف إمام المسجد الحرام: مِن صور الاستهانة والاستخفاف بالشريعة ومقام النبوة عدمُ تعظيم وتقديس الشعائر الزمانية والمكانية التي أمر الله تعالى بتعظيمها، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على حبها وإجلالها، ومن ذلك شهر الله الحرام محرم، ومكة المشرفة والمدينة النبوية المنورة وبيت المقدس الشريف، وهي من أعظم شعائر الدين ومقدسات المسلمين المباركة التي باركها الله تعالى وقدّسها، والتي كانت منذ القِدَم شوكةً وغُصة وغيظاً للأعداء؛ فاليهود -قبّحهم الله- ما زالوا يعبثون في المسجد الأقصى فساداً وقتلاً وتخريباً، ثم جاء قوم طائفيون حاقدون على مقدسات المسلمين فشابهوا اليهود في أفعالهم، وأرادوا أن تكون مكة خراباً يباباً في شهر الله الحرام كما كان يريد أبرهة المقبوح المنبوذ ومن تَشَبّه به على مر العصور؛ لكن الله تعالى كان لهم بالمرصاد وأبطل كيدهم ومكرهم وحمى حرمه وبيته العظيم. وأردف: فما أشبه هؤلاء الطائفيين الحاقدين باليهود وما أقربهم إليهم، وهذا دين أهل النفاق الذين يبطنون الكفر والحقد على مقدسات المسلمين، ويلتقون مع كل ظالم وباغٍ في حقدهم على المسلمين ومقدساتهم، كما تحالَفَ المنافقون مع الذين كفروا من أهل الكتاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأنزل الله فيهم قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، قال تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ }. وقال الشيخ الغامدي: من أراد الفلاح والسعادة فليعتصم بالوحي الإلهي من الكتاب والسنة؛ فكما أن القرآن وحي؛ فالسنة كذلك وحي وهي مُبَينة وشارحة ومفصلة لأحكام القرآن ومعانيه، قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، وقال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}. ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم خبر الصدق أنه سيأتي أناس يريدون السنة ويُعرضون عنها ولا يقبلون بها؛ فقال: (ألا إنما أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه؛ ألا وإن ما حرّم رسول الله كما حرم الله). (0)

مشاركة :