المريخي: لا بد من تعظيم دين الله ومحاربة المنافقين

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي، الخطيب والداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، خطبة الجمعة بمسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب، وأكد فضيلته خلال الخطبة أن تعظيم دين الله أمر ضروري لمن أراد السلامة والعافية والنجاة من الفتن والمحن، ويكون التعظيم للدين بردع المعتدي على دين الله وسنة رسول الله وضرْب اليد الآثمة المتجرئة على الله وقطع اللسان البذيء الذي يتناول ذات الله سبحانه بما لا يليق به، وتأديب من يستهزئ بالدين وأحكامه. قال د.المريخي إن كل أحد يبحث عن سعادته وأمنه واستقراره وعيشه الهنيء، لكن المخاليق في التمسك بأسباب دوام الاستقرار مذاهب شتى، فمنهم من يرى الأمن في الشرق ومنهم من يراه في الغرب ومنهم من يراه في متابعة هواه وشهوات نفسه، وكثير من الناس يغيب عنهم الوقوف على السبب الحقيقي لدوام الأمن والاستقرار خاصة في هذا الزمان، الذي احتار فيه الناس في الوقوف والحفاظ على الحق، من مآسي هذا الزمان وما فيه من الفتن والعدوانية والإلحاد والكفر والظلامية والمخاوف والمتغيرات والتحولات. الحائل بين البلوى والفتن وتابع خطيب الجمعة قائلا إن الحافظ من هذا كله، الحائل بين البلوى والفتن وبين أن تصل إلى الآمنين، هو تعظيم دين الله والدفاع عنه ورعايته وأخذه بجد واهتمام، فلقد حكى الله تعالى في القرآن والسنة عن أقوام رعوا جانب دينه وشريعته، غضبوا لله وانتصروا لشرعه، فنصرهم وحفظهم وخذل عدوهم ودفع عنهم النقم، يقول تعالى (يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال تعالى (ولينصرن الله من ينصره) والجزاء من جنس العمل. ولفت الدكتور المريخي النظر إلى أن نصرة العباد لربهم يكون بالقيام بدينه والدعوة إليه ومجاهدة أعدائه وحراسة شريعته وسنة رسوله، وإلجام الساخر من أحكامه وتأديبه وزجره وقطع دابره ليكون الدين عزيزاً مصوناً مهاباً، فإذا كان هذا من العباد لدين الله نصرهم الله وأعزهم وخذل عدوهم وأدام عليهم الأمن والأمان والاستقرار، ووفر لهم الأرزاق ويسر لهم أمورهم ومتعهم إلى حين، يقول تعالى عن قوم يونس عليه السلام (إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين)، لما آمنوا بالله ورسوله كشف عنهم عذاب الهوان والذل في حياتهم الدنيا وأخر لهم في آجالهم ولم يعاجلهم بالعقوبة. الإسلام منصورٌ وأشار خطيب الجمعة إلى أن الله نصر دينه ورسوله وعباده الصالحين، فالإسلام منصورٌ ورب الكعبة، ورايات الدين عالية خفاقة، ولن تستطيع قوة في الأرض ولا في السماء أن تنال من دين الله مثقال ذرة (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، لقد حاول الأعداء النَّيل من دين الله منذ فجره، وأشرقت شمسه، لكنهم عادوا خائبين فأهلكهم الله، فهم في قبورهم ملعونون، النار يُعرَضُون عليها غدواً وعشياً، دين الله الإسلام دين أهل سنة رسول الله، منصور قاهر لكل عدو، يقول رسول الله (ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، بعِز عزيزٍ أو ذل ذليلٍ، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر وأهله، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين) رواه أحمد. وتطرق خطيب الجمعة في هذا الإطار إلى قول تميم الدَّارِي راوي الحديث: لقد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان كافراً الذل والصَّغَار والجِزية، وهذا جار على كل من تمسك بالدين والسنة ومن طعن في الدين أو هجر السنة المطهرة، فمَن عادَى الدِّين وهجَرَ السُّنة وشرَّق وغرَّب فمصيره الهوامش والتوقف والنسيان والخذلان والبُعد والطرد. وذكر د.المريخي أن من ناصر الدين واعتنق السنة المطهرة صادقاً فليبشَّر، فإن له إن شاء الله نصيباً من قول الله ورسوله (ورفعنا لك ذكرك)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (والله ليُتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) رواه البخاري. وقال تعالى (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون)، فالإسلام منصور، ولن ينال منه أحد ولو اجتمع عليه كل من بأقطارها، ولكن الله تعالى يريد من عباده أن ينصروا دينه لينصرهم ويعزهم، يقول تعالى (ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض)، لقد مضى قضاء الله وحكمه في أم الكتاب أن الدين منصور وأتباعه والرسل، وإن ما ترونه إنما ليميز الله الخبيث من الطيب وليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين. شرفكم وعزكم وأوضح خطيب الجمعة أن الإسلام شرف لأهله ورفعة في الحياة الدنيا والآخرة، يقول تعالى (لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون)، قال ابن عباس رضي الله عنه: "فيه شرفكم وعزكم ورفعتكم ونصرتكم وحفظكم وخذلان عدوكم وهلاك حاسدكم ومنافكم". فبالإسلام تلذ الحياة وتطيب الأوقات والأعمار ويهنأ به العيش وتتوافر به الأرزاق والطيبات، (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، الإسلام أمن واستقرار وراحة بال واستقامة وتفكير وتوجيه وهداية، (الذين آمنوا ولم يلبِسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتَدُون). الإسلام بتشريعاته وحدوده وزواجره حياة معتبرة، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون. الإسلام ستر وجمال وزينة وعزة وكرامة، (يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنِين عليهنَّ من جلابيبِهِنَّ ذلك أدنى أن يُعرَفْنَ فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً). (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون). فلا يخدعنكم الشيطان ويغرر بكم فيحولكم عن منهج الإسلام إلى المناهج المشرقة والمغربة، إلى السبل التي على كل واحد منها شيطان يدعو إليه، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: خط لنا رسول الله يوماً خطاً فقال: (هذا سبيل الله) ثم خطَّ خطوطاً عن يمين الخط ويساره، فقال: (هذه سبل، على كل سبيل منه شيطان يدعو إليه)، ثم تلا: (وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) رواه أحمد. وتناول الدكتور المريخي جانبا من حياة الدنيا، قائلاً إن الديار تدمَّر وتذهب، والأمم تقتل وتمحَق وتنهب، والأنفس تزهَق وتذبَح، ويهلك الحرث والنسل إذا أعرض عن دين الله الإسلام الحق وأُهمِلت شعائره وتُعدِّيت حدوده وأُخفضت رايات من البلدان، في الأمم وفي الأنفس، فوالله لقد هلكت أمم وأُزهقت أنفس ودُمرت بلدان بسبب إهانة دين الله والتعدي على الله والرسول والقرآن وتقديم الشهوات والدنيا على الدين علانية وجهاراً والسكوت عن المتطاولين على الشريعة والسنة، وإخفاض للسنن وشعائر الإسلام ورفع للشعارات والمذاهب والفلسفات الجاهلية، يقول تعالى (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين)، وقال تعالى (فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد)، فها هو القرآن يتحدث عمن ظلموا أنفسهم فأعرضوا عن الدين الحق وغرتهم الحياة الدنيا وطردوا رسلهم ومن ذكَّرهم بالله، فما زادهم إلا استكباراً واستعلاءً وغروراً حتى جاءهم العذاب، يقول الله (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)، وقال سبحانه (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا)، وقال (فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين). لقد شابه هؤلاء المذكورين في القرآن أقوامٌ في هذه الأزمنة، فاغتروا بدنياهم وما أوتوا من العلم الدنيوي الخاوي، اغتروا بما يسمونه وتزينه لهم أنفسهم الأمارة بالسوء، اغتروا بما يسمونه مسايرة الحضارة والتقدم والتحضر وظنوا أن الله لا يعلم كثيراً مما يعلمون، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب، يخربون بيوتهم بأيديهم. س.س;

مشاركة :