محبة الأوطان ليست فضلاً ولا منّة ولا شهامة ولا كرامة.. ولا خير فيمن لا يحب بلاده كما يقول مصطفى صادق الرافعي.. والسعوديون مثل غيرهم في أرض الله الواسعة يعشقون وطنهم عشقاً جماً.. والحديث سيطول ويمتد ويتشعب إذا قلبنا المواقف التي قدمت أدلة أوضح من عين الشمس على ذلك الحب والعشق والولاء والانتماء منذ عشرات السنين.. حب يولد مع الصرخة الأولى ثم ينمو كل يوم كما تنمو الشجرة الباسقة.. شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.. حب بلا مصلحة ولا غاية ولا هدف.. أي عمل أو حدث أو بادرة وطنية يمكنها أن تحول السوشال ميديا إلى ساحة ضجيج صاخبة.. يتبرع رجل بكليته لإنقاذ فتاة يتيمة فيمطره السعوديون بآلاف التغريدات المادحة والمحبة والمتمنية له السداد والتوفيق.. يتسرب مقطع قصير لحارس مدرسة وكيف يؤدي عمله بأمانة فيجد نفسه وقد أصبح في عداد المشهورين بعد زفة شعبية تكافئه على حسن صنيعه.. يأتي الحديث عن رجال الأمن وهنا يسكت الكلام وتحتل الدعوات الطاهرة والدموع البريئة كل الأماكن.. الذي يقدمه رجال الأمن الأبطال الأشاوس لحماية هذا الوطن العظيم يكاد يتجاوز الوصف.. ثناءهم وشكرهم وتقديرهم لن توفيه الكلمات والقصائد والمقالات.. بالأمس بدأ الرياضيون حملة رسمية عبر الهيئة العامة للرياضة والأندية تحت عنوان "رجال أمننا أنتم فخرنا".. بالفعل أنتم الفخر بعينه.. أنتم الفخر بكل تجلياته.. فخر يجعل أعناقنا ممتدة وأرواحنا آمنة مطمئنة على أنفسنا وأهلنا ومالنا وأرضنا وفلذات أكبادنا.. يا وطننا يقول لك رجال أمنك نم ملء جفونك عن شواردها.. الحملة ليست سوى نقطة في بحر متلاطم من الحب والمودة.. حملة يريد الرياضيون أن يقولوا من خلالها إن محبتكم أيها الأبطال البواسل هي جزء من حب الوطن.. وطننا.. وطن القلوب الكبيرة.
مشاركة :